X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

العالم في بلورة إحصائية

20 Oct, 2022 |

 

unnamed(3)

  • د. إيمان بنت سعيد الحسنية -أستاذ مساعد بقسم الإحصاء- بكلية العلوم.

 

الإحصاء اليوم يضيء كبلورة معلوماتية ضخمة تتلألأ بجزيئات رقمية لامعة وتصورات بيانية متناغمة مع ديناميكية وحيوية بيانات العالم بأسره. وأتى ٢٠/أكتوبر بريقا يضفي للبلورة سراجا ينير الكوكب وشعاعا مرشدا للتقدم والازدهار.

يحتفل العالم باليوم العالمي للإحصاء في ٢٠ أكتوبر كل خمس سنوات، حيث كانت المناسبة الأولى في عام ٢٠١٠ تحت شعار “خدمة. مهنية. نزاهة”، تقديرا لمساهمات الإحصاءات الرسمية وإنجازات النظم الإحصائية. أما في المناسبة الثانية والثالثة تم التركيز على البيانات وجودتها حيث كانت المناسبة الثانية في عام ٢٠١٥ تحت شعار “بيانات أفضل من أجل حياة أفضل”. أما المناسبة الثالثة في عام ٢٠٢٠ فجاءت تحت شعار “ربط العالم ببيانات يمكننا الوثوق بها”.

تهتم دول العالم بالإحصاء والبيانات وتبنت بعضها يوم وطني للإحصاء لدعم الجهود الوطنية في بناء وتعزيز القدرات الإحصائية ولزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بالدور الهام الذي تلعبه الإحصاءات في تطوير وتنمية الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. فالهند تحتفل سنويا بيوم الإحصاء الوطني في ٢٩/يونيو والذي يصادف يوم ميلاد العالم الإحصائي ماهلانوبيس. ويحتفل المعهد الوطني للإحصاء في رواندا سنويا بيوم الإحصاء الأفريقي في ١٨/نوفمبر. وتحتفل دول الخليج العربية بيوم الإحصاء الخليجي في ٢٤/ديسمبر. ويحتفل قسم الإحصاء في كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس بيوم الإحصاء في ٢٠/أكتوبر ابتداء من هذا العام. كما يبرز اهتمام الدول بالإحصاء في تنفيذ خططها التنموية والاقتصادية، حيث تقوم بوضع إحصاءات ومؤشرات دولية ووطنية تقيس مستوى الإنجاز والتقدم. وهذا ما تركز عليه السلطنة في نهضتها الحديثة في رؤية عمان ٢٠٤٠؛ حيث تستند على مؤشرات أداء رئيسة لمتابعة التقدم الذي تحرزه السلطنة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

بدأ علم الإحصاء بمبدأ الحصر والعد تلبية لحاجة الدول لحصر الجنود والثروات لما يضمن لها السيادة والاستقرار؛ لذا أُطلق عليه علم الدولة أو علم الملوك! ومع تطور العلوم تجاوز علم الإحصاء مفهوم العد بجهود العلماء والدول ليصبح علم يهتم بجمع البيانات ومعالجتها ووصفها ونمذجتها واستخراج استنتاجات وقيمة منها وبناء قرارات عليها. ومع الثورة الصناعية الرابعة تمايزت البيانات في نوعها وحجمها وسرعة تغيرها ومدى تجانسها وطريقة جمعها وحفظها ومدى قابليتها للمشاركة. شهد علم الإحصاء تغير البيانات عبر السنوات وكان ولا يزال العلم الأول المرافق لتغيرها واستكشاف مضمونها.

شهد القطاع الصناعي في شتى المجالات تطورًا رقميًا عظيمًا وانتاجًا ضخمًا من البيانات، وعليه نادت القطاعات بعلم البيانات لاستخراج الفائدة منها. وهذا ساهم في إثارة الموضوعات الإحصائية حيث أن علم البيانات الحالي يستمد قوته من بعض المفاهيم والنظريات الإحصائية إلى جانب غيرها من مفاهيم ونظريات العلوم الأخرى كعلوم الحاسب الآلي وعلوم الرياضيات والاقتصاد وغيرها من المجالات المتعلقة بالصناعات والمجالات الحديثة.

توظيف الإحصاء في علم البيانات الحالي زاد من جاذبية الإحصاء وجعل منه ركيزة أساسية في الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة. وهذا ما جعل من الإحصاء أن يصنف من ضمن وظائف المستقبل حيث يحتل الترتيب الخامس كأفضل وظيفة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وثاني أفضل وظيفة في مجال الأعمال حسب تقرير يو إس نيوز آند وورلد لأفضل ١٠٠ وظيفة في ٢٠٢١.

About the Author