X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

عطاء ممتد لن يغيبه الرحيل

25 Jul, 2021 |

 

  • د. علي الريامي / رئيس قسم التاريخ.

 

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وفي يوم التروية الثامن من ذي الحجة 1442هـ/ الموافق 18 من يوليو 2021م يغيّب الموت الدكتور/ عبد الله بن ناصر بن سليمان الحارثي أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بقسم التاريخ في جامعة السلطان قابوس. فارق عالمنا الفاني في ظروف تعاني منه البشرية من جائحة كورونا كوفيد19، فارق الحياة وانتقل إلى الرفيق الأعلى بعد مسيرة مهنية وعلمية حافلة بالعطاء امتدت لعقود من الزمن، عطاء أثمر وأينع مئات من طلبة العلم من مختلف التخصصات ممن درس على يديه مقرر متطلب الجامعة "عمان والحضارة الإسلامية"، كما تتلمذ على يديه طلبة تخصص التاريخ، وطلبة الدراسات العليا، وكنت واحداً من أولئك الذين أشرف عليهم، فهو معلمي الذي لا أنسى فضله، والأخ الكبير الذي استلهمت منه معنى الأستاذ الإنسان.

كان الدكتور الحارثي-رحمه الله-مثالاً للأستاذ المتواضع، والقدوة الحسنة في الخلق الرفيع، ومثالاً يحتذى به في حب الوطن والدفاع عن العادات والقيم الأصيلة، كان صاحب فراسة وخبرة ومعرفة بالأنساب والقبائل واللهجات العمانية، فيكفي أن تتحدث معه قليلاً حتى يخبرك بجذورك التي تنتمي إليها ومن أين أنت.

حصل الدكتور عبد الله على درجة الليسانس في العام 1977م من الجامعة الأردنية بالمملكة الأردنية الهاشمية، وبعد عودته من الدراسة والتحق بالعمل في وزارة التراث والثقافة، وشغل منصب رئيس قسم المخطوطات والوثائق لبعض الوقت قبل أن ينتقل للعمل في وزارة الخارجية، إذ تدرج في العمل الدبلوماسي، والتحق بالبعثات الدبلوماسية في الجامعة العربية وبعثة السلطنة في الأمم المتحدة، كما شغل منصب القائم بالأعمال في سفارة السلطنة في جيبوتي، وبعد ذلك عاد إلى ديوان عام الوزارة.

في العام 1985 انتقل إلى مشروع جامعة السلطان قابوس آنذاك، ليكون من أوائل المبتعثين ويُؤسس مع زملاء آخرين النواة الأولى لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، حيث أنهى دراسة الماجستير من جامعة القاهرة، وكتب أطروحته التي عرف واشتهر بها كونها أول دراسة عن تاريخ بني نبهان وكان عنوانها: "عمان في عهد بني نبهان 549-1624، الأحوال السياسية والأوضاع الاقتصادية: دراسة تاريخية"، ليعود مدرساً في قسم التاريخ حتى ابتعاثه لاستكمال درجة الدكتوراه، وكانت أطروحته بعنوان: "الأوضاع الحضارية في إقليم الجزيرة الفراتية بين القرنين 6 و7هـ/12 و 13م"، وبعد عودته أعيد تعينه أستاذاً مساعداً حتى تقاعده في العام 2012م، وخلال تلك المدة وإلى جانب التدريس كتب العديد من الأبحاث العلمية المنشورة، وشارك في الكثير من الندوات داخل السلطنة وخارجها، كما ألف كتاب "دور البوسعيد في تنشيط الحركة الثقافية في عُمان وشرق أفريقيا".

هكذا يرحل الدكتور عبد الله الحارثي إلى لقاء ربه، لكنه سيظل حاضراً في ذاكرة طلابه وزملاءه، رحيلاً وإن ترك في قلوبنا أسىً وحزناً إلا أن عمله لن ينقطع بإذن الله طالما كان له: صدقة جارية، وعلماً ينتفع به وذرية صالحة تدعوا له.

About the Author