X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

وسائل التواصل الاجتماعي.. ميدان الأضداد!

استطلاع: سعيد العزري

بين فائدة وضرر، تتردد الآراء ووجهات النظر حول مواقع التواصل الاجتماعي، والعديد من الناس يعتبرونها سلاح ذو حدين، كما تم مواجهتها بكل اتهام رغم أننا نتعامل معها يوميًا، فهل فعلًا وسائل التواصل الاجتماعي هي سبب كل المشاكل وتثبيط المعرفة أم أنها أفق واسع تتيح لمستخدميها التعرف على ثقافات متنوعة مع توسيع المدارك؟ في الأسطر القادمة نتعرف على آراء متباينة لمجموعة من المهتمين والمتابعين من داخل الجامعة وخارجها.

سلاح ذو حدين


تقول آلاء بنت إبراهيم السدية- طالبة الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فهي إما أن تنمي الفرد باستغلاله السليم للمعارف المطروحة عليها وباستثماره لقدراته وأعماله فيها، أو أن تكون مضيعةً لوقت الفرد ومنصة لاكتساب الأفكار السلبية والمغلوطة، كل ذلك يعتمد كليا على طريقة تعامل الفرد مع وسائل التواصل الاجتماعي وانتقائه للنفع منها. كما وتعد وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الإعلامية الأقوى في عصرنا الحالي كونها تحوي على شريحة كبيرة من الجماهير بالإضافة إلى سهولة تبادل الآراء والنقاشات فيها.

منصة للمعرفة


ترى جهينة بنت سيف المعمرية -خريجة تخصص العمل الاجتماعي من الكلية نفسها بأن برامج التواصل الاجتماعي مفيدة للأطفال وتصقل شخصياتهم وتساهم في تنمية أفكارهم، بشرط أن تكون تلك البرامج المخصصة للأطفال مثل YouTube Kids، لأن مثل هذه البرامج تحدد من الأشياء المناسبة لعرضها أمام الأطفال، وأيضًا هناك بعض البرامج الأخرى التي تعمل الشركات الآن على تطويرها لتتلاءم مع مستوى الأطفال. وتضيف بأن منع الأطفال من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (المخصصة للأطفال) يكون تأثيره سلبيًا لأنه ما إن تتاح الفرصة للطفل لاستخدامها يكون مندفعًا بشكل كبير وهذا ما ينعكس على سلوكيات الطفل وهذا الأمر الذي قد يسبب خلل واضح في شخصيته إذ لم يتم التعامل معه بالشكل المناسب، أما عن استعمال البرامج المتاحة فلا أفضل أن يستعملها الطفل كما هي عليه الآن خاصة وأنها أصبحت تربي الأطفال على عشوائيات السلوك الذي قد يؤثر في تكوين شخصيته.

معرفة سطحية


تشاركنا ألوف بنت سليمان العلوية -رئيسة قسم التوعية وتعزيز النزاهة بجهاز الرقابة المالية والإدارية بالدولة رأيها قائلة: أرى أن وسائل التواصل الاجتماعي سبب في انتشار معلومات كثيرة بطريقة مباشرة ومختصرة كما أنها في الوقت نفسه سبب في انتشار المعلومات المغلوطة والسطحية، فالباحث عن المعرفة سيعد مواقع التواصل شرارة تجلب له موضوعات وعناوين للبحث والتعمق فيها، أما الشخص العادي فإنها قد تفيده في توسيع مداركه من حيث تنوع المعلومات التي يتعرض لها بغض النظر إن كانت صحيحة أو خاطئة ولكن المشكلة في ذلك أنه سوف يحصل على معلومة سطحية لا يتوسع لمعرفة تفاصيلها، فهي جعلت الأفراد يميلون إلى السرعة في الحصول على المعرفة ومنه فإنهم لا يأبهون بتفاصيلها.قبل مواقع التواصل كان من يريد أن يحصل على معلومة فإنه يبذل جهد في البحث عنها وبالتالي كنتيجة مباشرة التعمق فيها على عكس عصر التطور الرقمي والتواصل الاجتماعي فإن الفرد يتعرض للمعلومات بدون بحث أو جهد أو تعمق وبذلك اعتبر مواقع التواصل سبب في تسطيح المعرفة لمن يبحث عن معلومات سطحية.

رأي مختلف


وتقدم أماني بنت سليمان العبرية، -خريجة ماجستير الإعلام من الجامعة وجهة نظر مختلفة فتقول: هذا الأمر يعتمد على المستخدم والحسابات التي يتابعها. فوسائل التواصل الاجتماعي هي واحدة من مصادر الثقافة لو أراد المستخدم ذلك، ووسيلة ترفيه لو أراد المستخدم لها أن تكون وسيلة ترفيه؛ خلاصة القول أن المستخدم في ظل وجود كم هائل من المحتوى المختلف على هذه الشبكات هو من يحدد و يختار المحتوى الذي يتناسب مع توجهاته.
مضيفة في الصدد ذاته بأن المحتوى الثقافي والعلمي موجود بكثرة ومن مصادره الأساسية أو نقلا عنها، كحسابات الأطباء و المتخصصين والعلماء والأكاديميين و النخبة المثقفة على شبكات التواصل الاجتماعي، من هنا يمكن أن يزيد المستخدم من ثقافته و يوسع مداركه، وتقوم الحسابات الرسمية و الاخبارية بنقل الأخبار و المعلومات للمستخدمين و التي بدورها تساعد في زيادة المعرفة، أما حسابات الترفيه و التسلية فإنها لا تساهم في زيادة المعرفة ولا يمكن القول بأنها تساهم في تسطيح المعارف؛ لأنها ليست مصدر للمعرفة إنما للترفيه.

المصداقية


يقول حاتم بن سعيد المعمري- أمين مكتبة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية: إن وسائل التواصل الاجتماعي تعد من المصادر الجيدة للحصول على المعرفة بشرط أن يكون مصدرها رسميًا وأن تكون هذه المنصة ذات سمعة حسنة في تحري المصداقية وعدم تظليل المتابع، ولكي يحصل الباحثين والمهتمين على المعلومات القيمة فعليهم بمصادر المعلومات العلمية المختلفة، سواءً كانت بصورتها التقليدية أو الالكترونية، خاصةً الأبحاث العلمية المحكمة.

هل يجب تقييدها؟


يجيب عن هذا السؤال فيصل بن خليفة الفارسي- خريج العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة عن هذه الفكرة بقوله: تعد وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لتناول العديد من المواضيع المختلفة وذلك استنادا إلى الحريات الواسعة التي يتمتع بها مستخدمي هذه المنصات؛ مما يجعلها في المقابل أكثر عرضة لنشر الشائعات والأخبار الزائفة التي بطبيعة الحال تؤثر سلبا على الأفراد والمجتمعات. لذلك؛ ومع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعية المختلفة، أصبح تقييد نشر هذه الشائعات ضرورة قصوى، وهو الأمر الذي دفع بالحكومات إلى سن قوانين وتشريعات صارمة للحد من نشرها بين الأفراد. وتبقى الرقابة الذاتية والوعي المجتمعي من الأساسيات التي بدورها تساهم بشكل كبير في التصدي للشائعات وتقييد محتويات وسائل التواصل الاجتماعي.

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية