بمشاركة فِرق طلابية من 10 دول عربية، انطلقت المسابقة الإقليمية الثالثة للمحاكمة الصورية في مجال القانون الدولي الإنساني، التي تأتي بتنظيم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالشراكة مع اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني وجامعة السلطان قابوس ممثلةً في كلية الحقوق.
ألقى سعادة السفير حميد بن علي المعني-رئيس اللجنة العمانية للقانون الدولي الإنساني كلمة رحب فيها بالحضور وقال: ” هذه المسابقة تقام ولأول مرة في دول مجلس التعاون الخليجي تحديداً هنا في سلطنة عمان، وذلك لتعزيز الوعي حول القانون الدولي الإنساني وتنمية اهتمام الطلاب بالقانون الدولي الإنساني ومعرفة أحكامه” مضيفا في الصدد ذاته بأن هناك مجموعة من الأهداف المشتركة في العمل الإنساني والمعرفة بمفهوم القانون الدولي الإنساني وتوسيع النطاق الأكاديمي والبحث العلمي في مجال القانون الدولي الإنساني، وكذلك تطوير المهارات لدى الطلبة المشاركين ورفع قدراتهم المعرفية وإمكانياتهم على المرافعة الشفوية.
وأضاف سعادته قائلا: ” كما أن المشاركة في هذه المسابقة لها العديد من العوامل الإيجابية أبرزها: تنمية التفكير القانون السليم للمشاركين، وتطوير الكفاءات الأكاديمية والقدرة على ترجمة الأفكار القانونية إلى واقع عملي ملموس”.
وأكد بأن سلطنة عمان وحرصا منها على الوفاء بالتزاماتها الدولية الإنسانية أنشأت اللجنة العمانية للقانون الدولي الإنساني منذ عام ٢٠١٧م، وقد ساهمت اللجنة في نشر وترسيخ الوعي بمبادئ وأهداف وغايات القانون الدولي الإنساني على صعيد المؤسسات العلمية والمهنية والأفراد، وتبادل الخبرات مع الجهات العاملة في مجال القانون الدولي الإنساني من أجل تعزيز التعاون وضمان تنفيذ وتفعيل أحكامه. ولا شك أن العمل المشترك بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة العمانية للقانون الدولي الإنساني يحظى بدور مهم في نشر وتوعية المجتمع حول القانون الدولي الإنساني.
وأشار سعادته بأن العلاقة الوثيقة بين الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبين تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، والقواعد الخاصة بسلوك المتحاربين، وحظر بعض أساليب القتال.
وفي هذا الإطار أشار الدكتور صالح بن حمد البراشدي عميد كلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس بأن “المسابقة ترتكز على فكرة طرح وقائع افتراضية من خلالها يتم تصوّر حدوث نزاع مسلّح بين دولتين، ويتم خلاله انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني والمتمثِّلة -على سبيل المثال- في قيام إحدى الدول المعتدية في استهداف المدنيين أو استهداف الأعيان المدنية وكذلك التعامل بقسوة مع المرضى والجرحى في الميدان، حيث يتم تدريب الطلاب على الترافع بشكل شفوي أمام محكمة جنائية دولية صورية، من خلالها يستطيعون التدرّب على استيعاب المفاهيم الأساسية للقانون الدولي الإنساني، من خلال تمثيل أحد أطراف النزاع (الادعاء أو الدفاع)”.
وأشار الدكتور صالح البراشدي إلى أن: “الهدف الأساس من المسابقة هو تنمية اهتمام طلبة القانون بمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي والتعريف بدور اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجان الوطنية المعنية بالقانون الدولي الإنساني في النزاعات المسلّحة”.
كذلك ألقى الأستاذ أنس قنديل- رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سلطنة عمان كلمة وذكر بان اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترحب بكافة أشكال التعاون مع مختلف المؤسسات التعليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقية من أجل إدماج القانون الدولي الإنساني ونحن ممتنون بأننا ننظم هذه المسابقة اليوم في سلطنة عمان ونأمل أن تكون بداية لتعاون أكثر في المستقبل القريب.
الجدير بالذكر أن الفرق الطلابية المشاركة من الدول الآتية: سلطنة عُمان، وجمهورية مصر العربية، وسوريا، والعراق، وليبيا، وقطر، ولبنان، والجزائر، والأردن، والمغرب. وتستمر المنافسات بين الفرق الطلابية لمدة يومين.