نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بمركز الإرشاد الطلابي الملتقى الطلابي الأول بعنوان "الهُوية السوية بين التطور السليم والانفتاح الثقافي المسؤول" تحت رعاية الأستاذ الدكتور سالم بن حمود الحارثي نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع.
بدء الحفل بكلمة للدكتورة مها عبد المجيد العاني رئيسة اللجنة الرئيسية للملتقى ومديرة مركز الإرشاد الطلابي بالجامعة قالت فيها: "في ظلّ التقدم التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، ارتفع معه مستوى التحديات والمخاطر التي تواجه القيم والهوية الوطنية، بل وصل الحال إلى تهديد الهوية الإنسانية السوية، وباتت المنظومة الاجتماعية تتعرض للتأثيرات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة وخاصة التي تستهدف فئة الشباب مما يجعل الاهتمام بالمنظومة القيمية أمرًا حتميًا في توجيه السلوك وزرع المهارات الإيجابية في الأبناء على اختلاف أعمارهم.
وأكدت: "في ظلّ التغيرات الحالية لابد من تعزيز الهوية السليمة التي تتماشى وتقوي السلوكيات الإيجابية لدى أبنائنا الشباب عن طريق تدريبهم على ممارسة القيم في حياتهم اليومية، وفي القران الكريم (ذلك الدين القيم) أي المنهاج القويم الصحيح الشامل الحق".
وأشارت العاني في كلمتها: "تؤدي الهوية اليوم دورًا فاعلًا في الحفاظ على النسيج الاجتماعي والأخلاقي للأفراد من الانهيار من خلال التمسك بالعادات والتقاليد المحلية التي تشكل الموروث الثقافي للمجتمع؛ الذي يميز مجتمعًا عن مجتمع آخر. كما يعطي ثراء للمجتمع، وميزة تجعل الفرد يفتخر بها ويشعر بأنه عنصر مدعم للتنوع البشري عبر الحفاظ على قيمه وعاداته.
وتحاول الأوراق المقدمة في هذا الملتقى التقرب من الشباب لتقصي الهوية الوطنية المدركة على ضوء مجموعة من المتغيرات والتعرف على مكانة ومركزية هذه المقومات وتراتبيتها في تصورات الشباب.
واختتمت الدكتورة مها كلمتها بقولها: "إيمانًا بدور مركز الإرشاد الطلابي في مساعدة طلبتنا لتنمية شخصياتهم ومواجهة التحديات المختلفة جاء انعقاد هذا الملتقى للتعريف بنمو الهوية المنسجمة مع المعايير الثقافية المحلية، وكذلك التعريف بمخاطر وتحديات الانفتاح على القيم الثقافية المختلفة وأثرها على تطور الهوية للفرد، فضلاً عن التعريف بالمهارات والخصائص الفكرية والنفسية والانفعالية والاجتماعية التي تحمي من تشوه تطور الهوية.
عقبها بدأت جلسات العمل بتقديم أوراق عمل في محاور الملتقى؛ ففي محور تطور الهوية والمنظور الاجتماعي قدمت الدكتورة وفاء بنت سعيد المعمرية أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية ورئيس قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي ورقة تناولت فيها تعريف الهوية؛ تحديات الانفتاح على القيم الثقافية المختلفة وأثرها على تطور الهوية الفردية، آليات مواجهة تحديات الهوية، الأمن الفكري والهوية، الخصائص الاجتماعية التي تحمي من تشوه تطور الهوية.
وفي محور تطور الهوية والمنظور الطبي تناولت الدكتورة فنة بنت عبدالله آل فنه العريمي طبيب استشاري الصحة العامة وخبيرة الرعاية المتكاملة لصحة الطفل بوزارة الصحة في ورقتها المعنونة " تعدد الثقافات وتأثيرها على الصحة العامة للإنسان والمجتمع"؛ حيث أوضحت بأن مفهوم الثقافة الصحية مرتبط بصحة الإنسان والمجتمع، وهو نتاج ثقافة مجتمعه الذي يعيش فيه.
كما ذكرت بأن لكل مجتمع صفات وخصائص تميزه عن باقي المجتمعات وتشكّل أسلوبه في التعامل مع مفاهيم الحياة وتحدد مسارات صحية كثيرة.كذلك أكدت على أهمية اللجوء إلى الطب الحديث لنجاح الأدوية العلاجات ولوجود تثقيف صحي ووعي للمجتمع.وأكدت بأن الثقافة الصحية لها إسهامات عديدة في عدم انتشار الأمراض المعدية والفيروسات سريعة الانتشار، وتسهم في توفير المال والجهد على القطاعات الصحية، كما تسهم إسهامًا عظيمًا في نشأة وتكوين مجتمع يمتاز بالثقافة قادر على التعامل مع الأزمات، وقادر على الازدهار والتطور التكنولوجي والاجتماعي والاقتصادي البنّاء.
أما في محور تطور الهُوية والمنظور النفسي؛ تحدث الأستاذ هلال بن سالم العبري أخصائي إرشاد وتوجيه بمركز الإرشاد الطلابي عن مفهوم الهُوية النفسية وحالاتها وأهميتها، واكتشاف الذات والهوية النفسية والتفكير الناقد.
وفي محور تطور الهوية والمنظور الديني تحدث الدكتور سيف بن سالم الهادي أستاذ مساعد بكلية التربية بقسم العلوم الإسلامية بالجامعة فقال: "إن ربط الهُوية بالماهية الإنسانية والاستدلال على تناسقها مع الفطرة والعقل بيان الارتباطات الوثيقة بين الأخلاق والهُوية الدينية؛ حيث ستعمل على إعادة تعريف الإنسان من خلال الانسجام بين الفطرة والفكرة. بيان الخطر الذي يتهدد الماهية الإنسانية عند اتباع النموذج المؤدلج حيث سيفقد الإنسان تعريفه الحقيقي وسيتخلى عن طبيعته البيولوجية طوعًا أو كرهًا.
كما تناول أيضا كيف عالج الإسلام موضوع الهُوية، وما هي الحدود الفاصلة بينها وبين الحرية وبينها وبين مفهوم الإنسانية من جهة أخرى وعناصر أخرى مقاربة.
وفي محور تطور الهُوية والمنظور الطبي النفسي تناول الدكتور محمد بن سالم العلوي استشاري طبّ نفسي بقسم الطبّ السلوكي بمستشفى الجامعة في ورقة عمله: الاضطرابات النفسية والهُوية، وساق أمثلة على الاضطرابات النفسية المرتبطة بقضايا الهُوية واضطراب الشخصية الحدية والهُوية واضطراب الهُوية الانفصامية وهُوية الفرد وتأثير وصمة العار والتمييز على الهُوية والصحة النفسية واضطراب الهوية الجنسية والهُوية بمفهومها العام.