يعد مركز البحوث الإنسانية أحد المراكز البحثية التابعة لمكتب نائب الرئيس للبحث العلمي والدراسات العليا بجامعة السلطان قابوس. جاء قرار إنشاءه في عام 2010م ليتواكب مع تطلعات الجامعة الرامية إلى تعزيز مجالات البحث المختلفة، وتفعيل دورها الريادي في حقل العلوم الإنسانية (التربوية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية) عن طريق تعزيز العمل البحثي، وتطوير أدواته بما يضمن قدرتها على مواجهة التحديات العالمية المتلاحقة والتي تمسّ جميع مجالات الحياة. بلغ عدد المشاريع البحثية التي يعمل عليها المركز حاليا ما يقارب (23) مشروعًا بحثيًا في مجالات العلوم الإنسانية بقيمة تقديرية بلغت نصف مليون ريال عماني؛ لدراسة أهم قضايا المجتمع العماني، وإطلاق مبادرات مبتكرة في دراسة الظواهر الإنسانية. تفاصيل أكثر حول إنجازات المركز مع الدكتور ماجد بن سعيد البوصافي مدير المركز.
حول أهمية المركز يقول الدكتور ماجد البوصافي: "يركز مركز البحوث الإنسانية على دراسة الظواهر والمشكلات التربوية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية التي يواجهها الفرد في المجتمع العماني، ومحاولة فهم حيثياتها سعيًا للوصول إلى حلول مستدامة لها من أجل السمو بالإنسان العُماني ورفاهيته ودفع عجلة تطوره قدما.
ويذكر الدكتور ماجد البوصافي بأن رسالة مركز البحوث الإنسانية تتلخص في إعداد البحوث والدراسات، وإقامة الأنشطة والفعاليات المتعلقة بالعلوم الإنسانية، كذلك رصد التغيرات الاجتماعية والتطورات المحلية والإقليمية وتحليلها، بالإضافة إلى توفير بيانات ومؤشرات لتشكل مرجعا علميا يهدف إلى دعم إنتاج المعرفة الإنسانية، وتشجيع الأكاديميين والباحثين وتمكينهم من مــهــارات البحث والابتكار في مجالات العلوم الإنسانية المختلفة.
ويضيف قائلًا: "إن من مهام المركز تقديم الاستشارات في مجالات العلوم الإنسانية للراغبين في ذلك من مؤسسات القطاعين العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ودعم المشاريع المشتركة بين الجامعة والمؤسسات الخارجية في مجال البحوث الإنسانية. كما أن المركز يقوم بتنفيذ مشاريع بحثية بينيّة بالاشتراك مع الجامعات والكليات والمراكز ذات الاختصاص من داخل سلطنة عمان وخارجها، ومن ثم يقوم بنشر أوراق علمية في دوريات محكّمة، وإصدار الكتب والمطبوعات عن المشاريع والدراسات المنجزة في المركز. هناك أيضا دور آخر للمركز؛ وهو تنظيم دورات تدريبية متخصصة وتنظيم مؤتمرات في مجالات العلوم الإنسانية المختلفة، وإطلاق مبادرات مبتكرة في دراسة الظواهر الإنسانية. كما أن المركز يسهم في تدريب الطلبة والباحثين من داخل الجامعة وخارجها في مجال البحث العلمي في العلوم الانسانية.
ويتحدث الدكتور ماجد البوصافي حول أهم البرامج البحثية القائمة، والذي يسعى إلى توسعة مجالات التدريب للطلبة الراغبين في صقل مهاراتهم البحثية وهو برنامج الباحث الناشئ، الذي يؤهل ويدرب ويطور قدرات الطلبة المهتمين بتعلم مهارات البحث العلمي. ويسعى البرنامج كذلك إلى تصميم وتنفيذ بحوث وفق مواصفات علمية سليمة، وتوفير المعلومات المتكاملة والشاملة حول إعداد البحوث والدراسات المتعلقة بالجوانب الإنسانية (ثقافية واجتماعية واقتصادية وتربوية)، بالإضافة إلى إثراء معارف الطلبة الباحثين. كما يُعنى البرنامج بالخدمات التدريبية التي يقدمها مركز البحوث الإنسانية للطلبة.
كذلك يهدف البرنامج إلى نشر الثقافة البحثية وتعليم المهارات البحثية والابتكارية للطلبة والراغبين بدخول المجال البحثي. كما يسعى بشكل عام إلى دعم وتطبيق الدراسات والبحوث الطلابية التي تسعى لبناء برامج الكشف عن الموهوبين منذ سنوات ما قبل المدرسة ورعايتهم، وتصميم البرامج الإثرائية التي تنمي إمكاناتهم واستعداداتهم إلى أقصى درجة؛ وذلك بالمجالات التربوية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقضايا المجتمع العُماني. كما يهدف البرنامج إلـى تنميـة مهـارات الطلبة وتبنـي أفكارهـم ومشـروعاتهم البحثيـة مـن خلال متخصصيـن بالجامعـة وصولا إلى إخراج تلك الأفكار والمشروعات البحثية وتقديمها للتنافس على الفرص المخصصة لدعم البحوث الطلابية، وذلك للوصول إلى الهدف الأسمى؛ وهو إعداد جيل متميز من الطلبة الباحثين للإسهام في تحقيق رؤية عمان 2040.
أنشئ كرسي الدراسات الاقتصادية بتمويل من غرفة تجارة وصناعة عمان، ومقره في مركز البحوث الإنسانية بالجامعة لمدة ثلاثة أعوام قابلة للتجديد، حول هذا الكرسي يقول الدكتور ماجد البوصافي: "يهدف كرسي الدراسات الاقتصادية إلى إجراء البحوث والدراسات التطبيقية والتحاليل الاقتصادية ذات الصلة بالاقتصاد العماني، وإيجاد بيئة بحث مؤسسية متخصصة تقدم برامج متخصصة وحلقات عمل وبرامج تدريبية وندوات في مختلف المجالات الاقتصادية، وتزويد صناع القرار بغرفة تجارة وصناعة عمان بالدراسات والبيانات والمعلومات اللازمة لمساندة تنمية القطاع الخاص، وكذلك استقدام الاستثمار الأجنبي وتعزيز ثقافة البحث العلمي وتحقيق مبدأ الشراكة والتكامل في هذا المجال بين الجامعة والمجتمع، والإسهام في تحقيق الأهداف والبرامج التنموية المحددة في خطة التنمية الخمسية التاسعة 2016-2020.
ويغطي نشاط كرسي غرفة تجارة وصناعة عمان للدراسات الاقتصادية مجالات في علم الاقتصاد من بينها المالية والقانون والتعليم والمجالات الأخرى في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وأيضًا التنمية الاقتصادية والتجارة الدولية والتكامل الاقتصادي والتمويل العام والتنمية الموجهة نحو الصادرات والتمويل الدولي، والتوقع الاقتصادي، وعلم الاقتصاد المالي، واقتصاديات سوق العمل، وعلم الاقتصاد المؤسس موضحًا أنه من الممكن مستقبلا مناقشة إمكانية تطوير الكرسي ليصبح مركزًا بحثيًّا متكاملًا في الدراسات الاقتصادية شريطة توفير الموارد المناسبة في صورة موازنة مخصصة لإنشاء المركز وتوظيف العاملين به وتصميم الموقع الإلكتروني الخاص به، وتوفير الأجهزة والبرامج وغير ذلك من الاحتياجات.
- برنامج تمويل أبحاث ذوي الإعاقة
وفيما يخص برنامج تمويل أبحاث ذوي الإعاقة يوضح الدكتور ماجد البوصافي: "يسعى البرنامج إلى دعم الباحثين لتطبيق بحوثهم ومشاريعهم في المجالات التي تمكّن ذوي الإعاقة، وذلك ضمن إطار التعاون المشترك بين مركز البحوث الإنسانية في الجامعة والمؤسسة التنموية بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بقيمة تمويلية بلغت 60 ألف ريال عماني، ومن ضمن هذه المجالات: برامج الحاسب الآلي وتطبيقات الهاتف المحمول والتطبيقات التكنولوجية للأفراد ذوي الإعاقة، إضافة إلى تطبيقات السلامة والأمن، وبرامج التأهيل المبتكرة. كذلك مراجعة وتحليل القوانين التي تدافع عن حقوقهم. فضلا عن توفير الأجهزة التأهيلية المبتكرة والتطبيقات التكنولوجية، وتصميم البيئات التعليمية لهم والموارد التعليمية لدعم تعلمهم في بيئة أقل تقييدًا، ونشر الكتب والمصادر الأخرى التي تهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي والتأهيل النفسي للأفراد ذوي الإعاقة، والسياسات والإستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف إلى تمكينهم.
وتشمل هذه المجالات أيضًا جانب الدراسات الوبائية التي تهدف إلى توفير معلومات عن الانتشار والحالات والمعلومات الإحصائية الأخرى عن السكان من الأفراد ذوي الإعاقة، وتصميم إعدادات نموذجية (مدارس ومراكز تدريب) تقدم خدمات تعليمية وخدمات الرعاية والتشخيص والتدخل المبكر وتحديد الطلبة الموهوبين منهم، وتوفير برنامج إثرائي للأفراد الموهوبين طوال العمر (الطفولة المبكرة إلى مرحلة البلوغ)، والبحث في الموضوعات التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة للأفراد ذوي الإعاقة.