X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

أسبوع السكري

15 Jun, 2021 |

صورةداخلية...

  • الدكتور / حسين الصفار - طبيب استشاري بقسم صحة الطفل- المستشفى الجامعي.

السكري هو من أكثر الأمراض المزمنة غير المعدية شيوعاً، وكثيرا ما يهتم المثقفون الصحيون بالتعريف عن المرض وما يتعلق به. وقد تم الالتفات إلى أن هناك دورا مجتمعيا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه في رفد ومساندة المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة بشكل عام لاسيما السكري، فكلما كان المجتمع واعياً كلّما تمكّن الفرد المصاب بالمرض أن يعيش حياته بشكل سلس وبالتالي يكون تأقلمه مع المرض بكل سهولة ووقوع المضاعفات يكون نادرا.

احتفت استراليا العام الماضي في أسبوع السكري الوطني بتسليط الضوء على الصحة العقلية والعاطفية لدى مرضى السكري، وهذا العام على خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، في حين تقوم الجمعية الخيرية للسكري بالمملكة المتحدة والجمعية العربية لأمراض الغدد الصم والسكري عند الأطفال هذه السنة باتخاذ شعار "قصص السكري" وهي محاولة لتشجيع المرضى على التحدّث عن حالتهم وما يعيشوه بشكل يومي. من أهم أهداف إقامة هذا النشاط هو رفع مستوى الوعي لدى عامة الناس بهذه الحالة المرضية، إذ يتم خلال هذا الأسبوع التثقيفي، تشجيع المريض في أي مكان في الوطن العربي، على المشاركة بالطريقة التي يراها مناسبة، إما بلوحة فنية، أو بقصيدة شعرية، أو بمسرحية، أو بمقطع فيلمي قصير. بمثل هكذا نشاط توعوي يتم المساهمة بالتعريف بعدة أشياء منها: مضاعفات المرض، أفضل الطرق لمراقبة السكري، العلاج وأهمية الالتزام به، السكري والتكنولوجيا، البحث العلمي ومساهمته.. وغير ذلك مستفيدين من خبرات الأشخاص الذين تعايشوا مع الحالة ومن خبرات الكادر الصحي والتثقيفي الذي يكون موجودا على منصات التواصل الاجتماعي للتفاعل المباشر مع القاصّين وقصصهم.

لا يخفى على الجميع أنه من الأمور التي لطالما شهدتها الفرق الطبية المعالجة لمرض السكري وخصوصا عند اليافعين والشباب، هو أن الشاب قد يمرّ بحالة من "الإنكار" في مرحلة قصيرة بعد تشخيصه، إذ لا يريد تصديق أن به علّة ما، فبالأمس القريب لم تكن لديه أعرضا ولم يكن يعتقد أنه سيُبتلى بالسكري، وإذا به يشخّص ويُطلب منه تغيير نمط حياته ويراقب مستوى السكر في دمه بشكل يومي متكرر لا يقل عن خمس مرات اذا كان مصابا بالنوع الأول وما إلى ذلك، فإن حالته النفسية تتأثر بشكل ملحوظ تباعاً، وكثيرا ما ينطوي هذا الشاب المُبتلى على نفسه ويعيش حالة العزلة، لأن داخله وفكره ينشغل بالإضافة إلى ما ترتب على حالته من التزامات جديدة لكنه كذلك ينشغل بالتفكير بكيفية نظرة المجتمع له؟

وجود مثل هذه الفعاليات التثقيفية التي أشرنا لها كـ "أسبوع السكري" يشجّع الجميع على المشاركة فيه، فإن الشخص المعني سيجد آخرين ممن يعيشون معاناته وهم يتحدّثون بشكل علني عن قصصهم وخبراتهم، قد كسروا الحاجز النفسي الذي قد يجعلهم يتقوقعون على أنفسهم. حديثهم هذا له تأثير إيجابي على المتلقّي وبتحصيل حاصل ستذوب تلك الحواجز النفسية لديه وسيشعر أن المجتمع يتفهّم حالته، لا بل يسانده ويتعاطف معه أيضا، وهكذا يكون قد أخذ المجتمع بيد أبنائه إلى كنف الرعاية والاهتمام، ويساهم بتخفيف الضغوط النفسية على المريض وأهله.

About the Author