X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

سنة أولى جامعة: بداية الانطلاق وتحمل المسؤولية

22 Aug, 2023 |

تمثل السنة الأولى في الجامعة تجربة خاصة يعيشها الطالب المستجد. حياة جديدة في بيئة تعليمية جديدة تختلف تمامًا عن المدرسة، هناك الغربة والطموح، والحيرة والفرص، والمخاوف والآمال؛ فكيف يدير طالب السنة الأولى حياته الجديدة؟ وكيف يتمكن من التكيف مع هذه المرحلة والخروج بأكبر قدر من المهارات والمعرفة؟ في الأسطر القادمة يتحدث المختصون والطلبة عن أهم النصائح والفرص التي تتيحها الحياة الجامعية..

 

ايمانالكيومي

 

  • تهيئة الطلبة للحياة الجامعية

تقول الفاضلة إيمان الكيومية أخصائية إرشاد وتوجيه في مركز الإرشاد الطلابي أن تهيئة الطلبة للحياة الجامعية تبدأ قبل بدء مشوارهم الجامعي من خلال الحرص على تنمية مهارات الابن/الابنة الشخصية والاجتماعية والعملية حيث أنها لا تقل أهمية عن المهارات الدراسية والتحصيل العلمي للطالب؛ لأن الجامعة بيئة تتطلب تظافر هذه المهارات مجتمعة من أجل أن ينعم الطالب بأفضل حياة جامعية، كما أن الطالب عليه أن يدرك أربع فروقات أساسية بين حياة المدرسة والجامعة سيواجهها عند دخول الجامعة حتى لا تسبب له المقارنة عبئا ثقيلا ويظل حبيساً في هذه الدوامة وهي:

أولا: طبيعة البيئة حيث أن الجامعة بيئة كبيرة جدا ومتشعبة وتضم الكثير من الأشخاص الجدد والطلبة والأساتذة من الجنسين ومن مختلف الثقافات، كما أن المباني كبيرة وتتطلب مجهودا مضاعفا للوصول إلى قاعات الدراسة، كذلك الكليات والمراكز والمرافق التي تضمها الجامعة متنوعة.

ثانيا: الأهمية حيث أن أهمية المدرسة قد تقف عند أعتاب إيصال الطالب لطموحه الجامعي بينما الجامعة هي المستقبل القادم الذي سيشكل حياة الطالب المهنية وما بعدها.

ثالثا: المسؤوليات حيث أن المسؤوليات المطلوبة من طالب الجامعة تتجاوز ما هو مطلوب من طالب المدرسة بمراحل؛ فطالب الجامعة وخاصة من يكون في سكن جامعي مسؤول عن إدارة حياته ووقته مسؤولية تامة، فهو من يدير وقت الأنشطة والنوم ويدير المال ويختار التخصص، ويلتزم بحضور المحاضرات والاستعداد للاختبارات وتسليم الواجبات والمشاريع، كما أن لديه مسؤوليات تتعلق بالعناية بالجانب الاجتماعي ودعم الأصدقاء.

رابعا: المهارات المطلوبة ربما تكون هناك بعض المهارات لم تكن تشكل أهمية أو فرق عندما كان الطالب في المدرسة ولكنها مهمة جدا في الجامعة ومنها مهارات العرض والتقديم، والمهارات التقنية وتصميم العروض، واللغات، المهارات الاجتماعية والشخصية والعملية، ومهارات حل المشكلات، ومهارة إدارة الوقت والمال وغيرها.

  • أهم النصائح الداعمة لطلبة السنة الأولى

وأردفت إيمان: لذلك يعد إدراك الطالب لهذه النقلة الكبيرة التي تنتظره عند بدء الجامعة مساعدا له من أجل التكيف بشكل أسرع مع هذه المتطلبات، سيأخذ وقتا قد يمتد لأشهر حتى يصل لمرحلة التوافق والراحة مع كل هذه التغيرات ولكن يبقى الوعي والإدراك عاملا هاما من أجل التسريع لذلك، ومن أهم النصائح الداعمة لطلبة السنة الأولى:

-استكشف البيئة الجامعية قبل بدء المحاضرات وشارك بنشاطات الأسبوع التعريفي.

-لا تسجل عددا كبيرا من المواد في الفصل الأول؛ لأنك بحاجة إلى وقت من أجل التكيف مع الجامعة.

-تعرف على مشرفك الأكاديمي وتعرف على خطتك الدراسية ولا تتردد بطلب المساعدة من المعنيين حينما تواجه أية صعوبة أو لا تكون لديك المعلومة الكافية، تأكد قبل أي خطوة بأنها صحيحة ووفق الخطة الدراسية المطلوبة منك.

-على الطالب أن يدرك بأن مرحلة الجامعة بحاجة إلى جهد كبير وعناية بالدراسة منذ المرحلة التأسيسية وألا يتأثر بالمعتقد الشائع بأن مرحلة الجامعة مرحلة الخلاص من قيود الدراسة ولا تحتاج إلى جهد كالذي بُذل في المرحلة الثانوية، فعلى الطالب الاستمرار في البذل والعطاء بذات الدافعية والجهد لضمان نجاحه وتفوقه في الجامعة.

-تختلف أساليب المذاكرة والمهارات المطلوبة من الطالب من أجل تحصيل الدرجات العالية، لذلك عليك البحث عن الطرق الجديدة التي ستساعدك في التفوق ولا تبقَ حبيس الأساليب المدرسية فقط، عليك التوسع وسؤال الأساتذة والطلبة والبحث عن أفضل أساليب الاستذكار لكل مادة.

-استثمر السنة الأولى في تقوية اللغة الإنجليزية والمهارات المطلوبة منك؛ من أجل النجاح في مشوارك الجامعي.

-تعرف على الأنظمة والقوانين المتعلقة بالجامعة ومكان السكن، كذلك فإنه من المهم الاطلاع على كافة القوانين المتعلقة بآلية تسجيل المواد واختيارها والمحاذير التي على الطالب تجنبها حتى لا يكون عرضة للملاحظة الأكاديمية أو الانسحاب من الجامعة.

-تذكر بأن بناء العلاقات والصداقات في الجامعة لا يتم بسرعة وأنه ليس كل زميل صديق، فقد يكون زميلا وله حياته واهتماماته ويكون منشغلا بدراسته.

-كذلك فإن الاهتمام بالعناية الشخصية يعطي انطباعا إيجابيا عنك؛ لذلك عليك الحرص عليها.

-حافظ على نمط التفكير الإيجابي وقدر ذاتك، وكن متسامحا عند تعاملك مع الآخرين.

  • أعراض قد تواجه الطالب

وأضافت إيمان قد تواجه عند دخولك الجامعة بعضا من هذه الأعراض ومنها: الشعور بالوحدة أو العزلة، إضرابات في النوم إما بالزيادة أو النقصان، الشعور بالتعب، الشعور بالألم الجسدي كالصداع، أو ألم في الرقبة أو في المعدة، أو تعاني من مشاعر الغضب، والرغبة الشديدة في العودة للمنزل؛ لذلك أود منك الإدراك بأن هذه الأعراض طبيعية جدا ولن تطول، لذلك من المهم أن تساعد نفسك من خلال التالي:

  • التعرف على الزملاء الذين يشعرون بالوحدة مثلك لكي تكونوا دعما وقوة لبعضكم البعض.
  • عليك أن تلاحظ كيف يتصرف الطلبة الأكبر منك وتستفيد من تجاربهم وخبرتهم في الجامعة.
  • تذكر ماذا كنت تفعل حينما كنت في المدرسة عندما تشعر بالتوتر ووظف أساليبك السابقة لمساعدة نفسك على تخطي هذه المشاعر.
  • حاول أن تبذل جهدك من أجل تعميق اهتمامك بالهوايات والمهارات التي ترغب في تعلمها وممارستها.
  • مارس بعض الأساليب المألوفة بالنسبة لك كاحتساء القهوة أو الشاي في وقت معين وضمن أجواء اعتدت عليها، اخلق مساحة تشبهك وكنت تحبها ومعتاداً عليها.
  • اقبل تحدي التعليم الجامعي ومهاراته فأنت لديك القدرة والنضج الذي يسعك من أجل اكتساب معرفة أكثر عمقا ومهارات أكثر تأثيرا.
  • ركز على إيجابيات الانتقال إلى الحياة الجامعية والكم الكبير من المكاسب التي تنتظرك.
  • لاحظ تقدمك والجهد الذي تبذله من أجل مساعدة نفسك في كل يوم، فكل هذه الخطوات الصغيرة التي تبذلها ستكون مصدر فخر لك.
  • ابق على تواصل مع أسرتك وأصدقائك فهذا الجانب مهم جدا من أجل دعمك النفسي وسيخفف عنك مشاعر الحنين للمنزل والشعور بالوحدة.
  • ما دور المركز في إرشادهم؟

يهتم مركز الإرشاد الطلابي بتقديم خدمات الإرشاد النفسي والاجتماعي والأكاديمي والحياتي والأسري؛ لذلك فالطالب الذي يتعرض لتحديات نفسية أو أكاديمية أو اجتماعية أو أسرية ولا يتمكن من تجاوزها ويشعر بالحاجة إلى مساعدة مختص في الإرشاد النفسي ما عليه سوى حجز موعد في مركز الإرشاد الطلابي وطلب المساعدة من أخصائي الإرشاد والتوجيه، حيث أن المختص يقدم له المساعدة بكل سرية وخصوصية، كما يقدم المركز مجموعة من البرامج والورش والمحاضرات خلال كل فصل دراسي؛ من أجل تقديم التوعية والدعم النفسي للطلبة. 

 

املالمعيني

 

  • الاطلاع على القوانين والأنظمة

وتقول الفاضلة أمل بنت يونس المعينية مدير دائرة القبول والتحويل للدراسات الجامعية بعمادة القبول والتسجيل أن الطالب في بداية مسيرته في الجامعة يجب أن يكون على اطلاع بالقوانين والأنظمة وعلى دراية تامة بالنظام الأكاديمي حيث إنه من المهم أن تكون لديه المعرفة بقوانين التسجيل والتحويل والسنة التحضيرية للبرنامج التأسيسي كما يجب عليه أن يكون قريبا من المرشد الأكاديمي في أي عقبة قد تواجهه في سنته الأولى.

وأتمنى للطلبة الجدد كل التوفيق في مسيرتهم العلمية القادمة، وأنصحهم بأخذ المعلومات الكافية قبل التقدم لأي خطوة تخص تحصيلهم العلمي، ويكون المرجع الموثوق دائما هو المرشد الأكاديمي وعمادة القبول والتسجيل.

وأكدت المعينية أن على الطالب أخذ الاستشارة من القبول والتسجيل بما يخص تسجيله في المقررات الدراسية والعبء الدراسي وذلك لتجنب الوقوع في الملاحظة الأكاديمية.

وأن يطلع على شروط التحويل ليكون على دراية تامة بالمتطلبات التي يجب أن ينجزها في حال رغبته للتحويل لكلية أخرى حيث إن عدم فهم أي شرط قد يسبب عائقاً يحول دون تحويله إلى كلية أخرى.

  • بداية لحياة أكاديمية مختلفة

تقول الفاضلة فاطمة السنيدية أخصائية إرشاد وتوجيه في مركز الإرشاد الطلابي : يتم تهيئة الطلبة الجدد لمواجهة سنتهم الأولى في الجامعة من خلال تعرّف الطالب على مرافق وخدمات الجامعة حتى تكون لديه معرفة شاملة عن الجامعة، كذلك تعريف الطلبة بأهمية معرفتهم بالخطة الدراسية لكل كلية وطريقة احتساب المعدل التراكمي، حيث تساهم هذه المعلومات على تكيف الطالب في الجامعة وقدرته على التعامل مع التحديات التي يواجهها في حياته الجامعية، إنشاء برامج توعوية ونمائية في أهمية تنمية العلاقات الاجتماعية وتطوير ذواتهم وقدرتهم على التوافق والتكيف مع الثقافات المختلفة والقدرة على مواجهة الآخرين.

أما عن أهم النصائح للطلبة الجدد في سنتهم الأولى هي الاهتمام بالسنة  الأولى واعتبارها سنة بداية لحياة أكاديمية مختلفة، واعتبارها الأساس الذي تنبني عليه حياتهم الأكاديمية والشخصية والاجتماعية، وأن يتعرف على المرشد الأكاديمي، وألا يتردد بالذهاب إليه عند انخفاض المعدل الفصلي والتراكمي، وتعريف الطالب بمخاطر وقوعه تحت الملاحظة من الوهلة الأولى.

كذلك تحديد الأهداف والقدرة على التخطيط وإدارة الوقت، وتنمية العلاقات الاجتماعية الصحية، والمشاركة في الأنشطة الجامعية، أيضا معرفة الساعات المكتبية للمحاضرين أو الدكاترة. والاهتمام بحضور البرامج والمحاضرات التوعوية والنمائية التي تساعدهم في حياتهم الأكاديمية. كذلك الذهاب إلى مركز الإرشاد الطلابي عند الشعور بحاجة للمساعدة في مواجهة تحديات الحياة.

 

عالميخلومنالامية

  • طلبة السنة الأولى

الطالبة طيف بنت أحمد البطاشية كلية العلوم تقول : أن الصعوبات التي واجهتني لا تختلف عن الصعوبات التي يواجهها أي طالب مستجد من حيث الانتقال إلى مرحلة جديدة مختلفة عن الحياة المدرسية وحياة مستقلة بعيدة عن الأهل، فكانت هناك تساؤلات كثيرة تدور في ذهني مثل: كيف أتعايش مع رفاق جدد؟ وأيضا كيف ستكون الدراسة باللغة الإنجليزية؟، ولكن في الأسبوع الأول وجدت أن الموضوع عادي جدا لا يحتاج إلى كل هذا القلق والتفكير.

كما أن معرفتي بطالبات من الأقارب الأقدم في الجامعة وتعرفي على صداقات جدد قلل الشعور بالغربة، وأيضا الأنشطة الطلابية والفعاليات التي تقوم بها الجامعة لها دور كبير، بالإضافة إلى تجديد الهدف من وجودي في هذا الصرح العظيم.

وأضافت طيف نصيحة أقدمها للطلاب الجدد: الجامعة ليست دراسة فقط، استمتعوا ووازنوا بين الدراسة والأنشطة الطلابية، والأهم تنظيم الوقت لأنكم ستكونون مسؤولين عن وقتكم، اسألوا عن أي شيء تجدوا صعوبة فيه واختاروا الرفاق الذين سيكملون معكم الرحلة.

  • دعم العائلة والاصدقاء

الطالب حمزة بن سيف الريسي من كلية الهندسة يقول: واجهت بعض الصعوبات في بداية أول سنة لي في الجامعة منها عدم التأقلم على روتين الجامعة، التعرف على قوانين الجامعة الجديدة أو حتى عقبة عدم معرفتي بمرافق الجامعة بشكل كامل، ولكن تخطيت هذه العقبات من خلال دعم عائلتي وبتوجيهٍ منهم، بالإضافة إلى توجيهٍ من قبل طلاب سابقين من المقربين لي كما ساعدني كثير من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الرد على الاستفسارات المطروحة

وأضاف : قد يطول الحديث عن النصائح التي أرغب في توجيهها للطلبة الجدد ولكن أبرز ما يمكنني أن أقدمه لطلاب الجامعة الجدد هو أن يستمتعوا بالحياة الجامعية مع الموازنة بالرحلة الدراسية فقد أصبحوا الآن في مركز القيادة لذلك عليهم التحلي بالمسؤولية.

وتحدثت الطالبة خولة بنت جابر السليمانية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن صعوبات وواجَتْها في السنة الأولى فقالت : فترات الاستراحة الطويلة بين المحاضرات مما اضطرني للجلوس في الجامعة لساعات متأخرة والأمر نوعا ما متعب كوني طالبة سكنٍ خارجي أي لا يوجد لدي مكان مريح ومتوفر بشكل دائم أستطيع اللجوء إليه باستمرار، ورغم سلبية الأمر إلا أن له ناحية إيجابية تتلخص في استغلال فترات ما بين المحاضرات في استكشاف الهيكل الجامعي من مباني وكليات ومكتبات وممرات وغيرها مما سيعود علي بنتائج إيجابية مستقبلا بلا شك، أن عدم المعرفة الكافية للميزات والخدمات التي توفرها الجامعة لمنتسبيها من الطلاب مما أدى إلى إهدار بعض الفرص التي من الممكن أن تختصر وتسهل على الكثير.

وأضافت من الصعوبات أيضا في سنتي الأولى صعوبة التأقلم دراسيا في ظل تواجد الجنس الآخر كون البيئة التي قدمنا منها محصورة على فئة الإناث لسنوات طويلة، وعدم وجود مصدر يوفر معلومات شاملة حول جميع الجماعات التي من الممكن المشاركة والانضمام لها، وكوننا طلاب السنة الأولى فوقتنا شاغر نوعا ما أكثر بكثير من طلاب السنوات المتقدمة وإننا بحاجة إلى ما يشغل هذا الوقت بأمور مفيدة.

ووجهت خولة التي أكملت سنتها الأولى ومقبلة على سنتها الثانية النصائح للطلاب المقبلين على هذه السنة وقالت: الاستمتاع بشتى التفاصيل واستكشاف مرافق الجامعة وتضاريسها بشكل جيد حيث إن وقت الفراغ في هذه السنة ممتد ويتيح فرصاً للاستمتاع والاستكشاف قد لا تتوفر مستقبلا، الانتهاء من الأعمال والتكاليف المطلوبة في وقتها أمر يمنع اكتساب عادة التسويف والتأجيل التي قد تسبب مشكلات مستقبلاً في حال اكتسابها.

About the Author