X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

شهر رمضان وجائحة كوفيد-19

18 Apr, 2021 |
  • الدكتور/ محمد علي أحمد شحات، كلية التربية.

 

يأتي رمضان، وفي كل منزل ذكرى عن قريب أو صديق أو جار ودّعه أحباؤه، والسبب فيروس لا يعرف رحمة الشهر الفضيل ولا يراعي صوم ولا محبة، نستقبله للعام الثاني على التوالي في ظل جائحة كوفيد-19 بكل تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، وامتدادا لأجواء رمضان الماضي، فإن تداعيات كوفيد-19، تبدو ماثلة أيضا وبصورة أقوى هذا العام في حياة الناس الاجتماعية، ويعرف شهر رمضان المبارك في العديد من الدول الإسلامية، بأنه شهر الولائم العائلية، وتجمعات الأهل والأقارب، وكذلك الشهر الذي يتجمع فيه المسلمون بأعداد كبيرة، لأداء صلاة التراويح ليلا، وكلها عادات وطقوس يبدو أنها لن تجد لها نصيبا هذا العام أيضا. قد حرصت منظمة الصحة العالمية، على تنبيه المسلمين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، في ظل استمرار مخاطر انتشار الفيروس، وضمن إرشادات أصدرتها تتعلق بالممارسات الرمضانية، أكدت المنظمة على ضرورة الأخذ بتدابير التباعد البدني، والصلاة بالمنازل ومنع التجمعات وإقامة الموائد. وبسبب تصاعد أعداد الإصابات والوفيات بهذه الجائحة بالسلطنة، فعلينا التجاوب مع الإجراءات الرسمية التي تتخذها اللجنة العليا المكلفة بالتعامل مع تداعيات جائحة كوفيد-19، وشهر رمضان هو شهر الغفران والعبادة وشهر قراءة القرآن والتراويح، ولكن الدين أتى للإنسانية ولحفظ صحة الإنسان، وأولوياتنا دائماً تجعل سلامة وصحة الإنسان في مركز اهتمامنا، فنحن مأجورون بحسب نوايانا واجتهادنا في تحقيق سلامة الإنسان التي تبقى فوق كل اعتبار. وأضحى التعايش مع الجائحة ضرورة في ظل فيروس يتحول متخذا في كل موجة صورة جديدة، لكن وإن كان لا بد من اللقاءات العائلية في رمضان، فيجب أن يتبع أصحاب الدعوة وضيوفهم النصائح التي أوردها الخبراء بهذا الشأن؛ لتجنب انتشار العدوى قدر الإمكان. وهناك بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها لتقليل الإصابة بهذا الفيروس، مثل أن تقتصر الدعوة للإفطار أو السحور على عائلة واحدة فقط، فلا داعي لتجمع أكثر من أسرة، وخاصة في منازل الآباء والأمهات من كبار السن، فالأفضل لهم صحيا -إذا كان ولا بد من التجمع العائلي- أن يتم دعوة أسرة واحدة في اليوم، لبس الكمامات ضرورة، والمطهرات لا تغيب عن مدخل المنزل، لأن بعض الأشخاص أصبحوا متهاونين في إجراءات الحماية، لذا فمن الواجب تذكيرهم عند دعوتهم، ويمكن ذلك بشكل لطيف، من خلال إرسال دعوة مصحوبة بصورة كرتونية لإحدى الشخصيات الرمضانية وهي ترتدي الكمامة، في إشارة واضحة لضرورة ارتدائها في أثناء الإفطار أو السحور، و يفضل أن يتم إعداد مجلس الوليمة في الهواء الطلق. وقد قدمت التقنيات الحديثة العديد من الوسائل التي يمكن استخدامها للتواصل مع الاهل والأصدقاء، التي ننصح الجميع باستخدامها في ظل الشهر الفضيل ليجنبنا انتشار العدوي. حفظ الله تعالى سلطنة عُمان وأهلها الكرام

About the Author