X638311283768843821

 



Banner-02

في ظلمات ثلاث

26 May, 2019 |
  • د. رحمه بنت حمد بن سلطان الهدابي / استشاري أمراض نساء وولادة.

في سورة الزمر قال الله تعالى (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ). لقد ثبت علمياً أن تطور الجنين يمر عمليًا في بطن الأم عبر ظلمات ثلاث، والمراد كما قال أهل العلم أن الله سبحانه وتعالى يطور الأجنة خلقاً بعد خلقٍ أطوار، كما قال تعالى في سورة نوح (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا).

فالظلمة الأولى هي ظلمة جدار البطن، والظلمة الثانية هي ظلمة جدار الرحم، أما الظلمة الثالثة فهي ظلمة المشيمة بأغشيتها الكوريون والأمنيون، وهذا ما ذكره الله جل وعلا في الآية الكريمة.

ووجه الإعجاز في هذه الآية القرآنية يتمثل في إشارة القرآن الكريم إلى أن عملية تخلّق الجنين تتم في بطون الأمهات عبر ظلمات ثلاث، وهذه العمليات الخفية لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، مما يشهد على إعجاز هذا الكتاب العظيم.

ولم يتوصل العلم إلى الكشف عن هذه الظلمات إلا مؤخرا بعد قيام الثورة التكنولوجية في القرن العشرين، فتم الكشف عنها ورؤيتها بواسطة آلات التنظير الجوفي (endoscopies).

إذ أن جدار البطن يحتوي الرحم، وجدار الرحم يحتوي المشيمة، والتي بدورها تحيط الجنين بأغشيتها. هذه الظلمات التي تحيط بالجنين ترافقه خلال نموه (خلقا من بعد خلق) وتتأقلم مع حاجاته ريثما يخرج إلى النور، إذ يزداد حجم البطن والرحم وكذلك المشيمة مع ازدياد حجم الجنين، فهي تحيط به وتحفظه من الصدمات، كما تقوم بنقل الغذاء والأكسجين له من الأم، ونقل ثاني أكسيد الكربون والفضلات منه إلى الأم.

فمن علّم النبي العربي الأمي علم التشريح وعلم الأجنة؟ وأي أجهزة متطورة كانت عنده لكشف هذه الحقائق؟ إنه الوحي السماوي الذي أخبر النبي بتلك الحقائق العلمية قبل اكتشافها حديثا.

 

 

About the Author