احتفلت جامعة السلطان قابوس مساء اليوم الأحد بتخريج 1691 طالبًا وطالبة من الدفعة الثالثة والثلاثين من الكليات الإنسانية: الحقوق،التربية،الاقتصاد والعلوم السياسية،وكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، ورعى الحفل معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين -وزير العمل-، بالمسرح المفتوح بالجامعة .

نحتفلُ بإنجازِكم الذي هو نِتَاجُ جدِّكم واجتهادِكم واكتسابِكم المهاراتِ

استهل الحفل بكلمة رئاسة الجامعة ألقاها صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد -رئيس الجامعة- قال فيها : “نرحبُ بكم في هذا اليومِ من أيامِ نوفمبرَ المجيد، الذي أصبح شاهدًا على الاحتفاءِ بالمنجزاتِ في وطنِنا الغالي، وفي مُدَرَّجاتِ المسرحِ المفتوحِ لجامعةِ السلطانِ قابوس، الذي أصبحَ منذ الأيامِ الأولى لافتتاحِ الجامعةِ -على يدِ جلالةِ السلطانِ قابوسَ بنِ سعيد بن تيمور، طيَّب اللهُ ثراه- منطلقا تُتَوَّجُ فيه مُخْرجاتُها نحو مراحلَ جديدةٍ في بناءِ عمانَ الحاضرِ والمستقبل؛ وفاءً للعهدِ منذ إعلان إنشائها الذي تزامن كذلك مع نوفمبر المجيد.
وها نحن اليومَ نقفُ مجددينَ ذلك النهجَ بتخريجِ هذه الدُّفعةِ من كلياتِ العلومِ الإنسانيةِ في الجامعة.
نقفُ حيث ابتدأوا أيامَهم الجامعيةَ الأولى، التي كانت يومها مرحلةً جديدةً في حياتِهم، ونقفُ معهم اليومَ تتويجا لتلك المرحلة، وابتداءً لمرحلةٍ جديدة يحققون فيها آمالَهم وطموحاتِهم، ويُسْعِدونَ آباءَهم وأمهاتِهم، مُنْضَمِّينَ إلى من سبَقهم من مُخْرجاتِ هذا الصرحِ العلمي، الذين يشاركنا بعضُهم اليومَ هذا الحفل، بأدوارٍ مختلفة؛ فما أشبهَ اليومَ بالأمس، وما أسرعَ الأيامَ والسنوات.

إن جامعةَ السلطانِ قابوسَ وهي تحتفي بتخريجِ هذه الكوكبةِ من أبنائها وبإنجازاتهم؛ فإنها تحتفي كذلك بمن كان وراءَ هذا الإنجاز، وإعدادِهم الإعدادَ الأمثلَ للوصولِ إلى هذا اليوم، من أعضاءِ الهيئاتِ الأكاديميةِ والفنيةِ والإداريةِ في الجامعة؛ فلهم منا جزيلُ الشكرِ والعرفان على جهودِهم التي بذلوها. ولا يفوتُنا هنا أن نتقدم بالتهنئةِ والشكر إلى أولياءِ أمور الخريجين والخريجات الذين كان لهم الدورُ الأبرزُ في وصولِهم إلى الجامعة وجلوسِهم اليوم على مقاعدِ التخرج.

ونحن نحتفلُ اليومَ بإنجازِكم الذي هو نِتَاجُ جِدِّكم واجتهادِكم واكتسابِكم مختلفَ المهاراتِ في السنوات الماضية، التي ستكون بلا شك خيرَ داعمٍ لكم للوصولِ إلى ما تصبون إليهِ في حياتِكم المهنية والعملية؛ فإننا على يقينٍ من أنكم ستكونون عند حُسنِ الظن بكم ومحلَّ فخرٍ مِثْلَ من سبقكم من مُخرجَات جامعةِ السلطان قابوس الذين أصبحوا اليومَ يتبوأونَ مختلفَ المناصبِ القياديةِ في بلدِنا الغالي سلطنةِ عمان، في شتى القطاعات والمجالات؛ فلا تنسوْا بارك الله فيكم أن ما وصلتم إليه كان من ورائه أناسٌ مُخْلِصونَ في أداءِ واجباتِهم وتهيئةِ البيئةِ المناسبةِ لكم للنجاحِ داخلَ الجامعةِ وخارجَها.

وأنتم تدخلونَ الحياةَ العملية، وتأخذونَ أدوارَكم الطبيعية في أداءِ واجباتِكم ومهامِّكم؛ خدمةً لوطنِكم ومجتمعِكم، وإسهامًا في بناءِ حاضرِكم وصناعةِ مستقبلِكم ومستقبلِ أبنائكم؛ فإن عليكم القيامَ بتلك المهامِ على أكملِ وجه، كلٌّ بِحَسْبِ مسؤوليتِه وخِبرته، وأن تكونوا إيجابيين مبادرين، سبَّاقين إلى كل جديدٍ نافع، تُسْهِمونَ بما لديكم من معارفَ وخبراتٍ في النهضةِ المتجددةِ لوطنِنا الحبيبِ الذي يقودُ مسيرتَه باقتدارٍ وحكمةٍ مولانا جلالةُ السلطانِ هيثمَ بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-“.

 نفخرُ بها ونفاخرُ بمن يتخرجونَ بها

ثم تم تسليم الشهادات لخريجي الدراسات العليا، وألقت الخريجة الشيماء بنت خميس العبرية -من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية-، كلمة الخريجين، وقالت فيها: “إنهُ لشرفٌ عظيمٌ أن يجمعَنا هذا الحفلُ البهيج، نحن خريجي الدُّفعةِ الثالثةِ والثلاثين من الكلياتِ الإنسانية، وآيات الفرح ترتسم على وجوهنا، وبريق البهجة يضيءُ نفوسنا لتنطلقَ من لحظةِ التخرجِ هذه إلى الحياةِ ومسؤولياتِها، مستذكرينَ سنواتٍ مضتْ من التعبِ والاجتهاد، تفانَينا فيها بقلوبٍ ملؤُها الأملُ والشغفُ متمثلينَ قولَ الشاعر:

لا يمتطي المجدَ من لمْ يَركبِ الخَطرا ولا ينالُ العُلا من قَدمَ الحَذرا
ومن أرادَ العُلا عفوا بلا تعبٍ قضى ولم يقضِ من إدراكِها وطرا

وها قد حلتْ لحظةُ الحصاد التي طالما انتظرناها ، بعدَ أن عِشنا أياما مشرقةً في هذا الصرحِ المضيءِ بعلمهِ ومكانته، جامعةِ السلطانِ قابوس طيبَ اللهُ ثراه، الذي قال يوما نريد لهذه الجامعة أن تكون جامعة متميزة نفخرُ بها ونفاخرُ بمن يتخرجونَ بها، فأحسنَ اللهُ إليهِ وجزاهُ ثوابَ الأصفياء، ونجددُ عهدَنا وولاءَنا لسلطانِنا وريثِ المجدِ ومجددِ العهد، جلالةِ السلطانِ هيثم بن طارق المعظم – حفظهُ اللهُ ورعاه – لنكونَ خيرَ سندٍ لهُ في مسيرةِ نهضةِ عمانَ المتجددة، مستنيرينَ بقيادتِه الحكيمةِ وبنهجهِ السامي وحكمتهِ المستنيرة.
ولنردَّ في هذا اليومِ النوفمبريِّ البهيِّ فضلَ من كان لهمُ الفضلُ، أولئك الذين مهدوا الطريقَ لنكونَ اليومَ هنا، متوشحين بالسعادةِ والأملِ، فإلى جامعتِنا الغراءِ، ولإدارتِها وأساتذتِها والعاملين فيها كافةً، كلُّ الشكرِ والامتنانِ على ما قدموه في سنوات دراستنا، ولما بذلوه من نصحٍ وإرشادٍ وتوجيهٍ.
ولا ننسى أُسَرنا وذوينا الذين صبروا علينا سنين طويلة، وبذلوا الغاليَ والنفيسَ لكي نصلَ إلى ما وصلنا إليه من إنجازٍ نُطَرِزُه اليومّ نجوما على صدورنا، نفخرُ بها ما حيينا، فجزاهمُ اللهُ عنا خيرَ الجزاء.

إن فرحةَ التتويجِ بشهادةِ التخرجِ فرحةٌ ما بعدَها فرحةٌ لنا ولأهلِنا ولأساتذتِنا ولوطنِنا، لم نصلْ إليها إلا بعد عناءٍ ومذاكرةٍ واجتهادٍ ونشاطٍ دائم، تعبٌ ومشقةٌ ولكنهما ممزوجانِ بالمتعةِ والسعادةِ لأنهما من أجلِنا ومن أجلِ بلدِنا الغاليةِ عمان، لنردَّ لها جميلَ العطاءِ لما جنيناهُ من ثمارِ العلوم والخبراتِ والتجاربِ والمهارات، التي صقلتْنا وأَعدَّتْنا لنكونَ قادرين على المشاركةِ بفاعليةٍ في خدمةِ الوطن ومسيرته الظافرة لبناء عمان المستقبل، فهنيئا لنا يومُ تخرجِنا، يومُ الحصادِ وقطفِ الثمار. وعهدا علينا إلى ذٌرى المعالي سائرون، وفي نهضةِ عمانَ مجددون، ولأهدافِ رؤيتِها محققون”.

 

عناقات المجد 

ثم تم تسليم الشهادات لخريجي البكالوريوس من كلية الحقوق وكلية التربية،عقبها ألقى الخريج محمد بن سلام الهشامي من – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- قصيدة شعرية بعنوان :عناقات المجد

قم عانق المجد فـــي هـــام السمـــاواتِ وطاول البدر يا عالــــــي المقاماتِ

يا طالب العلــــم ها قد نلت منزلـــــــــة فالعلم بالعزم يسمـــــــو والكراماتِ

‏لقـــــد زرعتَ فحانت لحظـــةٌ زرعت بهــــــا يـــداك بإخــلاصٍ ونيـــات ِ

فاقطف ثمـــــــار سنين العمر يانعــــة وذق رضــــــــــاب لياليك اللذيذاتِ

بذلت للعلــــــــم نفسًا وارتقيت بهــــــــا واجتزت عزما بهــا كل الصعوباتِ

فكـــــــم سهرت وكـــــم كابدتَ من قلق وكــــم شرِبت مراراتِ المعانـــــاةِ

وهـــا هنــا اليوم بعد الصبر في شرفٍ تقف شموخًــــا فخـــورا بالعطاءاتِ

شكـــرا من القلب يا صرحًـــا تعهّــــَدَنا علمـــــا أصيـــــلا وتمكينًا بخبراتِ

تبقـــــى لجامعة السلطـــان سطوتهـــــا تفردًا فـــــــي المعالـــي والدراساتِ

فخامــــــة الاسم تعلـــــوا كـــــل مرتبةٍ وفـــــاق رونقه كــــل الفخامـــــاتِ

شكرا لمن قد أضاءوا دربنـــــــا ثقـــــةً كانـــــوا لنــــا سندًا منــــذ البداياتِ

واختتم الحفل بتسليم الشهادات لخريجي البكالوريوس من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،وكلية الآداب والعلوم الاجتماعية.