X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

يبني الإنسان والمجتمعات

24 Feb, 2022 |

 

  • الدكتورة. فاطمة الكاف/ كلية التربية.

 

المعلم أكثر الناس عطاءً وأحقّهم بالاحترام والإجلال والإكبار، فمهنة المعلم لا تقتصر على كونها مجرد مهنة عادية تؤدي خدمة للناس، بل إنها بناءٌ للعقول والأفكار، وإخراج من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ولهذا ينبغي أن يكونَ تكريمُ المعلمِ في كل وقتٍ وحين، وتكريمًا للمعلم تحتفل سلطنة عمان بيوم المعلم في الرابع والعشرين من فبراير كل عام، وهذا اليوم ما هو إلا رمزٌ للاحتفال بالمعلم الإنسان الذي يُنير دروب العلم والمعرفة، ويزرعُ أسرار النجاح والتميّز ليفرحَ بقطافها عندما ينجح طلابه، فيا له من محيطٍ عميقٍ يزخر فيه العلمُ وتنتشرُ فيه لآلئ الحكمةِ والتصميمِ والإرادةِ، لتُحلّق في فضاءاتٍ لا نهاية لها.

إنَّ المعلمَ يبني الإنسان والمجتمعات، وعلى يديه تتربى الأجيال التي تأخذُ بيد الوطن نحو المجدِ والرفعةِ، فهو الذي يُعلّمُ الطبيبَ والمهندسَ والمحامي والوزيرَ ويُعلّمُ الجميع، فدون وجود المعلّم لن يكون هناك أي فكرٍ أو علم أو اكتشافات أو مخترعات، لأنَّ المعلم هو المحرّك الأساسي للتعليم والقراءة؛ لهذا فإنَّ تقدير المعلم واحترامِهِ هو أكثر ما يُدخل السرور إلى نفسه، خصوصًا أنه لا يهتم بإعطاء العلم فقط، بل إنه يُربي ويعلم في الوقت نفسه، فهو يُقدّم كل ما لديه من علمٍ ومعلومات ويفرح كثيرًا برؤية ثمرة جهده في طلابه. المعلّم شخصٌ ملهم، يستطيع أن يأخذَ بفكرِ طلابِه إلى عوالمَ كثيرةٍ من الإبداع، كما يستطيع أن يكونَ مرجعيتهم الأولى في كل شيء، وذلك ببناء الثقةِ بينه وبين طلابهِ، ومدّ جسورٍ من الحب والرغبة بالعطاء والعلم، لهذا فإنَّ المعلمَ يؤدي رسالاتٍ عديدةٍ ومؤثرةٍ، وقد قالت العربُ قديمًا: "من علمني حرفًا كنت له عبدًا"، لهذا فإنَّ للمعلمِ منزلةً عظيمةً كمنزلةِ الوالِدَين، فهو يحملُ رسالة العلم على عاتقه، ويُساهمُ في نشر الفضيلة، وهو رسولٌ من رسل الخير ونبعٌ متدفِقٌ بالحكمة، فالكتب والتكنولوجيا ووسائل التعلم جميعها ما هي إلا مجرد أداة، في حين أنَّ المعلم الناجح هو الأساس.

كيف نكرّمك يا أيّها الذي قد أوشكَ أن يدخل في زمرة الأنبياء؟ هل بالقصائد والكلام المنمّق والخطب الطوال التي نبرع بها أيّما براعة؟ أو نكرمك عندما نعطيك حقّك من الاحترام والتقدير والالتزام بما تفرضه علينا من الواجبات والاحترام المتبادل بيننا وبين زملائنا وبأن نكون لك كما تحب؟ حقيقةً مسألة تكريمك هي أشقّ علينا من أيّ شيء آخر في هذه الحياة عدا برّنا بآبائنا، فتكريمك يعني ألّا نحيد عن الطريق التي عاهدناك أن نمضي عليها مذ التقينا في أوّل درس، ونحن ما نزال نخطئ ونحيد وأنت تصبر علينا وتسامحنا وتعفو عنّا وما يزيدك ذلك إلّا محبّة في قلوبنا على المحبّة التي نكنّها لك.

About the Author