X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

أرض تسكن شعبًا!

24 Nov, 2020 |

 

د. خلدون الذيابات ـ قسم صحة المجتمع والصحة النفسية- كلية التمريض.

 

إنهم شعب عشقوا تراب الأرض المقدسة فروَوا أرضها بدمائهم الزكية دفاعًا عنها، سطروا بدمائهم رسائل عشق أبدية إلى فلسطين وصرخوا بأعلى الصوت "نحن شعب لا يقهر ولا يهزم مهما طال زمن الظلم"، يشعلون نار الغضب من تحت أقدام المحتل ثورة بعد ثورة وانتفاضة تلو الأخرى على مدى سنوات الاحتلال، يقفون شوكة في حلق المغتصب بكل بسالة ورباطة جأش، يؤمنون أن الشعوب الصامدة لا تموت والقضايا العادلة لا تفنى، فحملوا قضيتهم العادلة جيلًا بعد جيل دون ملل أو كلل يجوبون بها أصقاع الدنيا، يحملون ياليمنى المفتاح وباليسرى غصن الزيتون، علموا الدنيا حب الوطن وحب الأرض وحب الموت في سبيل الحرية والوطن، من سجون الاحتلال أسروا الخوف وأطلقوا حرية الفكر والإيمان بالوطن وحق العودة وطرد المحتل واسترجاع الأرض، مرددين بكل ثقة "إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا". ومن مخيمات الشتات ومدارس الأونروا يسطرون مجدًا فلسطينيًّا عربيًا عن تاريخ الشعب الصامد وحقوقه المسلوبة، يدونون إرثا لا يمكن نسيانه عن شعب أعزل، قتل وهجر وسلبت أرضه غدرًا وغصبًا، يطرزون على ثوب التاريخ أهزوجة النصر وأمل العودة.

فمن النكبة إلى النكسة حكاية شعب تحدى الصعاب يرويها الأجداد للأحفاد، شعب ما زال حلم العودة يراوده وبريق الأمل لا يفارق ناظريه. مهما تعددت أماكن سكناهم تظل أرضهم السليبة غصة في حلوقهم ودمعة تائهة في مآقيهم وكلمة حق على ألسنتهم، وريشة كرامة ترسم كرامة شعب تغنى به الشعراء وصدحت بإعجاب له حناجر المطربين ودعمته معظم شعوب الأرض. فمن أروقة الأمم المتحدة حمل هذا الشعب ملف القضية وإلى قضاة العالم شرح المظلمة والقضية ولكن هيهات هيهات لحلول آنية وعادلة، فكلما طالت القضية تقلصت الحلول وازداد الإيمان بعدالة القضية، فإنْ ظلم قاضي الأرض هذا الشعب فإن قاضي السماوات والأرض عادل لا يظلم عنده أحد. فمهما طال الزمن سيعود هذا الشعب معززا مكرما منتصرا، سيحطم القيد ويعود، سيدمر جدار الفصل ويعود، سيلغي الوعد المشؤوم الذي أعطى ما لا يملك إلى من لا يملك، وستعود السيادة إلى ذلك الشعب الأبي، ستعود ضحكة الأطفال وستفتحون الدار بالمفتاح الذي احتفظتم به لعقود وسيزهر الزيتون والليمون والرمان ابتهاجًا برجوعكم.

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، نقول لكم من أرض سلطنة عمان الأبية صابروا ورابطوا؛ فإنا مع قضيتكم العادلة ومع حق عودتكم ومع حقكم في تقرير مصيركم ونيل حريتكم وسيادتكم على أرضكم. نخبركم أن موقف عُمان شعبا وقيادة لم ولن يتغير تجاهكم كشعب وقضية مهما تغيرت الظروف. فأنتم كما كنتم دوما الأهل والأحبة والأخوة والأصدقاء، يسرنا فرحكم ويحزننا ترحكم، فكما وعدناكم من أرض الغبيراء عِدونا أن تبقوا على العهد والوعد صامدون، عن الحق والأرض مدافعون، ولقضيتكم العادلة حافظون. فأنتم كما عرفناكم دومًا في عُمان شعب يختلف عن شعوب الأرض جمعاء، فكل الشعوب تسكن الأرض ولكنكم شعب تسكن الأرض فيه، النصر لكم والعزة لله جميعا.

 

About the Author