X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

عالم يخلو من الأمية بكل أنواعها

08 Sep, 2021 |
  • د. ميمونة بنت درويش الزدجالية - أستاذ مشارك - بكلية التربية.

 

تعد الأميّة من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي يجب التصدي لها ويقصد بها العجز عن القراءة والكتابة بأي لغة من اللغات، وتنتشر بشكل ِأكبر في الدول النامية التي تعاني من النقص في التعليم والإمكانات التعليمية بصفة عامة.

ويعدّ محو الأمية عاملاً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة، إذ أنه يتيح تعزيز المشاركة في سوق العمل، وتحسين الأحوال الصحية والتغذوية للأطفال والأسر، والحد من الفقر، فضلاً عن توفير مزيد من فرص الحياة.

ونظرا لما لمحو الأمية من آثار إيجابية لمستقبل أحسن وأفضل على المجتمعات وتطورها، فقد أمر الله تعالى نبينا محمد بالقراءة وتعليمها للناس فكان الأمر الالهي "اقرأ" دليلا شرعيا على أهمية محو الأمية. كما تحرص دول العالم على مواجهة مشكلة الأمية، وتُعدّ الدول العربية من أوائل الدول التي عملت على محو الأمية وتعليم كبار السن، حتى أنّ الكثير من الدول قضت على أمية القراءة والكتابة فيها بنسبة مئة بالمئة. وتتصدر اليونسكو الجهود العالمية في مجال محو الأمية منذ عام 1946، وذلك بهدف تعزيز رؤية عالم يخلو من الأمية للجميع ومدى الحياة. وتوجت هذه الجهود بتخصيص يوم الثامن من سبتمبر من كل عام يوما عالميا لمحو الأمية.

نتيجة للتطور التكنولوجي السريع والمتواصل الذي يشهده العالم في الوقت الحالي في جميع المجالات ظهرت أنواعا مختلفة من الأمية المرتبطة بالأمية الهجائية التي تعد من أكثر أنواع الأمية انتشارًا. نذكر منها: الأميّة الوظيفية التي يكون فيها الشخص عاجزًا عن فهم الأساسيات الخاصة بوظيفته، مما يجعله عاجزًا عن القيام بها على أكمل وجه. والأميّة المعلوماتية التي تعيق الشخص عن الاطلاع على المعلومات المتنوعة التي يحتاجها في حياته اليومية، والأمية الثقافية التي تعني عدم توفر مخزون ثقافي واسع في ذهن الشخص، فلا يستطيع أن يكون واعيًا أو مثقفًا. والأمية العلمية التي تمنع الكثير من الناس، من الحصول على الشهادة التي يحتاجون إليها لممارسة حياتهم، والأمية البيئية التي تعني جهل الإنسان بعناصر البيئة وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها واستغلالها على أكمل وجه، بالإضافة إلى ما يسمى بالأمية الالكترونية أو الرقمية، وهذا يعني أنّ تعريف الأمية لا يقتصر على حصره بعدم القدرة على القراءة والكتابة، بل أيضًا تشمل من لا يعرفون الحساب واللغات والبرمجيّات، ففي الوقت الحالي يمكن اعتبار الأشخاص الذين يجهلون التعامل مع الأجهزة الالكترونية وخصوصًا الحاسب الآلي والهاتف المحمول أشخاصًا أمّيين، لأنّ التعامل مع هذه الأجهزة أصبح من بديهيات الحياة، ومتطلبًا أساسيًا في الحياة الاجتماعية والعلمية والعملية.

About the Author