X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

يوم استثنائي وصوت للنهضة نادى

23 Jul, 2023 |
  • د. علي بن سعيد الريامي، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية

لم يكن يوم الثالث والعشرون من عام 1970م يومًا عاديًا في حياة العمانيين، بل سرعان ما تكشّف للمزارع وهو يحصد ثمار نخيله، وللصياد وهو يلقي بشباكه في عرض البحر، وللتاجر وهو يعرض بضاعته في دكانه، وللمرأة العمانيَّة الكادحة والمربّية، وللراعي في الفلاة، والمغترب عن وطنه؛ بحثًا عن لقمة العيش الكريم.
 إنَّ هذا اليوم سيكون يومًا استثنائيًا بما تحمله كلمة الاستثناء من معنى حسيّ ومادي.
كان يومًا استثنائيًا في الانتقال من العزلة إلى الانفتاح، من العسر إلى اليسر، من الغربة والشتات إلى العودة والاستقرار، من التنازع على السلطة والصراع إلى الوحدة والألفة، تحت شعار "عفا الله عمَّا سلف" الذي رفعه وعمل به الباني المؤسس لهذه النهضة المجيدة –المغفور له بإذن الله-، السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور-طيب الله ثراه-.
لعّل من عاش زمن الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، يدرك جيدًا كم كانت تلك السنين قاسية على الجميع، وذلك الجيل الذي عاصر تلك الأيام الصعبة يتذكر حجم التحوّل العميق وأثره في حياة العمانيين، فقد كانت سنوات صبر، وكفاح، وتضحيات، هكذا بدت سيرورة الزمن وصيرورته التاريخية وهي تذهب باتجاه عقارب الساعة لا عكسها؛ إيذانًا لبداية عهد جديد يؤسس لكيان موحّد من رؤوس الجبال في محافظة مسندم إلى رأس ضربة علي في محافظة ظفار  بعلم واحد وشعار واحد.
وقد جسّد الشاعر والأديب الراحل عبد الله الطائي -رحمه الله- ذلك المشهد في نشيد صوت النهضة:
صوت للنهضة نادى    هبوا جمعًا وفرادى
قابوس للمجد تبادى        فابنوا معه الأمجادا
يا أبناء عمان الأجوادا

كان يوم الثالث والعشرين إيذانًا بنهضة جعلت الراية العمانية ترفرف من جديد في سمو، وعزة، وشموخ ترفرف فوق سارية المجد التليد، حاضرة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية؛ ليعود الشعب الأبي مؤكدًا حضوره التاريخي الباذخ، وصناعة حاضره المشرق بالعزة والفخار، وها هو اليوم يواصل المسير ويتشارك المصير في ظل النهضة المتجددة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، ومن سجايا هذا الشعب الأبيّ، أنه توّاق للمستقبل، جاد ومثابر، حريص على إضافة أسطر جديدة لتاريخه العريق في وطن ثري بفسيفساء من الثقافات المتنوعة، والبيئات المتباينة من حيث طبيعة الأرض وتنوع المناخ، وبمقدراته ومقوماته الطبيعية والبشرية، ولا شك أن ذكرى هذا اليوم من المفترض أن تثير في نفوسنا الحماس والثقة، والأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل إن شاء الله، وفي احتفائنا به تذكيرًا لجيل اليوم، بضرورة مواصلة البناء الذي يتطلب عملاً متقنًا وإخلاصًا وأمانة.
 

About the Author