تم إطلاق البرنامج الوطني التدريبي الأول “تنمية الطفولة المبكرة” تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى
آل سعيد- رئيس جامعة السلطان قابوس، مساء أمس الاثنين الموافق 24 أكتوبر الجاري، وذلك بحضور معالي الدكتور هلال بن
علي السبتي-وزير الصحة وسعادة جان جبور ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان.
يأتي هذا البرنامج ضمن إطار التعاون المشترك بين الجامعة ممثلة في فريق الطب التطوري في مستشفى جامعة السلطان قابوس
مع مكتب منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان.

وفي حفل الافتتاح ألقى سعادة الدكتور جان جبور كلمة ذكر فيها بأنه لا يصل أكثر من 250 مليون طفل إلى التطور المتوقع
حسب مرحلتهم العمرية في السنوات الخمس الأولى لأنهم يعيشون في فقر، ويعانون من تدنس مستوى الخدمات الصحية والغذائية،
وسوء الرعاية النفسية والاجتماعية، وذلك بحسب ما ورد في تقرير منظمة الصحة العالمية حول إطار الرعاية التنموية.
وأضاف سعادته بأن المدة من بداية الحمل إلى سن ثلاث سنوات، هي أكثر مدة يكون فيها الأطفال عرضة للتأثيرات البيئية،
وهي الأكثر أهمية في مرحلة تطور الطفل، إذ يتم خلالها تشكيل 80% من دماغ الطفل، مما يتطلب عناية خاصة من خلال بناء
بيئة آمنة وداعمة مع توفير التغذية المناسبة والتحفيز من الوالدين أو مقدمي الرعاية، مؤكدا على أهمية الاستثمار في
برامج الطفولة المبكرة.
كما أشاد سعادته بجهود السلطنة في مجال خدمات الرعاية الصحية واستثمارها للكثير من الإمكانيات في تطوير البرامج
الموجهة لصحة الأم والطفل.

وقالت الدكتورة وطفة بنت سعيد المعمرية – رئيسة وحدة الطب التطوري وطبيب استشاري أول بقسم صحة الطفل بمستشفى جامعة
السلطان قابوس: “يقصد بالرعاية المبكرة للأطفال تهيئة الظروف من خلال السياسات العامة والبرامج والخدمات. وإطار هذا
البرنامج مصمم ليكون خارطة طريق للتدابير اللازمة اتخاذها، والتي تساعد على تكاتف الأهل ومن يتولون تقديم الرعاية
والحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والأمم المتحدة والقطاع الخاص على أن يبدأ كل مولود حياته
الأولى على النحو الأمثل. ويحدد الإطار العام للبرنامج الدور المهم الذي ينبغي لجميع القطاعات، بما فيها القطاع
الصحي، أن تؤديه لدعم نمو الأطفال من أجل تطورهم الأمثل واستفادتهم القصوى من التعليم قبل المدرسي. ويؤدي ذلك إلى
إحداث أثر على المدى الطويل في زيادة فرص الدخل للأفراد في المجتمع من خلال اكسابهم للمهارات التطورية في وقت
مبكر”.
وأضافت الدكتورة وطفة المعمرية على الصعيد ذاته بأن أهمية هذا البرنامج تنبثق من الأبحاث العلمية التي أثبتت العوائد
الاقتصادية على المجتمع جراء الاستثمار في مثل هذه البرامج. إذ اثبتت الدراسات الاقتصادية أن عوائد المجتمع على كل
دولار مستثمر في تعزيز تنمية الطفولة المبكرة من خلال الرعاية المبكرة قد تصل إلى 13 دولار في المقابل يكون التأثير
الأكبر للنتائج يترجم على المدى الطويل في فرص التوظيف والحد من الجريمة. ”
وقد بدأ البرنامج في فندق أفاني بمسقط بمشاركة 23 مشاركا من مختلف محافظات السلطنة وولاياتها ومن وزارة الصحة،
ووزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية، ويستمر حتى السابع والعشرين من أكتوبر الجاري.
الجدير بالذكر ان أن جامعة السلطان قابوس تسعى إلى القيام بدور ريادي في مجالي التعليم وخدمة المجتمع في البلاد حيث
أن الفوائد المرجوة من هذا البرنامج ستنعكس على رفع كفاءة الأطباء والعاملين في القطاع الصحي ورعاية الطفولة بشكل
عام في سلطنة عمان وبالتالي إيجاد بيئة محفزة في المجتمع تنعكس على النشء الجديد. ويتأتى ذلك من توجهات الجامعة
المواكبة لرؤية عُمان 2040 للتأسيس لمجتمع عماني متمكن، إنسانه مبدع، ينعم بحياة كريمة ورفاه مستدام، عماده رعاية
صحية رائدة وتعليم شامل يضمن منظومة تعلم مدى الحياة لينمي مهارات المستقبل، ويسهم في تعزيز البحث العلمي وبناء
النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي للجميع.