X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

كيف تفاوض طلبة الجامعة في قضايا التغير المناخي؟

ظاهرة “تغير المناخ” تسببت بأضرار فادحة للإنسان ومخاطر بيئية شتى، فمع الثورة الصناعية التي شهدتها البشرية تم حرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، والتي أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون، وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتلك الغازات أدت إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وخلفت عواقب أثرت على عدة قضايا بما فيها الفقر، والتنمية الاقتصادية، والنمو السكاني، والتنمية المستدامة وإدارة الموارد.

في تجربة تفاعلية لطلبة جامعة السلطان قابوس تحاكي المفاوضات الدولية لمكافحة تغير المناخ نفذت جامعة السلطان قابوس ممثلة بمكتب التعاون الدولي، بالتعاون مع وفد الاتحاد الأوروبي، تجارب محاكاة للمفاوضات الدولية لمكافحة تغير المناخ لطلبة الجامعة، وتهدف هذه المحاكاة إلى زيادة الوعي بأهمية تعزيز الإجراءات المرتبطة بمكافحة تغير المناخ على مستوى العالم، ودعم وتمكين الشباب من خلال تجارب التعلم التفاعلية التي تشجع على تطوير مهاراتهم في أساليب التفاوض وتعددية الأطراف وبناء التحالفات.

في هذا الاستطلاع نتعرف على آراء طلبتنا عن التغير المناخي، وعن تجربتهم بخوض مفاوضات مباشرة لقضايا المناخ، والمهارات التي اكتسبوها، وما هو دورهم القادم في التغير فيما يخص قضايا المناخ.

نورالهدى الهطالية

•ماذا يعني لك التغير المناخي؟

تذكر يارا بنت زايد الجنيبية -طالبة بكلية العلوم الزراعية والبحرية، تخصص اقتصاد موارد طبيعية-: “أن التغير المناخي هو مصطلح عالمي يعني التغير في حالةالطقس على المدى الطويل؛ بسبب عوامل مختلفة، منها: الطبيعية ومنها البشرية، وأرى أنه أهم عامل مؤثر على استمرارية الحياة على كوكب الأرض؛ لذا فإنه يجب مراقبة التغيرات وإيجاد الحلول التي تحمي من التغيرات السلبية المرتبطة بهذا التغير”.

وتذكر نور الهدى بنت محمد الهطالية -طالبة ماجستير في كلية العلوم الزراعية والبحرية في تخصص اقتصاد الموارد الطبيعية-: “بالنسبة لي التغير المناخي هي ظاهرة احتباس الحرارة وغازات الاحتباس الحراري الضارة، مثل: ثاني أكسيد الكربون بداخل الأرض، وذلك ما يؤدي إلى ظهور تبعات أخرى، منها: ارتفاع درجات الحرارة، قلة هطول الأمطار والجفاف، وارتفاع منسوب البحر، وانصهار الجليد في القطبين”.

تقول حواء بنت مراد البلوشية -ماجستير جغرافيا كلية الآداب والعلوم الاجتماعية-: “تغير المناخ قضية عالمية شائكة، تتداخل فيها تصرفات الأفراد وسياسات الدول لخلق بيئة غير مرغوب فيها من ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة التلوث الهوائي، وتزايد ذوبان الجليد ما ينتج عنه ازدياد مستوى المياه، وبالتالي تآكل السواحل، ومالهذه الأمور من تأثير مباشر وغير مباشر على حياة الأفراد”.

ويشير سليمان بن يعقوب الهنائي -طالب من كلية التربية، تخصص أحياء-: “في الواقع، يعد التغير المناخي شيئًا كبيرًا يعني للجميع، وليس فقط لي شخصياً، ولكن ومع ذلك إلا أن الكثير منا لا يعرف عنه أي شيء، وبعضنا الأخر يعرف ولا يبالي، لذلك أنا شخص أهتم بالبيئة وأحب أن أعطي البيئة بقدر ما تعطيني”.

حواء البلوشية

•ماذا اكتسبتم من مشاركتكم في المحاكاة؟

سليمان: “اكتسبت مهارات عدة، منها: طريقة المفاوضات وتقديم التنازلات، وأن مهما كان وضعك ضعيفًا إلا أن مشاركتك لها أثر قوي جداً، كذلك تعرفت على ثقافات دول جديدة وتعاملت مع ناس جدد، وأدركت بعد المحاكاة، أنه من الصعب جداً حل مثل هذه المشكلات في وجود الكثير من الخلافات؛ لذلك علينا وضع كل خلافاتنا جانباً والوقوف مع البيئة. اكتسبنا أيضا مهارات الحوار البناء، ومهارات حل الخلافات، ومهارة التفاوض بذكاء، ومهارة الوصول إلى حل مرضي”.

يارا: “ما اكتسبته من المحاكاة يشمل عدة نواحي، أولها: العلمية؛ حيث زاد اطلاعي واهتمامي بمجال المناخ والبيئة من خلال المناقشة والبحث؛ أما على الصعيد الشخصي فهو شرف التمثيل والمشاركة وتعزيز المهارات، كالنقاش والتفاعل والاستماع العلمي البناء”.

نور الهدى: “من خلال مشاركتي في المحاكاة اكتسبت مهارة تحليل المعطيات لإيجاد الأوليات الخاصة بالدولة فيما يتعلق بالقضية، ويتبع ذلك بوضع النقاط والحدود للمفاوضات. إضافة إلى ذلك تعلمت مهارة المساومة والتضحية، وأن الهدف الأساسي ليس تحقيق المصالح الخاصة، وإنما الوصول لحل وسطي يرضي الجميع، وفي نفس الوقت يكون حل مجدي”.

حواء: “تعلمت المهارات اللازمة للدخول في المفاوضات، وتعلمت أنه من الضروري التحدث عن الحقوق، وعدم التنازل بسرعة عنها، والدخول في مناقشات مطولة للوصولإلى حل وسط يرضي الجميع”.

•ماهي القضايا الرئيسية التي تم مناقشتها ؟

يقول سليمان: “مشكلة التغيير المناخي بارتفاع معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون، ومساهمات الدول في حل هذه المشكلة، وكيفية الحد من الانبعاثات”. وتضيف يارا أنه تم مناقشة موقف كل دولة من المواد التالية: من المادة 1: المساهمات الوطنية. من المادة 2: الخسائر والأضرار. من المادة 3: التدابير التكنولوجية لمكافحة تغير المناخ. وتؤكد عليها نور الهدى: “القضية الرئيسية هي تقليل الملوثات والانبعاثات التي يطلق عليها غازات الاحتباس الحراري (مثل: ثاني أكسيد الكربون والميثان)، والتي تعدالمصدر الأساسي للمشكلة. وأيضا أن الدور الأكبر لتقليل تبعات وآثار هذه الظاهر يجب أن يكون من الدول التي تسهم في هذه الانبعاثات بشكل أكبر وهي الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند، والتي تشكل انبعاثاتها 50% من المجمل”. وتضيف حواء: “كيفية تأِثير الانبعاثات على العالم، والسياسات الاقتصادية المؤثرة على تزايد الانبعاثات، وتمسك الدول بحق المساعدات الدولية، وأهمية الأبحاث العلمية في هذا المجال”.

سليمان الهنائي

•ما مدى تأثر سلطنة عمان بالتغير المناخي؟

تقول نور الهدى: “تعد سلطنة عمان في المرتبة 49 في ترتيب الدول بالنسبة لمجموع الانبعاثات لغازات الاحتباس الحراري، ولكن تصنف من ضمن أول 10 دول في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للفرد بالإضافة إلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي. ويمكن ملاحظة تأثير سلطنة عمان من خلال درجات الحرارة العالية في فصل الصيف، ومن المتوقع تأثر الحياة البحرية على المدى الطويل”. ويذكر سليمان: “في الوضع الحالي قد يكون تأثيرها طفيف، ولكن نحن نعلم أن هذه مشكلة بيئية عامة؛ لذلك نحن نريد أن نكون مستعدين ومتأهبين لكل ما سيحدث لاحقاً،وكما يقال الوقاية خير من العلاج”. وتضيف يارا: “كون سلطنة عمان جزء من عالم متصل، وكون التغير المناخي عابرا للقارات، فلابد أنه طالها تأثر من خلال التغير في درجات الحرارة والجفاف، وتعرض سلطنة عمان لأعاصير متعددة خلال السنوات الماضية خير دليل على ذلك”.  وتؤكد حواء: “تأثرت سلطنة عمان بشكل واضح، حيث أصبحت تتعرض للعديد من الأعاصير، إضافة إلى بداية تآكل السواحل في بعض المحافظات، كما أصبحت درجات الحرارة بتزايد ملحوظ تزامنا مع التصحر فيها”.

•ماذا يجب أن تفعل لخدمة قضايا تغير المناخ ؟

يقول سليمان مساهمتنا تكمن في: “التوعية وإدراك حجم الضرر من التصرفات الإنسانية”. وترى يارا أن المساهمة تكمن من خلال الدراسات والأبحاث وعقد المحاضرات والتوعية في هذا المجال. وتقول نور الهدى: “بالنسبة لي أول ما يمكن أن أسهم به هو نشر الوعي والثقافة في البيئة المحيطة بي سواء في المنزل أو في الجامعة، وأيضا تغيير سلوكياتي الفردية التي تؤثر على البيئة سلباً. بالإضافة إلى ذلك، بإمكاني كطالبة ماجستير في تخصص اقتصاد الموارد الطبيعية أن أقوم بعمل بحثي لدراسة الأسباب الاقتصادية التي قد تكون سبب في تفاقم هذه المشكلة، وتأثيرها؛ ونتيجة لذلك قد تكون نتائج هذا البحث أداة فعالة للحكومة وصناع القرار فيما يتعلق بمشكلةالتغير المناخي”. أما حواء فتؤكد أن محاولة توعية المحيطين بهذه القضية، وكيف أن التصرفات الفردية والسلوك اليومي له دور بارز في التأثير سلبا أو إيجابا.

 

About the Author