X638311283768843821

 

 

Banner-02

 

 

 

كلمة في حب الوطن

18 Nov, 2019 |
  • د. ميمونة الزدجالية - أستاذ مشارك - بكلية التربية.

ها هي العبارات تخرج خجلي من محبرتي المتواضعة؛ لتصف مكنون القلب تجاه جنتي التي أنتمي إليها، وهويتي التي أحملها أينما توجهت، فلا حبر يفي بحق مدونات الحب الكامن في القلب نحوها، ولا ترانيم شجية تصف مدلولات التغني بحبها، فالقلم يتحرر من كل حدود الكتابة؛ وصفًا لمقامها السرمدي في النفوس، وتشرأب الكلمة عنان السماء؛ زهوًا بالمعاني التي تصفها بها، فكم هي نفيسة الثمن، ربانية الأخلاق، عميقة الجذور، عصية على كل خائن، رقيقة المشاعر، إنسانية المبدأ، سخية العطاء، آمنة الملاذ، محضن الأوفياء، شرقية الانتماء، عالمية الإخاء، بلسم الباحثين عن المحبة والتسامح والإخاء، فعن الحبيبة عمان أتحدث.

فكل شبر في عماننا يمثل سلسلة من الترابط الحضاري الراقي، وهي كالمعصم لليد، أينما اتجهنا فنحن إخوة، من مسندم الشامخة بسحر جبالها، إلى ظفار الحنونة بجمال خريفها، وما بين دفتيهما من أماكن رائعة الوصف، لها نفس الهوية والأصل الطيب؛ فلا عجب أن نرى ملاحم التعبير عن حبها في هذه الأيام النوفمبرية المشرقة بجمال العيد الوطني؛ فالحناجر تترنم بأعمق ما لديها من صدق الكلمات، والصغير ينافس الكبير في الاحتفاء بما حباهم الله به من وطن راقي الجمال، وقلب أب صادق حنون، احتوى شعبه فبنوا له وطنًا في قلوبهم، والحب لا يبقى سنونًا في قلوب البشر إلا ما كان عن وفاء وصدق متبادل.

وحب الوطن من أسس عقيدة الإنسان، وشيء فطري في النفس، وكم حث ديننا الحنيف على حب الوطن، ولنا في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأسوة الحسنة، إذ أحب وطنه الغالي مكة المكرمة أيّما حب، وتعمق في ولائه لها، وقال عبارته المشهورة حين أخرجه قومه: "ما أطيبك من بلد وأحبُّك إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك". من هنا وجب علينا السير على نهجه عليه الصلاة والسلام، فالإنسان الحر يحب وطنه، ويُخلص له، ويعترف بفضله، فلنكن أمة متفردة بين الأمم بحبها لوطنها، ننبذ كل فرقة وفتنة، ونؤمن بعقيدة الولاء الأبدي لعماننا الحبيبة وقائدها المفدى حفظه الله ورعاه.

وفي الختام لك يا موطني العزيز كل انتمائي وحبي، شاهدًا على ما تفضلت به عليّ وعلى غيري من خيرك العميم الذي حباك به الله ـ عز وجل ـ فدمت فخرًا وعزًا أيها الوطن العزيز، ودام شعبك الأبي الوفي شامخًا بين الشعوب، ودام عز ابنك المغوار، سليل المجد والإباء، القائد الفذ الغيور على عمانه الحبيبة، وتولاه الله بعينه التي لا تنام، وحماه بركنه الذي لا يضام، وأيده بنصره، وفتح عليه بالخير في كل زمان ومكان، وكل عام وعماننا وقائدها المفدى بخير.

About the Author