X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

السكري وشهر الصيام مع الشباب

18 Apr, 2022 |

 

صورةداخلية...

  • د/ حسين الصفار- طبيب استشاري بقسم صحة الطفل- المستشفى الجامعي.

 

إنه وفي كل عام يتسابق المسلمون إلى العبادة في شهر الطاعة طمعا في غفران الله العزيز، ولا سيّما السكريون منهم الراغبون في احراز أكبر قدر من الأجر فيحاولون صيام شهر رمضان المعظّم لتحقيق أحد أركان الاسلام رغماً عن إصابتهم بداء السكّري. وإذ أن الغالبية من السكريين الشباب يعانون من النوع الأول من السكري وقد تعطّل البنكرياس في انتاج الأنسولين مما يعني أن المريض يكون معتمدا على حقن الأنسولين مع كل وجبة طعام، إضافة إلى انسولين قاعدي طويل المفعول. ما يعني أن السكري يأخذ 4 جرعات انسولين يوميا في الأحوال الاعتيادية وبطبيعة الحال يقتضي ذلك متابعة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم لا يقل عن 5 مرات وكانت المراقبة بالطريقة التقليدية (الوخز) أو لا تقل عن 10 مرات إذا كانت طريقة مراقبة السكر باستعمال المجس. كل ذلك يتطلب إلماما كبيرا من السكري بمعالجة حالته وكيفية تعاطي جسمه مع التغيرات والمؤثرات، إضافة إلى همّة عالية والتزام حقيقي كي يضمن السكريّ علاجا آمنا وفعالا على المدى القريب والبعيد.

والسؤال ماذا يحدث أثناء الصيام؟

عند صوم الانسان الذي لا يعاني من السكري فإنه يكون عرضة إلى انخفاض مستوى السكر بحكم الامتناع عن تناول الطعام والشراب، لكن الجسم يتعامل مع ذلك بتقليل افراز الانسولين وزيادة افراز هرموني الجلوكاجون والكاتيكولامين لمنع حدوث الانخفاض للاستمرار بمستوى سكر طبيعي. لكن الذي يحصل عند السكريين أثناء الصيام هو للأسف قلة افراز البنكرياس لهرمون الجلوكاجون الذي يؤدي إلى أن يكون المريض عرضة إلى هبوط السكر. هذا من جهة، ولكن من جهة أخرى بتغير وقت النوم وطبيعة الأكل فإن هرمون الكورتيزل قد يزيد في الدم مسببا ارتفاع السكر. مما سبق نلاحظ أن السكر قد يرتفع أو ينخفض عند السكري الصائم وقد تتفاقم الأمور بالجفاف نتيجة الصيام، مما يترتب عن ذلك خطورة دخول المريض في حموضة الدم نتيجة لارتفاع السكر أو الانخفاض الحاد في السكر.

في دراسة قام بها الدكتور بشار أفندي من دولة الامارات العربية المتحدة، خلص إلى أن السكريين الذين كانوا قد أحكموا السيطرة على السكري في الأيام الاعتيادية قبل شهر الصيام كانوا أفضل من الآخرين الذين لم يحكموا سيطرتهم على السكري متمثلين في سكري تراكمي يزيد عن 8% (والهدف أن يكون أقل من 7%) من ناحية العرضة لنوبات هبوط السكر 5.4% قبالة 7%، أو في حالات ارتفاع السكر 7.2% في قبالة 16.9%. مما يعطينا وضوح رؤية أنه على الراغب في الصيام أن يكون قد رتّب وضعه جيدا في علاج السكري بأشهر عديدة قبل شهر رمضان المبارك، حتى إذا صام لا يعرّض نفسه إلى ضرر أو تهلكة.

ماذا ننصح السكري الصائم؟

يجب على السكري قياس السكر بشكل منتظم ومكثف فترة الصيام، ويجب عليه (وهنا إلزام طبي وشرعي) أن يفطر ويعالج هبوط السكّر إذا حدث ذلك، بغض النظر عن وجود أعراض هبوط السكر من عدمها، يكفي أن يكون مستوى السكر أقل من 4 ممول/لتر.

وينصح الفريق الطبي إما بتقليل جرعات النسولين اليومية بمقدار 15-30%، أو بتقليل الانسولين القاعدي (طويل المفعول بمقدار 20-40%). وننصح مستعملي مضخات الانسولين بتقليل الانسولين القاعدي بمقدار 20-40% في آخر 4 ساعات من الصيام، ناهيك عن أهمية مراقبة مستويات السكر بشكل مستمر.

أما إذا ارتفع السكر وخرج عن الحدود الطبيعية فيجب اعطاء جرعات تصحيحية وعدم اهمال ذلك للخطورة المحتملة بسبب ارتفاع حامضية الدم وزيادة مستوى الكيتون.

About the Author