X638311283768843821

 



Banner-02

تجربة للسفر في التراث البحري

 

تعرف السياحة التراثية على أنها تجربة السفر إلى الأماكن والأنشطة التي تمثل أصالة قصص الناس من الماضي والحاضر والتي تشمل التاريخ والثقافة والموارد الطبيعية ويندرج التراث البحري الثقافي من ضمنها وفي دراسة مميزة عن توظيف التراث البحري الثقافي في السياحة العمانية: وهي دراسة استطلاعية وصفية للدكتور يعقوب بن سالم البوسعيدي، أستاذ مساعد بقسم السياحة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، مجموعة من التوصيات التي تساعد على تحسين التجربة السياحية للتراث البحري الثقافي العماني.

المكونات الرئيسة

يقول الدكتور يعقوب: من خلال الملاحظات الميدانية والمقابلات واستخدام المصادر الإلكترونية والأدبية تم التوصل إلى أن الاستثمار في المنتج البحري الثقافي العماني يعتبر أحد المكونات الرئيسة للهوية التسويقية والإستراتيجية السياحية العمانية 2014-2040. وهذا يتضح من خلال الاستثمار في بعض عناصر المنتج سواء أكان المغمور منه جزئيا أو كليا أو الذي يقع على الساحل كالمباني التاريخية.

وأشار أن تجربة السائح للتراث البحري الثقافي تأتي من خلال ثلاث طرق وهي: أولا من خلال تجربة سابقة نتجت بفعل الترويج السياحي الخارجي أو وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. وثانيا: من خلال التفاعل المباشر مع المنتج البحري الثقافي وسط بيئته عند زيارة المواقع ذات العلاقة كالموانئ وقرى الصيد البحرية، و ثالثا: من خلال التعرف على المنتج البحري الثقافي عند زيارة معرض أو متحف أو عرض لأحد الفنون البحرية.

استثمار التوصيات

وأوضح الدكتور يعقوب أنه لتحسين التجربة السياحية في التراث البحري يمكن الاستثمار في بعض التوصيات الدراسة التي قام بها و التي يمكن تطبيقها على مراحل حسب الأولوية وتوفر الدعم المالي والبشري والمعنوي ويأتي في مقدمتها المجتمع فهنالك حاجة إلى توعية أفراد المجتمع بفئاتهم المختلفة بواسطة التعليم النظامي أو غير النظامي (مثلا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والفعاليات). ويجب إشراك المجتمع المحلي وتمكينه للعمل كمستثمرين في سياحة التراث الثقافي عموما من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة مثلا في مجال الإرشاد السياحي أو شركات السفر والسياحة المتخصصة الأمر الذي يقلل من التضارب بين مصالح المجتمع والأطراف المعنية الأخرى.

أيضا تشجيع العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع مهم للمساهمة في حماية المواقع والمساهمة في عرض عناصرها للزوار كمرشدين أو مشاركين في الفعاليات، أيضا من ضمن التوصيات  العمل البحثي والتوثيقي، وكذلك التكامل بين الأطراف المعنية، وتطوير الخدمات السياحية وطرق عرض التراث البحري الثقافي حيث تعتمد سياحة مواقع التراث البحري الثقافي على توافر البنية السياحية وتوفير الخدمات اللازمة، إضافة إلى ابتكار وتحسين وسائل العرض للسياح سواء تلك التي تعتمد على العنصر البشري كالمرشد السياحي أم التقنيات والوسائط المصممة مثل الكتيبات والخرائط والإيضاحيات والنماذج المصغرة والديوراما. ولأهمية التراث البحري الثقافي في السلطنة وكونه مغناطيس جذب للسياح كما يلاحظ  في مواقع كالبليد وسمهرم ومصنع السفن في صور والمركز العلمي في رأس الحد وقلعة صحار ومسقط  فيجب أن يعطى مزيدا من الاهتمام من خلال التنمية السياحية في المواقع الساحلية.

عوامل الجذب

وقال الدكتور يعقوب إنه لابد من عرض التراث البحري بصورة تكاملية حيث تبرز علاقة المنتج الثقافي مع مكونات البيئة البحرية. مثلا العلاقة بين السلاحف وتوافر الموارد البحرية وبين المنتج الثقافي البحري كما في رأس الجنز ورأس الحمراء.  وأيضا عمل أدلة سياحية خاصة بمواقع التراث البحري الثقافي العماني مثل تلك التي تم تصميمها لهواة مراقبة الطيور أو زوار القلاع والحصون. إضافة إلى تصميم مواقع إلكترونية وفي وسائط التواصل الاجتماعي للتعريف بتراث عمان البحري الثقافي والترويج له، وإعطاء الفرصة للراغبين من السياح بالاطلاع على مواقع وعناصر الجذب السياحي والأنشطة السياحية المتاحة مع تحديث هذا المواقع باستمرار.

وأشار إلى أن ضرورة الاستثمار في علم الآثار التجريبي الذي يهتم بمحاولة تصور كيفية حدوث شيء أو طبيعة عمل الأشياء أو نمط الحياة لمجتمع معين في فترة معينة من خلال الأدلة الأثرية والدراسات التاريخية والأنثربولوجية. وتعد التجارب الحية وتمثيل الماضي من أكثر الأنشطة جذبا للسياح إذ إنها تجمع بين التسلية والتجربة مع الحصول على المعرفة.

كذلك ركز الدكتور يعقوب على الاهتمام بتصميم الوسائط بحسب سمات السياح مثل فئاتهم العمرية وخلفياتهم التعليمية والثقافية مع استخدام وسائل تستوجب التفاعل بين السائح والمنتج مع مراعاة بعض الشرائح كذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وطلبة المدارس. ويمكن هنا الاستعانة بالأدوات والأدلة التي طورتها مؤسسات مختصة مثل إيكروم التي أصدرت “دليل عملي لمعلمي المدارس في المنطقة العربية لتعريف الشباب بحماية وإدارة مواقع التراث والمدن التاريخية” .

أيضا إنشاء متحف حي مفتوح متكامل يعنى بنمط الحياة البحرية وبيئتها المحيطة على هيئة قرية صيادين أو سفينة عائمة أو موقع أثري متكامل على سبيل المثال.  ومزيد من الفعاليات الخاصة بالتراث البحري الثقافي على غرار مهرجان التمور وعمل مهرجان الصيد البحري ومنتجاته البحرية وفقا لمواسم الموارد البحرية.

وأضاف إثراء التجربة السياحية من خلال منح الفرصة للسائح بالتفاعل الحسي المباشر مع مفردات التراث البحري الثقافي مثل تجربة الغوص وكيفية صناعة السفن ومهنة الصيد والمأكولات. كذلك ابتكار بيئة صوتية مواءمة للبحارة والفنون وصوت السفن والأسواق واستنشاق المنتجات والبضائع ونحوها.  وابتكار مواد تعليمية وتثقيفية للغواصين والصيادين والعامة للتوعية بقيم التراث البحري. واختتم حديثة بأن من التوصيات المهمة أيضا الاستثمار في الخبرات والمعايير الدولية، وإدارة المخاطر والأمن السياحي للتراث البحري الثقافي، والتركيز على التراث غير المادي وأدب الرحلات، والاهتمام بجانب الهدايا التذكارية والمنتجات الحرفية، وأخيرا وضع إستراتيجية شاملة متكاملة.

 

About the Author