X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

لها أمد وللأمد انقضاء

 

 

خلف كل خريج من جامعة السلطان قابوس حكاية تحكى، لأشخاص وجدوا أنفسهم بين خفايا الدراسة ليصنعوا لهم اسمًا مختلفًا، فمن هم؟ وكيف بدأوا مشوار دراستهم؟ ما الذي اكتشفوه خلال مسيرتهم الدراسية؟ وما الذي صنعوه؟ في يوم حفل التخرج وبين لحظات الفرح التي تعتري الخريجين، ومشاعر الفخر بأنفسهم بين أهلهم وأصدقائهم، سلطنا الضوء على نماذج منهم، ليحكوا لنا الكثير في هذا الاستطلاع.

استمع لهم: سعيد العزري

رسم مع الأرقام!

مَعين بنت درع الهدابية -خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بتخصص المحاسبة-، والتي أبدعت في ميادين شتى حتى خرجت محاسبة متميزة، وفنانة تشكيلية مبدعة، تحدثنا عن تجربتها قائلة: “قد كنت أستغل أوقات فراغي لتنمية مهاراتي الفنية، أجلس في أروقة الجامعة وحدائقها؛ لأتأمل وأستلهم من بنات فكري خيالات لأرسم، لم تكن بدايتي بتلك الأدوات الاحترافية؛ حيث أنها ليست شرطًا لأن يتعلم المرء وينمي مهاراته وقدراته، بل يمكن أن يرفع من نفسه بما يتيسر لديه من إمكانيات، أن تنمي مهاراتك وتتبع شغفك وحلمك هو السر في كل شيء. بدأت ببساطة وكنت أسعى خلف كل شيء يسمح لي أن أتعلم شيئًا جديدًا في عالم الفنون التشكيلية، وخاصة رسم الوجوه، حتى في دراستي وعندما أذاكر مقرراتي أجدني ألخص المحتوى بطرق مرئية تساعدني على ربط الأفكار ببعضها، تجربة الجامعة المليئة بالشدة والرخاء والصعوبة والراحة كانت كفيلة بأن تدفعني للتميز، شغف المحاسبة وحلم الطفولة وحب الأرقام والذوق الفني الذي كبر وتنامى معي كان السبب في أن أقاسي الصعوبات جميعها وأستمر رغم كل شيء، حتى حزت تقديرات رفعتني لأكون في قائمة العميد. أقسم وقتي بين الدراسة ومواهبي وبين التزاماتي، وأحدد ما يجب علي فعله مطلع كل يوم، ولعل أكبر التحديات التي واجهتني كانت فترة الجائحة، والتي تعلمت منها أهمية البحث لتنمية معارفي بشكل كبير؛ وذلك بسبب مشاكل المحاضرات الافتراضية، حيث كنت أدخل في دورات تدريبية وأعمل في ميدان تخصصي، بل وأنني استفدت من دراستي بكلية الاقتصاد لبدء مشروع بسيط في جانب الفنون التشكيلية. وكان لمشاركتي بالجماعات الطلابية ما يسمح لأن أخرج بهذه المهارات لنتشارك وزملائي بالجامعة المعارف والمهارات وتنمية قدراتنا، واليوم أضحى حصاد سنين الجهد المميز والحمد لله”.

 

 

بذكاء بل أولويات

الهنوف بنت سيف الفارسية -خريجة من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية تخصص الإعلام الإذاعة والتلفزيون- تشاركنا تجربتها الاستثنائية فتقول: “بين الرفوف وفي 90 ثانية استلهمتها وأنا بين أروقة الجامعة، الأولى على الدفعة والطالبة المحوّلة من العلوم، وتجارب كثيرة في ذلك الصرح، بل أنها أجمل المراحل الحياتية. لقد بدأت مسيرتي الجامعية في كلية العلوم، وكنت أجد شغفًا وميولًا نحو الإعلام، فتقدمت بطلب التحويل لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية؛ لأحصل على الموافقة وأنا في سنتي الدراسية الثانية لأبدأ رحلة جديدة، رسمت فيها الأولويات واكتشفت مهاراتي، بل إنني أقول أن التميز لا يأتي من دون اكتشاف الإنسان لمهاراته وقدراته وهذا ما كان، وبعدها تعلمت أن المرحلة الجامعية لها أولويات تختلف عن المراحل السابقة، فقمت بتصنيفها على أن تكون الدراسة ثم التدريب الخارجي وتطوير المهارات وبعد ذلك باقي الأشياء، وهذا الأمر الذي رفعني لأكون الأولى على الدفعة، وليست الخلطة عجيبة، بل يجب أن يلتزم فيها الإنسان ويحدد ماذا يريد وإلى أين يطمح أن يصل. لم تكن الحياة الجامعية تلك الحياة الوردية التي نتخيلها، بل كانت القسوة التي نتحملها شغفًا وحبًا لما نفعل، بل إنني أرى أن أهم ما يجب على الطالب القيام به هو تسخير الأشياء لتكون مثل قدراته، وأن يجد لكل شيء حلًا بالإطار الذي يعيش فيه؛ ليمحو خط المستحيل، والحمد لله على إتمام تلك السنين الجهيدة الرائعة، وشكرًا لمن كان خلفي وأسندني وأولهم عائلتي”.

 

 

 

بين إبداع الأنشطة والتميز

ولخريج الحقوق أفلح بن خلفان الغيثي تجربة يحدثنا عنها فيقول: “البيئة الجامعية بيئة خصبة لاكتساب المهارات وتطويرها، ومن حسن الحظ أنني أدركت ذلك منذ الفصل الأول لي فالجامعة؛ ومنها انطلقت مسيرتي في مجال الأنشطة الطلابية كعضو في جماعة الوعي القانوني، ونائب رئيس لذات الجماعة، وانهيت مسيرتي كرئيس لجماعة الوعي القانوني عام2021م، خلال تلك السنوات الأربع قمنا بالعديد من المسابقات القانونية على صعيد كلية الحقوق والجامعة كمسابقة إبانة، التي لم تقتصر على المحيط الجامعي بل امتدت للمجتمع الخارجي كذلك. علاوة على ذلك نظمنا العديد من البرامج التوعوية كبرنامج مكيال، وبرنامج إنماء، وبرنامج متهم-20، والعديد من الفقرات القانونية التي استهدفت المجتمع كَكُل؛ كفقرة المحامي والواقع، وفقرة معجم القانون، والحديث عن مختلف القوانين العمانية والعالمية كذلك. لم تشكل الأنشطة الطلابية عائقًا في تحصيلي العلمي، فقد قُيدت بمتربة الشرف بلائحة عميد كلية الحقوق في العام الدراسي 2020\2021م. وخلال فترة دراستي انضممت لجماعة صوت المجتمع، وقمنا بتقديم العديد من الورش التنموية في شتى مجالات الحياة، الأمر الذي أكسبني القدرة على فهم الذوات والتعامل معها. ولعل من أبرز الإنجازات التي أفاخر بها أنني توليت أول وظيفة لي وأنا لا أزال على مقاعد الدراسة في أحد مكاتب المحاماة الواعدة، الأمر الذي شكل تحديًا في تلك الفترة، ولكنه كان بمثابة البوابة للواقع العملي والمهني، مما شكل فارقًا كبيرًا في معرفتي القانونية”.

 

 

 

مشروع التخرج فرصة لتوليد الإبداع

خالد بن محمد الشيزاوي -خريج جامعة السلطان قابوس، كلية التربية، تخصص التربية الفنية-، يقول: “سنوات جميلة تلك التي قضيتها بين ردهات الجامعة، من وقت العمل والجد والاجتهاد إلى الأوقات العصيبة، وبين الأنُس والفرح والمعارف المكتسبة. كانت تجربةً دراسية جميلة بين تحديات ومحاولات ونهوض بعد السقوط، بين المقررات العملية والمقررات النظرية وكيفية التوفيق بينها في مسار واحد يجعلني أجتاز المقررات بنجاح. تميزي الأكاديمي لم يكن بالأمر السهل؛ فقد كانت هناك عقبات واجهتها ولم استسلم أمامها، فوضعت هدفي أن أتمكن من الوصول إلى المعدل المطلوب، ووصلت بحمد الله وتوفيقه إلى أقرب نقطة من هدفي. في سنتي الدراسية الأخيرة، وفي مشروع التخرج، قررت أن أتوجه إلى مجال التصميم الجرافيكي، وبصفة دقيقه اخترت التصميم ثلاثي الأبعاد كمجال لمشروع التخرج، وعلى الرغم من أنه لم تكن لدي معرفة مسبقة أو خلفية عملية في كيفية عمل برامج التصميم ثلاثي الأبعاد إلا أنني اجتهدت في التعلم الذاتي وتوصلت إلى النتيجة المرجوة من المشروع وحصلت على تقدير الامتياز بحمد الله وتوفيقه، وهذا ما شجعني على الاستمرار بالتعلم والممارسة في هذا المجال؛ حيث أنه وبعد ستة أشهر من العمل المتواصل والتدريبات في برنامج التصميم تمكنت من تحويل هذه الخبرة التي اكتسبتها إلى مصدر دخل لي، ومع التطور استطعت أن أفتح حسابًا خاصًا لهذا العمل التجاري. إذن بإمكاننا أن نقول أن لمشروع التخرج، أو الدراسة بشكل عام، دور كبير في إخراج طاقات شبابية تستطيع أن تكون نفسها بنفسها بعيدا عن الوظائف الرسمية، فكلنا نمتلك مواهب مختلفة بإمكاننا تسخيرها في العديد من جوانب الحياة.

ومن أجمل المواقف التي مرت عليَ خلال فترة دراستي في الجامعة، هي قيامي بتجهيز ملف الإنجاز الشامل، والذي يحتوي على جميع ما قمت به من السنة الدراسية الأولى وحتى آخر الأيام الدراسية في الجامعة، فكانت اللحظات التي أقوم بالكتابة فيها وتوثيق جميع اللحظات في مكان واحد، كان شعورًا جميلًا ومختلفًا وله أحاسيسه الخاصة، وكأنك تقوم بتوثيق لحظاتك الأخيرة في هذا الصرح العظيم.

ومن الأعمال المميزة التي قمت بها عملي في مشروع التخرج الذي يتحدث عن توعية المجتمع بمشكلة الأليكسيثيميا عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد بصورة ابتكارية فنية، وهذه المشكلة هي عبارة عن عدم قدرة الشخص على إظهار مشاعره أو كبته لهذه المشاعر”.

 

 

أما شذى بنت عبدالله الدرمكية -خريجة من كلية التربية، تخصص الكيمياء- فتقول في تجربتها: “بداية رحلتي مثل بعض الطلبة كمرحلة انتقالية جديدة تشعر من خلالها بالضياع والخوف والرغبة في العودة للمرحلة السابقة – المدرسة-، فتجربتي الدراسية مررت فيها بالكثير من الصعود والنزول سواء على المستوى النفسي أو الدراسي من ضغوطات الاختبارات وكثرة المواد الدراسية والتراكمات النفسية، وبالرغم من ذلك في كل مرة أشعر أنني في المكان المناسب. فبتوفيق من الله ثم دعوات أهلي ودعمهم لي واجتهادي استطعت التغلب على العقبات والحصول على الدرجات التي أطمح لها والتميّز أكاديميًا في كليتي، حيث تم تكريمي ولله الحمد في كل سنة على مستوى الجامعة وفي داخل الكلية بتقديري امتياز وشرف.

جعلتني الجامعة أكتشف حبي للتصوير، فقد بدأته في سنتي الأولى ٢٠١٧، وكانت أول صور ألتقطها في الصرح الجامعي، والذي من خلاله استطعت التطور شيئا فشيئا، فقد شاركت في معرض إزكي للفنون البصرية (الفني)، واتجهت للتصوير التجاري كتصوير الخريجات والمنتجات، وتوثيق الفعاليات والمناشط مختلفة.

شخصية شذى قبل خمس سنوات مختلفة عما هي عليه اليوم، ففي كل لحظة تعلمت منها شيئا جديدًا والذي بدوره صقل من شخصيتي، واكتسبت العديد من المهارات التي لازمتني في مسيرتي العلمية والعملية كالتواصل الفعال، القيادة، المرونة، التصميم والتصوير الضوئي، كما شاركت في العديد من المجموعات، وأهمها مجموعة الكيمياء، فقد تدرجت منذ بداية مسيرتي الجامعية من عضو لنائب رئيس اللجنة الإعلامية وأنهيتها برئيسة للجنة الإعلامية، فالسنة الخامسة زادت مهاراتي كون أن الرئاسة تحتاج لمرونة وقيادة وتنظيم فاستطعت من خلالها تطوير نفسي في التصميم والتصوير أثناء العمل في الفعاليات والتعمق في إدارة منصات التواصل الاجتماعي، كما شاركت في شركتين في إنجاز عمان فكان دوري في كلا الشركتين في الجانب الإعلامي من تصميم وتصوير وإدارة مواقع التواصل الاجتماعي للشركة والمشاركة في تصميم الملف، فجميع هذه المشاركات جعلتني أستطيع تنظيم وقتي وتجزئته في العمل لها وعدم اهمال دراستي.

 

 

إنجازات خارجية

مروان بن نبيل اليعقوبي، خريج كلية التربية بتخصص التربية البدنية وعلوم الرياضة في أيام الدراسة من الطبيعي أن نشعر بالتعب أحيانا وأن هنالك عقبات يجب اجتيازها، فالحل الأنسب لي كان من خلال المشاركة في الأنشطة الطلابية والخارجية التي كان لها الدور الكبير والبارز في استكشاف نفسي وتطويري خلال الخمسة سنوات في مرحلة دراستي لأن الأنشطة الطلابية سواء كانت داخلية أم خارجية فهي تشكل بوابة التنمية التي تمكن الكثير من الطلاب من ممارسة مختلف الهوايات وأهمها استكشاف الذات وتطوير الشخص من الناحية الدراسية والعملية في الحياة الجامعية.

بدايتي في المشاركة في مجموعة الرياضة والمجتمع سنة 2017 كعضو كانت بالنسبة لي المنطلق نحو تحقيق الإنجازات فهي كانت بالنسبة لي نقطة التحول والشعلة نحو التقدم في الحياة العلمية والمعملية في نفس الوقت والحمد لله أختتم سنوات دراستي وأنا رئيس هذه المجموعة الطلابية العريقة وقد تم تكريمي من ضمن الطلاب المجيدين أكاديمياً والأنشطة الطلابية لعام 2022.

دائماً هنالك عبارة أرددها داخلي وهي: كن أنت الشعلة والبداية لنفسك لأن الأشياء الجميلة في هذه الحياة تحتاج منا سعي واجتهاد. بالنسبة لي يوم التخرج هو يوم للانطلاقة نحو الأفضل، وعلى كل طالب وصل الى هذا اليوم أن يفتخر بنفسه كثيراً وأن يسعى لأن يكون الأفضل في حياته القادمة، وأن لا يكون مجرد خريج عادي أحرز درجة علمية، بل يجب أن يترك بصمة واضحة في جميع مجالات حياته وأن يتفوق بها علمياً ومعرفياً وعملياً.

 

 

About the Author