X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

خريجة التمريض وعميدتها

في يوم المرأة العمانية تتوجه الأنظار في كل أنحاء عُمان نحو تلك الإنسانة التي تختلف دائمًا في عطائها عن الأخرى، فلا يخلو مكان من عظيمة استطاعت أن تحقق طموحا في مجال ما، ولا تخلو عمانية من إنجاز حققته في أي مكان: في البيت أو في المدرسة أو في العمل أو في الحياة ككل. ونحن اليوم اخترنا أن نسلط الضوء على خريجة كلية التمريض وعميدتها الدكتورة هدى بنت سالم النعمانية، لنعرف منها أكثر حول المرأة العمانية.

 

من التمريض وإليه


بدأت منذ عام 2002 عند التحاقي بجامعة السلطان قابوس لدراسة تخصص التمريض. وباشرت العمل كمعيدة بكلية التمريض عام 2008م، وبعدها تم ابتعاثي من قبل الجامعة إلى جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت على شهادة الماجستير في عام 2011م، بعدها بدأت رحلة دراسة الدكتوراه بجامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل بالولايات المتحدة الأمريكية وهي إحدى أعرق جامعات التمريض في العالم. وقد كان لسنوات الدراسة في الخارج بما تحمله من مشقة الاغتراب وتحديات طلب العلم دور بارز في صقل شخصيتي، وإكسابي روح التحدي والكفاح في سبيل تحقيق الحلم، ولم تكن سنوات سهلة إطلاقاً ولكنها كانت محفوفة بالصبر والاجتهاد، مرت تلك السنوات وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 2016م.
وبعد عام من عودتي من الدكتوراه تم تعييني لشغل منصب مساعدة العميد للتدريب وخدمة المجتمع، وفي نفس العام تم ترشيحي لعضوية مجلس الجامعة، وكان ذلك بمثابة النقلة النوعية في مسيرتي المهنية إذ اكتسبت الكثير من المهارات والخبرات من خلال التجارب العملية التي خضتها، ومن خلال تعاملي مع العديد من المسؤولين من داخل الجامعة وخارجها. وبقيت في منصب مساعد العميد حتى تم تعييني عميدة لكلية التمريض في أكتوبر 2022م، وهو قرار رغم تشريفه لي إلا أنه حملني مسؤولية كبيرة تجاه مهنة التمريض بشكل عام، وكلية التمريض بشكل خاص، وأرجو أن أكون عند حسن ظن إدارة جامعة السلطان قابوس.
سعيت جاهدة منذ اللحظة الأولى لي في العمل الإداري بكلية التمريض إلى رفع مستوى مهنة التمريض، والتعريف بالكلية داخل السلطنة وخارجها من خلال تطوير كل ما له علاقة بالعملية التعليمية، ورسم سياسات التعليم في التمريض والبحث العلمي. إضافة إلى سعيي لربط الكلية بشركاء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

 

 

عميدة التمريض


سألناها عن شعورها بإنجاز تقلدها منصب عميدة كلية التمريض _وهي أول امرأة خريجة من الكلية تتقلد المنصب_ فقالت: شعرت بالفخر والاعتزاز بحصولي على ثقة إدارة الجامعة والقائمين على عملية التعيين، ليس لأن هذا التقدم هو إنجاز شخصي لي، ولكن لأنني أعده إنجازاً لزملائي العمانيين من أكاديميين وإداريين وفنيين، الذين كان لهم دور فاعل في تطوير الكلية التي تمكنت خلال مدة قصيرة من المنافسة على المستوى العالمي والحصول على الاعتراف الدولي بكل جدارة. إضافة إلى أن تعييني كأول عميدة عمانية مختصة في مجال التمريض يزيدني عزيمة لمواصلة المسيرة للارتقاء بالكلية ورفع مكانتها من خلال جودة مخرجاتها التي نتباهى ونفاخر بها على جميع الأصعدة.

 

 

مهنة إنسانية عظيمة


وعن (ملائكة الرحمة) تقول: الممرضون كانوا وما يزالون وسيظلون ملائكة الرحمة، فالتمريض مهنة إنسانية عظيمة يحمل صاحبها كل معاني الرحمة والرفق والعطف، وكانت جائحة (كوفيد19) أكبر دليلا على ذلك، فقد كان الممرضون خط الدفاع الأول، وواصلوا تقديم الرعاية لساعات وأيام وسنوات دون أخذ قسط من الراحة مع العائلة، في الوقت الذي كان فيه أغلب الموظفين يعملون عن بعد في منازلهم؛ خوفاً على أنفسهم وعوائلهم. لقد كان الممرضون في فوهة المدفع وعملوا كخط دفاع أول باذلين ما بوسعهم للتصدي للجائحة دون كلل أو ملل، ضاربين بذلك أروع الأمثلة في الكفاح والصبر والتحدي.

 

 

كيف ترين المرأة العمانية في قيادة المناصب؟


لا شك في أن المرأة العمانية مؤهلة لتقلد مناصب قيادية وإدارية بجدارة بما تمتلك من شهادات علمية وخبرات عملية ومهارات قيادية تمكنها من ذلك، فقد أثبتت المرأة العمانية في كثير من المواقف وفي مختلف الوظائف أنها على مستوى عال من المهنية، وأنها شريكة الرجل في كافة المسؤوليات.

 

 

في يوم المرأة العمانية


كان سؤالنا الأخير، ما الذي تريدين أن تقوليه للمرأة العمانية في كل أنحاء عمان؟ فأجابت: كل امرأة هي في الأساس مربية ومنشئة للأجيال ذكورا كانوا أم إناثا، وأود أن أقول لها في هذا اليوم الذي شرفها به جلالة السلطان الراحل (طيب الله ثراه): كلما زادت تحدياتك كلما زادت قوتك، فلا تستلمين للصعاب، وثقي بأن دورك في تنشئة أجيال منتجة هو أول ثمار قيادتك، وأن عطاءك هو فيض مستمر غير منقطع ولا محدود بمجال أو بعمر معين، فكوني دائماً طموحة واسعي للرقي بنفسك وبأسرتك ومجتمعك، فأنت أساس كل نجاح وتقدم.

 

 

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى