X638311283768843821

 

 

Banner-02

 

 

 

الحرم الجامعي: قداسة العلم والمعرفة

21 Nov, 2019 |
  • فهد بن أحمد الوضاحي، مدير مكتب رئيس الجامعة

عندما نتحدث عن الجامعة؛ فإننا نقف أمام كيان معرفي ينمو فيه المبدعون ويتعلمون الكثير لينتجوا بعد ذلك في مراحل مختلفة وتستمر العجلة في الدوران، وأما مصطلح الحرم فيحمل الكثير من الدلالات العميقة، فالحرم الجامعي وفي مصطلح آخر المدينة الجامعية وباللغة الإنجليزية (University Campus) هو تسمية لوصف بقعة أو مساحة جغرافية مخصصة للعلم والبحث العلمي وكل ما يتعلق بالخدمات الأساسية وغير الأساسية لتلبية احتياجات هذا الصرح العلمي.

ويرجع مصطلح الحرم الجامعي إلى الجذر اللغوي (حَرَمَ)، وقد ورد في معجم (اللغة العربية المعاصرة): حرُمَ الشيءُ: بمعنى امْتنع، ومَنطِقة حرام: أي: لا يمكن انتهاكها أو دخولها إلا بتصريح. والجمع: أحْرام وحرائمُ وحُرُم. ويضفي هذا المصطلح على الموصوف صفة القداسة والخصوصية، فقد جاء أيضا: مَكَانٌ حَرِيمٌ أي مُقَدَّسٌ يَحْرُمُ انْتِهَاكُهُ، ومنه الحَرَم المكيّ والمدنيّ والمقدسيّ والجامعيّ. وقد تطور الوصف ليصبح اسم ذات يدل على مكان يحظى بشرف القداسة والصون والأمن، ومن ذلك قول الله تعالى: "أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ" (القصص: ٥٧). وعلى هذا، يوحي مصطلح الحرم الجامعي بقداسة العلم والمعرفة والفكر حيثما أطلق، وتمتزج فيه أبجديات الأمن والخصوصية والنظام المُحكَم الذي يسري على جميع مرتاديه.

ويشتمل الحرم الجامعي على مجتمع الجامعة من طلبة وأعضاء هيئة تدريس وأطباء وباحثين وفنيين وموظفين وغيرهم من المستفيدين من الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة الأكاديمية. وفي العادة يكون لهذا الحرم الجامعي طقوس أكاديمية وأعراف وقوانين وقيم وسمات تحترم وتطبق بكل شفافية وعدالة. ونظرا لكون بعض الطلبة والأكاديميين يعيشون داخل الحرم الجامعي فإن حياتهم فيه يجب أن تنظم في جو يؤدي إلى تحقيق الأهداف، والالتزام بمنهج راقٍ للتعامل الديني والإنساني؛ لذلك فإن الحرم الجامعي في العرف التنظيمي يتمتع بخصوصية في التعامل مع الإجراءات الحكومية وقوانينها تقديرًا لطبيعة المؤسسة الأكاديمية، واحترامًا للعلم والمعرفة وتسهيلا لنشرهما، وهذا أمر بالغ الأهمية للجامعات لتتمكن من استقطاب الهيئة الأكاديمية القادرة على حفظ الموقع الريادي للجامعة بين نظيراتها من الجامعات في العالم. ولهذا فإن هذه الخصوصية الممنوحة للمدينة الجامعية، ولّدت تسمية الحرم الجامعي حتى تحظى بالهيبة والاحترام الرفيع.

الجامعات هي مؤسسات مستقلة تشبه تركيبتها المدن الاقتصادية المكتظة. تقع في العادة داخل المدن، وهي مكان رائع للحياة والتعليم والتعلم والعمل والدراسة وممارسة الأنشطة، وكذلك يتوفر بداخلها سكن للإقامة ومحلات تجارية ومطاعم. المجتمع الجامعي لديه العديد من المزايا للطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين.

ومع ذلك، فإن هذا يفرض تحديات من مثل الأمن والسلامة وجودة الخدمات؛ لأن هذه العناصر تكاد أن تكون من الأولويات في تصنيف واختيار الجامعات في العالم.

لأجل هذا كله، وحتى تكون بيئة الحرم الجامعي مثالية وآمنة؛ فإن الجامعات تقوم بوضع تدابير وإجراءات وقوانين صارمة للحفاظ على بيئة آمنة في أحرامها الجامعية.

 

 

About the Author