X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

الرياح الموسمية وموسم الخريف

إن امتداد سلطنة عمان إلى الجنوب حتى دائرة عرض 16.39 شمالا يجعل الأجزاء الجنوبية قريبة من تأثير الرياح الموسمية الصيفية التي تهب من الدائرة الاستوائية عبر المحيط الهندي. هذا ما قاله الدكتور علي بن سعيد البلوشي _أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية_ في حديثه عن موسم خريف ظفار.

PHOTO-2023-07-03-14-...

 

مضيفًا: تبدأ عملية الرياح الموسمية الصيفية عندما يسيطر على المنطقة نطاق من الضغط الجوي المنخفض يطلق عليه المنخفض الجوي الهندي الموسمي الذي يتصل بمجموعة من نطاقات الضغط الجوي المنخفض المتكونة فوق شمال غرب الهند وإيران وشبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام. يقابل تلك المنخفضات وجود نطاقات من المرتفعات الجوية فوق المسطحات المائية وبخاصة المحيط الهندي، فيؤدي ذلك إلى نشاط واضح للرياح الشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية باتجاه السواحل العمانية مؤدية إلى ما يلي: -

  1. ارتفاع معدلات الرطوبة النسبية على السواحل وارتفاع الاحساس بالضيق نتيجة اقتران الرطوبة بدرجات الحرارة المرتفعة وتوقف عملية التبخر نتيجة تشبع الغلاف الجوي بالرطوبة.
  2. نشاط الأمطار التضاريسية الصيفية نتيجة صعود بخار الماء الى اعالي السلاسل الجبلية.
  3. نشاط الأمطار الانقلابية على المناطق الصحراوية الداخلية.
  4. سيادة اضباب والرذاذ المتواصل خلال فصل الصيف على الأجزاء الجنوبية من سلطنة عمان او ما يعرف بظاهرة الخريف محليا.

 

ويقول الدكتور علي البلوشي: تكون الرياح الموسمية الجنوبية الغربية هي الأكثر وضوحا على جنوب سلطنة عمان وعلى طول السواحل المطلة على بحر العرب. ويبدأ تأثير الرياح خلال الفترة من 21 يونيو إلى 22 سبتمبر أي أنها مرتبطة بفصل الصيف. أي عندما تتعامد الشمس على دائرة السرطان التي تقطع مدينة مسقط. وهذا يعني أن المسطحات المائية والقارية من مسقط حتى ظفار تلقت أشعة عمودية أدت إلى اكتسابها درجات حرارة عالية الأمر الذي يمكن من ارتفاع معدلات البخر وارتفاع درجات الحرارة. وأن هذه الأشعة العمودية ستواصل تأثيرها عند رجوع الشمس ظاهريا إلى دائرة الاستواء والتي ستصل إليها في 22سبتمبر.

 

ويؤكد الدكتور علي البلوشي أن المنخفض الهندي الموسمي والذي يقع شمال غرب القارة الهندية يعتبر السبب الرئيس لتكون الرياح الموسمية الجنوبية الغربية (موسم الخريف)، حيث يبدأ بالتشكل مع تعامد الشمس على دائرة السرطان، وفي نفس الوقت يسيطر على المحيط الهندي شمال الاستواء ضغط جوي مرتفع يسمح بتحرك الرياح من المسطحات المائية باتجاه القارة مرورا بسواحل بحر العرب. يكون اتجاه الرياح جنوبي غربي باتجاه بؤرة المنخفض بشكل مستقيم وموازي لسواحل بحر العرب. وهي في حقيقة الأمر رياح استوائية حارة رطبة إلا أن ظاهرة الانقلاب المائي التي تحدث فوق خليج عدن تتسبب في تكوين سحب كثيفة متراصفة الطبقات على شكل ضباب فوق المسطحات المائية لبحر العرب. ثم يبدأ الضباب والسحب المنخفضة تتحرك باتجاه سواحل بحر العرب حتى رأس الحد مرورا بسهل صلالة مترافقة مع اندفاع الرياح باتجاه المنخفض فوق شمال غرب الهند. ذلك الضباب والسحب المنخفضة نتيجة اندفاعها وصعودها على منحدرات سلسلة جبال ظفار التي تصل ارتفاعاتها إلى 1800م فوق مستوى سطح البحر يساعدها على انخفاض درجة حرارتها وزيادة تكثفها وسقوطها على هيئة أمطار ورذاذ متواصل. لذا يبدو الرذاذ وكثافة الضباب وسقوط الأمطار أكثر على السفوح الجبلية المواجهة لبحر العرب في محافظة ظفار أكثر من السهل والسواحل ذاتها المستقبل الأول للرياح الموسمية.

 

مضيفًا: الرياح الموسمية لا تتعدى المناطق الساحلية لبحر العرب على شكل شريط ضيق بين السلسلة الجبلية وخط الساحل، إلا أن التغلغل المتعارض لها داخل اليابسة يتسبب في سقوط أمطار تضاريسية على سلسلة جبال الحجر الشرقي والغربي وبعض الخلايا الرعدية الصحراوية في فصل الصيف.

ويشير الدكتور علي البلوشي إلى أن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية تفرض أهميتها على محافظة ظفار بيئيًا واجتماعيًا واقتصاديًا حيث تؤدي إلى إيجاد المظاهر التالية:

  1. اعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة طيلة فصل الصيف (موسم الخريف).
  2. سقوط الرذاذ المتواصل الذي يؤدي إلى اكتساء السفوح والسهول بمسطحات عشبية خضراء.
  3. نشاط العيون المائية وزيادة تدفقها.
  4. تعمل الأمطار والرذاذ على نشاط الشلالات المائية في الحافات الجبلية.
  5. الانقلاب المائي يؤدي إلى ارتفاع الأمواج وبروز ظواهر النحت البحري كالنافورات البحرية في المغسيل والكهوف والمسلات على طول السواحل.
  6. زيادة التكاثف وثقل الهواء يسمح بوجود طبقات من السحب المنخفضة يمكن الناس من رؤيتها من الأعلى صعودا مع السلسلة الجبلية.
  7. نشاط التجوية الكيميائية التي كونت العديد من الكهوف مثل كهف طيق والمرنيف وغيرها.
  8. الرذاذ وتساقط الأمطار يسمح بنشاط عمليات الرعي والعادات التقليدية المصاحبة لها لا سيما الخطلة.
  9. زيادة التنوع البيولوجي النباتي والحيواني حيث الأشجار المعمرة المورقة والورود الموسمية والفراش متعدد الألوان وبعض الحيوانات البرية والحشرات.
  10. توغل مياه البحر نتيجة ارتفاع الأمواج وبروز الأخوار المصحوبة بتساقط الرذاذ وانتشار المسطحات الخضراء والمعالم التاريخية المصاحبة لها.

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى