X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

فن الفيديو

17 May, 2021 |

 

  • د. ياسر منجي - أكاديمي وناقد ومؤرخ فني - قسم التربية الفنية، كلية التربية.

 

لم ينقطع تيارُ الجَدَل حول مستجدات ذلك الوسيط البصري الحافل بالمُدهشات والصدمات، وسيط “فن الفيديو” Video Art، وذلك انطلاقًا من تلك اللحظة، من عام 1956،التي بدأ خلالها رواد مقهى “جوجو" GoGo بنيويورك يتابعون عرضًا، طالَعَ فيه الفنان الكوري الأصل “نام جون بايك” Nam June Paik (1932 – 2006) جمهورهبمقاطع مسجّلةٍ بكاميرا محمولة.

إن فن الفيديو مجالٌ متعدد المستويات والتَجَلّيات، وتتنوع إمكانيات عرضه، وكذلك إمكانيات المزاوجة بينه وبين سائر الوسائط والمجالات الفنية، على نحوٍ قد يثير أحيانًامشاكل تصنيفيّةٍ واصطلاحية لدى النقاد والمؤرخين ومنسقي العروض، ولا سيّما في منطقتنا العربية. فهناك من الفنانين مَن اقتصروا على معالجة أعمال الفيديو الخاصةبهم، على نحوٍ يناسب شروط العرض البسيط والمباشر، من خلال الشاشات بأنواعها المختلفة، داخل الفضاءات المتحفية وقاعات العرض. وهناك من الفنانين مَن نجحوا فيالمزاوجة بينه وبين وسائط أخرى كفن الأداء والعمل المركب (التجهيز في الفراغ) Installation Art، ومن أبرزهم الأمريكي “بيل فيولا” Bill Viola (وُلِد عام 1951)، الذيتمكن بذلك من دمج الفراغ ضِمن بِنيَة السرد الزمني والبصري المبثوثة عبر شاشات العرض.

وبالرغم من مرور أكثر من ستة عقود على استقرار هذا الوسيط في مَتن ثقافة الفنون البصرية الغربية، وبالرغم من كثافة عدد الفنانين المتخصصين فيه، الذين بلغ بعضهممن ذيوع الصيت شأنًا عظيمًا، شرقًا وغربًا، وبالرغم من ازدياد عدد المتاحف، وقاعات العرض، والمناسبات الفنية المخصصة له حصرًا، إلا أننا لا نزال نشهد خفوتًا في نبرةحضور فن الفيديو على الساحة الفنية العربية، قياسًا على مثيلاتها في بقية دول العالم.

ولسنا هنا بإزاء استيفاء الأسباب المسؤولة عن هذا الانحسار النسبي لوسيط فن الفيديو في مضمار الفن العربي المعاصر مقارنةً ببقية الوسائط والمجالات؛ كالتصوير،والنحت، والجرافيك على سبيل المثال، إذ هي أسبابٌ تبلغ من التعدُّد والتشابُك ما يستلزم إسهابًا واتّساعًا في بَسطِها، بما يخرج عن نطاق هذا النَصّ. غير أن هذهالإشارة المقارنة، ومن ناحيةٍ أخرى تُوَضِّح أهمية إلقاء الضوء على تجارب فنّانينا العرب، مِمَّن يتّخذون من هذا الوسيط المهم أداةً لصياغة رؤاهم، ولغة للتعبير عن المفاهيمالتي باتت تؤرّقهم، وقد لا تصلح لمعالجتها وسائط بصرية أخرى.

About the Author