بدأت فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الخامس لقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالجامعة، تحت عنوان “اللغة والأدب في عمان خلال خمسين عامًا (1970_2020)”، بمشاركة 37 ورقة عمل للمشاركين من داخل سلطنة عمان وخارجها، بالإضافة إلى 4 أوراق عمل مشتركة.
وخلال افتتاح المؤتمر -الذي رعاه معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي -وزير الإعلام-، قال الدكتور زاهر بن مرهون الداوودي -رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية-: “جاء موضوع المؤتمر الخامس: اللغُة في سلطنة عمان خلال خمسين عاما؛ رغبة منا في تسليط أضواء الكشافات العلمية على واقع الدارسات اللغوية والأدبية والنقدية في سلطنة عمان، ومعرفة مستوى هذا الأدب وملامحه وقيمة الجهود العلمية التي قدمت عنه وعن اللغة خلال هذه الحقبة من تاريخ عمان المعاصر خلال الخمسين عاما التي انقضت من عصر نهضة عمان التي أطلقها ورعاها السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، ثم تعهدها من بعده جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-“.
وأشار الدكتور زاهر الداوودي إلى دعم جلالة السلطان قابوس -رحمه الله- للعلم والثقافة منذ توليه مقاليد الحكم في عمان، فقد أنشأ مؤسسات عدة داخل السلطنة تعنى بالثقافة ورسم سياساتها، ونشر الوعي الثقافي في المجتمع العماني وخارجه، ومن بينها جامعة السلطان قابوس ممثلة في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وغيرها من المؤسسات الثقافية الأخرى، مما جعل عصر النهضة المباركة المقدر بخمسين عامًا ثريًا بالتحولات الثقافية، فتعددت التيارات الفكرية في اللغة والأدب، مما كان له أثره في غزارة الإنتاج الأدبي واللغوي، فواكب الأدب العماني التطورات الفكرية والمنهجية في الوطن العربي، ودول العالم أجمع.
من جانبه قال الأستاذ الدكتور بسام قطوس -من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية- خلال كلمة المؤتمر: “لقد حقق الأدب في عمان قفزاتٍ نوعيةً على يدي أدباء أبنائها على مستويي الأشكال والمضامين؛ فقد شهدت القصيدة العمانية تحولاتٍ كثيرةً في خياراتها الفكرية والجمالية، بدءا من الشعراء الكلاسيكيين أصحاب القصيدة العمودية ذات الإيقاع الطاغي، مروراً بــ”شعراء شعر التفعيلة” في بداية السبعينيات، وانتهاء بشعراء “قصيدة النثر”. أمَّا على مستوى المضامين الفكرية فقد اهتم الشعر العماني بالقضايا المحلية وتطلع إلى القضايا الإسلامية والعربية التي شغلت بالأمة العربية؛ فقد برز لدى الشعراء العمانيين إيمان عميق بالوحدة العربية، أظهرته أجيال من شعراء عُمان، باعتبار الشعب العُمانيِّ حريصاً على انتمائه الديني والقومي والإنساني، ومرتبطاً بتاريخه وعقيدته”.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة أهم السمات اللغوية والأدبية التي تُميِّز عصر النهضة، وبيان أهم ما حققته الدراسات الأدبية واللغوية في هذه المرحلة. كما يرسم المؤتمر ملامح التيارات الأدبية والفنية خلال الخمسين عامًا الماضية، ويقدم صورًا للانفتاح العماني على التطور الفني واللغوي الحاصلين في المجتمع العربي والعالمي. وكذلك يسلط المؤتمر الضوء على الجهود التي بذلت لإبراز الأدب العماني ودراسته وتقويمه. ويضع المقترحات الكفيلة بتعزيز الدور العماني اللغوي والأدبي في الساحتين العربية والعالمية.
ويناقش المؤتمر سبعة محاور تتمثل في اللغة والأدب في رحاب القائد واهتمام المؤسسات، الدراسات العربية في النتاجين الأدبي واللغوي العُماني، دراسات الشعر التعليمي والأمثال وتاريخ الشعر في عصر النهضة، الشعر العُماني: الذات والهُوّيّة والوطنية والانتماء، الشعر العُماني: الحداثة والتجديد، السرد بين التراث والعجائبية والحياة العُمانية، والسرد رؤية حديثة.
جدير بالذكر أن المؤتمر الذي يستمر خلال ثلاثة أيام حتى 26 من أكتوبر الجاري يتطلـع إلـى أن يسـهم إسـهاما بـارزًا في توضيـح مكانـة اللغـة والأدب فـي عمـان خـلال خمسـين عامـا (١٩٧٠-٢٠٢٠)، ويسعـــى إلــى تحقيــق الأهــداف المرجــوة بتقديـم دراسـات علميـة جـادة تتنـاول اللغـة والأدب فـي عمـان خـلال هذه الفترة.