X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

مكانة متقدمة على خارطة الطاقة العالمية

23 May, 2022 |

IMG-20220520-WA0102

  • د. راشد بن سعيد العبري / مدير مركز أبحاث الطاقة المستدامة.

يعد الهيدروجين بشكل عام مادة حاملة للطاقة، وسيلعب الهدروجين الأخضر بالتحديد مكانة متقدمة على خارطة الطاقة العالمية كونه صديقًا للبيئة للحد من الانبعاثات الكربونية والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري، وللحد من هذه الانبعاثات تقوم معظم دول العالم بالاتجاه إلى مصادر الطاقة المتجددة، خاصة بعد أن أصبحت هذه الطاقة منافسة للطاقة المنتجة من الوقود الأحفوري وأصبحت ذات جدوى اقتصادية، فعلى سبيل المثال وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة انخفضت تكاليف الطاقة الشمسية الكهروضوئية على مستوى العالم بنسبة 82% بين العامين 2010 و2019م بناء على التكلفة المستوية للكهرباء.

وفي هذا السياق تصنف سلطنة عمان مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي وكلا من أستراليا وكندا وتشيلي والأرجنتين بأنها دول ذات طابع مرتفع في إمكانات الاكتفاء الذاتي وتصدير الهيدروجين الأخضر، وتعود هذه الإمكانات كون أن السلطنة تتمتع بموقع متميز لتوليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية؛ حيث إنها تستفيد من ساحل طويل يتعرض للرياح الموسمية الصيفية والشتوية القوية، ومتوسط سرعة رياحها يزيد قليلًا عن 5 متر/ثانية وما يقدر بنحو 2463 ساعة من الحمل الكامل سنويًا؛ مما يجعل طاقة الرياح شكلًا من أشكال الطاقة المتجددة قابلة للتطبيق اقتصاديًا. ومن ناحية أخرى، تتمتع سلطنة عمان بنسبة عالية من "صفاء السماء" وتتلقى إشعاعًا شمسيًا يوميًا واسع النطاق يتراوح من 5500-6000 وات ساعة/ متر مربع في اليوم في يوليو إلى 2500-3000 وات ساعة/ متر مربع يوميًا في يناير؛ مما يشير إلى أن السلطنة واحدة من أعلى كثافة للطاقة الشمسية في العالم، وهذا يجعل السلطنة مؤهلة لاستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية كمصدر مستدام وبديل للطاقة.

إن الموقع الاستراتيجي لبلادنا يؤهلها في جذب الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة؛ حيث تتوسط الأسواق التجارية بين الشرق والغرب في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية علاوةً على قربها من أفريقيا، وكذلك الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومن هذا المنطلق وضعت سلطنة عمان مساعيها الرامية في تعزيز حضورها في مجال صناعة الهيدروجين النظيف كجزء من رؤيتها المستقبلية 2040.

وتتويجًا لذلك أطلقت سلطنة عمان في أغسطس2021م تحالفًا وطنيًا للهيدروجين الأخضر المكون من 15 مؤسسة رئيسة بالقطاعين العام والخاص والمؤسسات البحثية بما فيها جامعة السلطان قابوس ليكون لها الدور الريادي والبحثي في هذا القطاع الواعد.

ونظرا لأهمية الهيدروجين الأخضر بالنسبة للدولة فقد حظي بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- وذلك أثناء ترأسه اجتماع مجلس الوزراء الموقر في 3 مارس 2022م؛ حيث وجه جلالته - أبقاه الله - بمواكبة التحولات العالمية في هذا المجال، والعمل على تسريع إجراءات تنظيم هذا القطاع ووضع الأُطر القانونية والسياسات اللازمة لنموه، وتخصيص المواقع المناسبة لإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ بهدف تعزيز الاستثمار الأجنبي والعمل على توطين هذه التقنية، إضافة إلى إعداد الدراسات اللازمة لذلك، وتضمين الهيكل التنظيمي لوزارة الطاقة والمعادن مديرية عامة تُعنى بالطاقة النظيفة وطاقة الهيدروجين، وتأسيس شركة لتنمية هذا القطاع الواعد.

وبناء للتوجيهات السامية ودخول جامعة السلطان قابوس تحت مظلة تحالف الهيدروجين الأخضر، فإن مركز أبحاث الطاقة المستدامة في الجامعة أخذ على عاتقه في وضع الهيدروجين الأخضر والحد من الانبعاثات الكربونية وأبحاث صافي الانبعاثات الصفري وكفاءة الطاقة من ضمن خططه البحثية ليكون ذراعا لقطاع الصناعة.

إضافة إلى ذلك فالمركز يعمل مع تحالف الهيدروجين في دراسة ما قبل الجدوى الاقتصادية في إحدى المناطق الصناعية بالسلطنة ويعمل ضمن فريق متكامل من القطاع الصناعي والأكاديمي ليكون مخرجات البحث تتواءم مع متطلبات القطاع الصناعي، كما يقوم ببناء تعاون مع بيوت خبرة دولية من أجل نقل الخبرات العالمية وبناء قدرات عمانية. وأيضا يشارك المركز مع القطاع العام والخاص ليقوم بدوره في إقامة المؤتمرات والندوات التي تستهدف الهيدروجين الأخضر.

ومن الجدير بالذكر فإن المركز سيستضيف المؤتمر الدولي للحلول النظرية والهندسية للطاقة الهيدروجينية (النسخة 18) وذلك بالتعاون مع كلية الهندسة في أكتوبر للعام 2023 المقبل.

About the Author