عائلة مختلفة
هي تجربة مختلفة تعرفت عليها قبل سنوات ولم أكتب عنها لا أدري ما الذي ذكرني بهذه التجربة القديمة التي تستحق أن يكتب عنها بل أكثر من ذلك أن يتم اجراء مقابلات معهم عبر الإذاعة بنوعيها "راديو وتلفزيون" مع تأليف كتاب أو إعداد فيلم قصير بلا أي مبالغات!
تعرفت على هذه الأسرة المكونة من أب وأم ومجموعة قليلة من الأبناء عن قرب في تسعينيات القرن الماضي، هذه الأسرة العمانية الرائعة لا تحب أن يكون لديها عاملة في المنزل، فكل أفرداها معتمدين على أنفسهم ويشاركون في الطبخ والتنظيف كل حسب دوره وتتغير الأدوار بين مدة وأخرى حتى لا يشعر أحدهم بالملل وفي الوقت نفسه يتعلم الفرد منهم أشياء جديدة ومفيدة حول الاعتناء بالمنزل والتعرف على أفضل الطرق للعناية بنظافته وطبخ أشهى المأكولات.
المثير للدهشة أكثر هو تفوق أبناء هذه الأسرة في الدراسة وحصولهم على علامات عالية إلى جانب تفوقهم في الهوايات المفيدة، ما فهمته من رب الأسرة بأنه قطع أشواطا جيدة إذ انتقل من مرحلة الاعتماد على الآخرين إلى مرحلة القدرة على الاستقلال الذاتي والاعتماد على النفس وصولا إلى قمة النضج والمتمثل في التكامل بينه وبين شريكة حياته وأولاده من خلال التعاون والمشاركة في مهام البيت والمسؤوليات الأخرى، ويصف هذا الأمر بالسهل الممتنع، ولا وجود للإتكالية في قاموس هذه الأسرة.
أحد المفاتيح التي قدمها لي بدون سؤال هي ترتيب الأولويات قاعدة هامة لتحقيق أفضل النتائج في الوقت المتاح لنا وأشار بأن من إحدى التحديات التي يواجهها بعض الناس بأن الأمور تختلط لديهم بين المهم والأهم وبين العاجل وغير العاجل فيضيع الوقت بغير فائدة أو بفائدة قليلة وتتشتت الطاقات من غير طائل، وهناك الكثير من الأمور الهامشية يضيع الوقت معها وهي غير ضرورية كساعة أو أكثر مضت عبر الهاتف في حديث غير ضروري والأمثلة كثيرة.
أخبرت رب هذه الأسرة بأن أبنائه لن يواجه متاعب أو تحديات كبيرة في حالة حصولهم على بعثات أو منح دراسية في الخارج أو حتى في الداخل في مدن بعيدة عن مسقط والمجال لا يتسع لذكرفوائد أخرى وكم منا عاش مثل هذه التجربة؟ هل هي فردية أو استثنائية؟ وصدق المثل المشهور:" متى عاون البعض البعض فقد استغنى الجميع عن الجميع ومتى اتكل البعض على البعض فقد اضطر الجميع إلى الجميع"
About the Author