احتفلت جامعة السلطان قابوس ممثلة بمركز أبحاث المياه وبالشراكة مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وبالتعاون مع الجمعية العُمانية للمياه، والشركة العُمانية لخدمات المياه والصرف الصحي بيوم المياه العالمي افتراضيًا عبر منصة زوم تحت عنوان "كنْ أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، تحت رعاية سعادة الدكتور منصور بن طالب الهنائي، رئيس هيئة تنظيم الخدمات العامة، وبحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس الجامعة.

بدأت الاحتفالية بكلمة للدكتور علي بن خميس المكتومي، مدير مركز أبحاث المياه بالجامعة، قال فيها: "تسعى جميع الأمم لتنمية مواردها المائية من خلال سنّ التشريعات والنظم ورسم السياسات، والقيام بالبحوث والدراسات وبناء القدرات من أجل استدامة الموارد المائية؛ وذلك لأن المياه أساس التنمية الشاملة. وأشار تقرير الأمم المتحدة عن تنمية الموارد المائية لعام 2023 بالدور الأساسي لإبرام الشراكات، وتعزيز التعاون في جميع مجالات التنمية المستدامة في تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف والغايات المتعلقة بالمياه وخدمات الصرف الصحي. وأشار التقرير إلى أن العالم يواجه حاليا أزمة مياه عالمية؛ إذ لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يفتقرون إلى المياه. كما تشير التقديرات إلى وفاة أكثر من 800 ألف شخص سنويا بسبب أمراض تُعزى مباشرة إلى المياه غير الآمنة، وعدم كفاية الصرف الصحي. كما يعاني حوالي 4 مليار شخص من ندرة حادة في المياه لمدة شهر واحد على الأقل من العام. لذلك يتعين على العالم أخذ التدابير اللازمة لتصحيح المسار نحو إيجاد حلول سريعة لأزمة المياه.

وأضاف المكتومي في كلمته: " إن الاحتفال باليوم العالمي للمياه يهدف إلى دعوة الجميع إلى العمل الجادّ، وبناء الشراكات. علمًا بأن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا من أفراد وحكومات وشركات ومنظمات وهيئات لإدراك قيم المياه المتعددة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لصون هذا المورد الطبيعي المهم؛ لذا جاء شعار اليوم العالمي للمياه هذا العام ليسلط الضوء على أهمية دور الجميع، وتكاتف المجتمعات تحت عنوان "تسريع وتيرة التغيير من أجل حلّ أزمة المياه، وخدمات الصرف الصحي" مما يساعد في تسريع تحقيق أهداف وغايات الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة 2030.

وذكر: "لقد أولت الجهات المختصة في سلطنة عُمان كل الاهتمام بقطاع المياه، فعلى مدار عقود من الزمن سارعت للقيام بالكثير من الجهود من أجل موارد مائية مستدامة؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تعزيز أنظمة حصاد مياه السيول والفيضانات من خلال منظومة السدود والتي بلغت 174 سدا بمختلف أنواعها، تعزيز كفاءة استخدام مياه الريّ من خلال برامج التوعية والترشيد والدعم المختلفة للقطاع الزراعي، التقييم والمراقبة المستمرة للموارد المائية من خلال شبكة متكاملة من آبار المراقبة ومحطات الرصد وقياس معدلات الأمطار وتدفقات الأودية، تمكين ودعم البحث العلمي والابتكار من أجل إيجاد حلول للتحديات التي تواجه قطاع المياه، وكذلك بناء القدرات الوطنية من خلال دعم البرامج الأكاديمية ذات الصلة بالقطاع.

وأشار المكتومي في ختام كلمته: مع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لمواصلة العمل الجاد المشترك والبحث العلمي الهادف والموجهة لتسريع تحقيق الغايات والأهداف ووضع السياسات والبرامج والأدوات اللازمة لتعزيز الموارد المائية والحفاظ على استدامتها حيث تسعى الحكومة ضمن إستراتيجيتها لرفع حصة الفرد من المياه المتاحة من 395 م3 للفرد بالعام حاليا إلى حدود 600 م3 بحلول عام 2030 و700 م3 عام 2040م، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب الكثير من العمل الجاد وتكاتف جميع شرائح المجتمع.

ثم قدمت البروفسورة شارون مجدال، مديرة مركز أبحاث المياه في جامعة أريزونا ولاية أريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية، محاضرة عن "تسريع التغيير لمواجهة تحديات المياه في البيئات شبه الجافة والجافة: الفرص والعقبات". كما قدّم الدكتور حسام الزين باحثا زائرا بمركز أبحاث المياه وقسم علوم الأرض في كلية العلوم من الجامعة محاضرة عن "الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في موارد المياه"

وقدّم الدكتور أحمد الحديدي أستاذ مساعد، قسم علوم الأرض التطبيقية، الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان محاضرة بعنوان حصاد السيول والفيضانات في البيئات الجافة.

كما قُدمت محاضرة عن الأمن المائي قدمها المهندس أحمد السعيدي من وازرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.وقدم المهندس عبد الحكيم الذهلي من الشركة العمانية لخدمات المياه والصرف الصحي محاضرة بعنوان "خطة الأمن المائي والتخفيف من المخاطر".

وفي ختام الاحتفالية باليوم العالمي للمياه قُدمت محاضرة بعنوان" دور جمعية المياه العمانية في تسريع التغيير"؛ تضمنت الإجابة عن ما هو دور المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني ممثلة بالجمعية العمانية للمياه في تسريع تغير السلوك وتغير الإدارة والمسار من أجل تسريع إيجاد حلو ل لأزمة المياه، وعملية تجيش المجتمع وتضمين المجتمع والأفراد، ورفع الإدراك في قضايا المياه كي يسهم الجميع في حلّ هذه المشاكل؛ قدمها الدكتور محمد الكلباني من الجمعية العُمانية للمياه.