X638311283768843821

 



Banner-02

الأحجار الكريمة المخبأة في السلطنة

10 Feb, 2019 |
  • علي بن سعيد الخياري

هذه الأحجار الكريمة هي هبة وقدرة الله - جل وعلا - في الطبيعة ولا يتدخل في تكونيها الإنسان، وهي نعمة من الخالق إلى البشر، فكما نعلم أن السلطنة الحبيبة لديها الكثير من المصادر والخيرات والثروات والموارد والكنوز الطبيعة مثل البحار والصحراء والجبال والأدوية التي تزخر بالحياة النباتية والحيوانية، وعلى إنسان هذه البلاد السعي في إخراج هذه الأحجار الكريمة.

كيف يمكن الوصول إلى هذه الأحجار، ولماذا لم تصل الكثير منها إلى أيدي المواطن، أين تكمن المشكلة؟ هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح في هذا الموضوع، وعندما ننظر في بعض الإشكالات الواقعة نجدها في عدم ترابط وتعاون المؤسسات مع بعضها لوضع حلول للعقبات التي تحول دون انتفاع المواطن على نحو واسع من ثروات الوطن، فعلى سبيل المثال عند الحديث مع الصيادين نرى ما يواجهون من صعوبات في الأنظمة والإجراءات والشروط لأجل استخراج هذه الأحجار الكريمة من أعماق البحار والشواطئ، فالسلطنة تمتلك سواحلا تصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف كليو متر وتتميز بموقع استراتيجي، وتضم تنوعًا بيولوجيًّا كبيرًا إضافة إلى العديد من المعادن المهمة في قاع البحار! هذا الصيد الغزير بحاجة إلى دعم المواطن فيه والتسويق له، بيد أن التأخير في إنجاز المعاملة في مهنة الصيد مثل الحصول على التصريح لامتلاك القوارب، أو العراقيل كشكوى الصيادين من وجود جرافات الصيد في مقدمة الشواطئ والتي تدمر الشعب المرجانية والأسماك الصغيرة وتسحب الأخضر واليابس، وتمنع دخول هذه الأسماك إلى المنطقة المحددة للصيادين الصغار وحرمانهم من الوصول إلى هذه الثروة البحرية، وغياب الأسواق الرئيسية للمنتجات السمكية والتنسيق بين الصيادين والمستهلكين للأسماك، جميع ذلك يدفع للعزوف عن استثمار المواطن لثروة البحر وتضرره إن حاول خوض التجربة.

ما يواجهه المواطن في مجال الصيد يجده في مجال الزراعة والسياحة أيضا وغيرها من المجالات، فالسلطنة تمتلك مصادر زراعية متنوعة، كما تمتلك جبالا فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وتتمتع بالتضاريس والحياة الحيوانية والنباتية، وهنالك الكهوف التي تحمل الكثير من الكنوز في أعماق هذه الجبال، يستطيع المواطن استثمارها بالدعم وتيسير الإجراءات، فالجانب الأهم في الموضوع أن هناك مساحات كبيرة في السلطنة يجب استغلالها وتشغلها حتى تصبح منتجة وتعود بالخير للبلاد والشعب، ويمكن ذلك بما نملك من فكر ورؤية لمستقبل الوطن للوصول إلى حياة كريمة من ثروات أرضنا، فهذه الثروات هي هدية من الله للإنسان، ويجب استغلالها والبحث عنا واستكشافها.

لهذا نطلب من الجهات والمؤسسات المسؤولة إعادة النظر في الأنظمة والقوانين والسرعة في إنجاز المعاملات التجارية، ويمكن تفعيلا لذلك وضع محطة واحد لجميع هذه المعاملات لإيجاد منظومة قوانين تضمن حصول جميع المواطنين على فرصهم بالعدل والمساوة بين الجميع، مما سيسهم في التخلص من الأزمة الاقتصادية الحالية التي تمر بها السلطنة، فالخروج من مثل هذه الأزمات يتحقق بالتخلص من العقبات التي تعكر صفو المواطنين في استخراج هذه الأحجار الكريمة المخبأة في السلطنة.

 

 

About the Author