X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

٣٥عاما من الجهود لتعافي طبقة الأوزون

كتبت/ د. أحلام بنت هلال الهنائي

بين اتفاقية ڤيينا لحمايةِ طبقةِ الأوزون (1985) وبروتوكول مونتريال (1987) وتَعديل كيغالي (2016) تتعافى طبقةُ الأوزون، حيث تم التّخلص من %99 من الموادٍ المستنفذة لطبقةِ الأوزون مع توقعات بتعافي تام لطبقة الأوزون بحلول منتصف هذا القرن. وقد نشرت مجلةُ ساينس (Science) في عام 2016 دراسة تؤكد تناقص ثقبَ الأوزون فوق القارةِ القطبية الجنوبية في الفترة بين عامي 2000 و2015 بمساحةٍ تصل إلى 4 ملايين كيلومتر مربع (سولومون وآخرون، 2016)١.

ومن هذا المنطلقِ يحتفل العالمُ بالشراكة الدولية لتعزيز جهود حماية طبقة الأوزون في 16 سبتمبر من كل عام. فقد أعلنت الجمعيةُ العامة للأمم المتحدة يوم إقرار بروتوكول مونتريال يوماً دولياً للحفاظ على طبقةِ الأوزون، حيث يحتفلُ العالم هذا العام بمرور 35 عاما على توقيعِ بروتوكول مونتريال تحت شعار “تعاون عالمي لحماية الحياة على الأرض”.

تعمل طبقة الأوزون الواقعة بين 10و 40 كيلومتر فوق مستوى سطح الأرضِ، وتتركز في الجزء السفلي من منطقة الستراتوسفير، كدرعٍ رقيقٍ من الغاز يحمي الأرضَ من أشعة الشمس فوق البنفسجية (UV)، مما يحافظُ على الحياة على الأرض. وقد كشفت الأبحاث المتعلقة بالغلافِ الجوي منذ سبعينيات القرن الماضي، الانخفاض العالمي في الأوزون الستراتوسفيري أو ما يعرفُ بثقبِ الأوزون، إذ تستنزف طبقة الأوزون بسبب عدد من العوامل منها انبعاثات مركبات الهالوكربونات (Halocarbon) وبالأخص الهالوكربونات التي تحتوي على البروم ذات المعامل الأعلى في استنفادِ الأوزون. وهذه المواد تشمل المركبات الكلوروفلوروكربونية (CFCs) الموجودة عادة في مكيفات الهواء، والثلاجات، وعلب الرّش، والهالونات الموجودة في طفاياتِ الحريق، وبروميد الميثيل المستخدم للقضاء على الأعشاب الضارة، والحشرات، وغيرها من الآفات.

ومنذ مصادقة السلطنة على بروتوكول مونتريال في 1998 تبنّت الحكومة الالتزام بمتطلبات اتفاقيةِ ڤيينا وبروتوكول مونتريال وذلك بتفعيل عددٍ من التشريعات الوطنيّة وتنفيذ العديد من المشاريع الهادفة لتحقيق التحوّل إلى المواد والتقنيات غير الضارة بطبقة الأوزون. حيث تمكنت السلطنة في نهاية عام 2010 من وقف استهلاك المواد ذات معامل الاستنفاد العالي للأوزون. وتسعى عُمان للتخلص النهائي من استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون بحلول عام 2030 بالتعاونِ مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأمم المتحدة للتنميةِ الصناعية.

أن التّصديق العالمي على اتفاقية ڤيينا وبروتوكول مونتريال، والذي أسهم في التعافي الجزئي لطبقةِ الأوزون، كان مثالاً على الوحدة العالمية للتّصدي للتحدّيات التي تواجه الإنسانية. كما ساهمَ تطبيق بروتوكول مونتريال ولمدةٍ تزيدُ على ثلاثة عقود في الجهود المبذولة للتصدي لتغيّرات المناخ، من خلال الحد من انبعاث غازّات الاحتباس الحراري. حيث تعتبر المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، مثل مركبات الكربون الكلورفلورية، من الغازاتِ القوية المسببة لظاهرة لاحتباس الحراري. وقد أشارت دراسة نشرت مؤخرا في مجلة نيتشر (Nature) أن حظر هذه المركبات منع مساهمتها في ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال الحول دون انبعاث 115-235 جزءًا إضافيًا في المليون من ثاني أكسيد الكربون في الغلافِ الجوي مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 0.50-1.0 درجة (يونج وآخرون، 2021) ٢. ولدعم الجهود للحفاظِ على تلك المكاسب ينبغي العمل بنفس الروح التشاركية لتنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ ابتداءً بدعم وتنفيذ تعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال، والذي دخل حيز التنفيذ في 2019، من أجل التخلصِ التدريجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية، التي تعتبر غازات دفيئة قوية مسببة للاحتباس الحراري.

“كل شيء ممكن بالعمل معا.” (أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة السابق، 2021).

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية