X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

"لوغوس هوب" تلقي مرساتها في ميناء السلطان قابوس

19 Jul, 2023 |
  • د. علي بن سعيد الريامي- رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية 


تقوم السفينة لوغوس هوب بزيارة سلطنة عمان في المدة من 13-24 حيث ألقت مرساتها في ميناء السلطان قابوس بولاية مطرح، ثم ستنتقل إلى ميناء صلالة في المدة من 27 يوليو إلى 3 أغسطس، ضمن جولة تقوم بها إلى عدد من الموانيء العربية والخليجية والأفريقية إضافة إلى توقفها في مختلف الموانئ العالمية حسب الجدول المعد لها على مدار عامين، وقد سبق للسفينة زيارة بلادنا في الأعوام 2011، و2013.
 تجدر الإشارة إلى أن السفينة قد بُنيت حسب الموقع الرسمي لها في العام 1973 وقد تم تجديدها، ونقل ملكيتها، ومشغليها على فترات مختلفة منذ سنة 1983م، إلى أن تم إطلاقها للخدمة بشكلها الحالي منذ العام 2009م، إذ يتم تشغيلها من قبل مؤسسة خيرية ألمانية ضمن مبادرة (Books for All)، وتعد السفينة من أكبر معارض الكتب العائمة في العالم، وقد زارت أكثر من 150 دولة، وعادة ما تبقى في كل ميناء أسبوع إلى أسبوعين، وقد زار السفينة أثناء رسوّها أكثر من 49 مليون زائر حسب الموقع الرسمي للسفينة. 
يعمل في السفينة ما يقرب من 400 متطوع من 70 دولة، ويعرف أطقم السفينة باسم "فرق التحدي" وذلك وفقاً لموقع المؤسسة الإلكتروني، وفي المدة التي ترسوا فيها السفين يقوم أطقمها بزيارة المستشفيات والمدارس ودور الأيتام لتقديم الرعاية المجتمعية، وتتعاون هذه الأطقم في الموانئ التي ترسوا بها مع المجموعات التطوعية "لجلب الأمل، وإظهار المحبة للناس مهما كانت ظروفهم أو ثقافتهم أو خلفياتهم".
أغلب الكتب الموجودة في معرض السفينة قد جمعت عن طريق التبرع، ولعل هذا ما يفسر رخص أسعارها مقارنة بمعارض الكتب العادية. أما الكتب العربية فعليها تخفيض 50%، وتشتمل الكتب المعروضة على ما يقرب من 5000 عنوان في مختلف المعارف العلمية، منها مجموعة كبيرة مخصصة للأطفال في مختلف الأعمار 
ما أن تم الإعلان عن استقبال السفينة للزوار في ميناء السلطان قابوس بمطرح، حتى بادر البعض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التحذير من زيارتها لأسباب تتعلق بأنشطتها التبشيرية في البلدان الإسلامية، -حسب ما ذكروا-، وأن ريع التذاكر-سعر التذكرة 500 بيسة_ تعود لتمويل هذه الأنشطة التبشيرية، كذلك تم الإشارة إلى أن الكتب المعروضة تروّج للمذهب النصراني، لكنني وقد زرت السفينة، -وهذه المرة الثانية بعد زيارتي الأولى في العام 2013م ارتأيت تسجيل الملاحظات التالية:
-هناك إقبال كبير لزيارة السفينة سواء من المقيمين من مختلف الجنسيات أو من المواطنين العمانيين وأغلبهم مع أسرهم وأطفالهم.
 ‏-كانت أغلب الكتب المعروضة في معارف مختلفة تناسب مختلف الأعمار وبأسعار رخيصة مقارنة بأسعار الكتب في معارض الكتاب. وقد أعجبني كثيرا كتب الموسوعات العلمية المختلفة، وإن كان أغلبها باللغة الإنجليزية.
‏-الكثير من الإصدارات التي تخص الأطفال تعليمية وبالأخص في تعلّم اللغة الإنجليزية، فضلاً عن كتب تعليمية قيّمة في مختلف العلوم والفنون والآداب المتنوعة بما في ذلك القصص العالمية المشهورة 
‏-نسبة الكتب الدينية المتعلقة بالديانة المسيحية لم تكن تشكل إلا نسبة قليلة جدا من الكتب المعروضة قد لا تتعدى 10% حسب تقديري إن لم يكن أقل 
‏-من وجهة نظري لماذا نقلق من مطالعة كتب الديانات الأخرى خاصة المتعلقة بالديانات الكتابية، فالمعرفة في حد ذاتها تمثل حصانة، فضلاً من أن معرفة الآخر المختلف عنا في معتقداته وثقافاته أفضل من الجهل به، ثم إن الله سبحانه وتعالى كرمنا بالعقل لنفكر به، فهل من يطالع كتب المسيحية ويتعرف على معتقداتها سيصبح مسيحياً؟!! إن معرفتنا بمعتقدات الآخر المختلف يجعلنا أكثر قدرة على الحجاج بأسلوب علمي مبني على المعرفة لا على الجهل إذا اضطررنا لذلك دفاعاً عما نعتقد أنه الحق، دون أن تلغي الآخر ومعتقده، فالله في كتابه العزيز يدعونا إلى الدعوة بالحسنى" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين"َ. ولا شك أن الاندماج والتعايش كان خير وسيلة، ولها الدور الكبير في دخول الناس في دين الله أفواجاً وهذا لم يكن ليتأتي لو أننا نبذنا الآخر وحرضنا عليه. 


 

About the Author