لأجل إثراء القارئ العماني
سيف المعولي / عمادة البحث العلمي.
يُمثّل النشر إحدى الوسائل التي يتم من خلالها إيصال المعلومات والمعارف إلى المتلقين بمختلف فئاتهم وأعمارهم، وكونه يحمل هذه الأهمية فإن الاهتمام به ينبغي أن يتم بأشكال عدة أهمها وجود المكتبات التي تعدّ منارةً معرفية. وصحيح أن السلطنة لا توجد بها مكتبة وطنية وهو أمر مؤسف بطبيعة الحال، إلا أنه في مقابل ذلك نجد عدة مكتبات متوزعة في العاصمة مسقط، وكذلك في بقية المحافظات، فهناك مكتبة جامعة السلطان قابوس في مركزها الثقافي، ومكتبة الجامع الأكبر، ومكتبة الطفل العامة بالقرم، ومكتبة حصن الشموخ، إلى جانب عدد من المكتبات الأهلية والخاصة التي يملكها الأفراد وكذلك المؤسسات، كما رأينا مبادرات حكومية وخاصة ومن قبل الأفراد أيضا للتوعية بأهمية القراءة، ونشر الكتب سواء في المدارس أو المساجد أو الأندية أو غيرها من حواضن التربية في السلطنة. وفي رأيي أن الموضوع لا يتعلق بجهة واحدة وإنما بعدة جهات وقطاعات، والتي ينبغي أن تتظافر جهودها كي تُسهم في إثراء القارئ العماني، وتسهيل حصوله على الكتب والمنشورات، وقبلها التوعية بأهمية القراءة، وغرس حبها في نفوس النشء.
لا شك بأن دور النشر العلمي كبير، والمؤمل منه أكبر، لكن بطبيعة الحال فإنه يحتاج إلى سنوات حتى يؤتي أُكله، ويحقق أهدافه، وتكون نتائجه ملموسة على أرض الواقع. وإذا تحدثنا عن تجربة النشر العلمي في جامعة السلطان قابوس فإنها تجربة يمكن أن نُسميها وليدة سنوات عدة، وتحتاج إلى سنوات أخرى كي يتحقق مردودها، لكننا نؤكد بأن الجهود المبذولة في هذا المجال كبيرة، والعمل متواصل على مدار العام للنشر العلمي، ويتمثل ذلك من خلال مشاركاتنا في معارض الكتب الداخلية والخارجية، العربية منها والأجنبية، إلى جانب المشاركة في المؤتمرات المتعلقة بالنشر العلمي وآلياته، واستثمار الوسائل الإعلامية المختلفة من خلال المجلات والنشرات وكذلك إرسال نتائج البحوث والدراسات إلى الصحف والأخبار. بالإضافة إلى أننا ننشر الكتب والإصدارات الجديدة ونعطي مكافآت لمؤلفيها. أما فيما يخص الأطروحات الجامعية فإننا في عمادة البحث العلمي أوجدنا آلية لنشرها وفق شروط محددة، وضوابط معينة، كما أنها تمر بعدة مراحل كتصحيح لغوي، وتحكيم وموافقات. والخلاصة أن ليس كل الأطروحات طوال الأربعين سنة الماضية أُهمِلت، لأن البعض منها رأى النور، والبعض الآخر قد يكون تنظيريا أكثر منه عملي، ولا يحقق شيئا حتى وإن تم طباعته ونشره.
About the Author