X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

يد بيضاء للمكفوفين

 

كتبت / مزنة الحبسية 

بقلوب حزينة راضية بقضاء الله و قدره  ننعى الزميل و الأخ الأستاذ محمد شريف الشرع ، و الذي وافاه الأجل المحتوم صباح يوم الجمعة الثاني والعشرون من شهر يوليو لعام ٢٠٢٢ في مسقط رأسه في الأردن . كان -رحمه الله- كفيف البصر نافذ البصيرة، ساهم بالكثير في مجال التكنولوجيا المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة داخل الجامعة و خارجها، و كان ممن تشرفت بالعمل معه في سنواتي الأولى في العمل ، إذ أنه لم يبخل علينا و لا على الطلبة بما يمتلكه من علم و  معرفة ، فجزاه الله عنا خير الجزاء.

تخرج الأستاذ محمد الشرع – رحمه الله – من جامعة اليرموك بتخصص اللغة الإنجليزية و آدابها ، لكن شغفه بالتقنية خاصة المتعلقة بالإعاقة دفعه للعمل في هذا المجال ، حيث بدأ العمل في الشركة الخليجية الأولى في الرياض وهي شركة ذات نشاط متنوع في مجالات التكنولوجيا و الاتصالات ، و في عام ٢٠١٦  التحق بجامعة السلطان قابوس ليعمل كإخصائي للتكنولوجيا المساندة بقسم شؤون الطلبة ذوي الإعاقة.

عُرف الشرع – رحمه الله –  في الوسط التقني للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بمساهماته الجليلة؛ حيث كان من المساهمين في إنشاء وإدارة موقع NVDA العربي، كما كان من ضمن مؤسسي مشروع مكتبة خير صديق وهي عبارة عن “منصّة ضخمة جامعة للكتب الإلكترونية العربية المتوافقة مع قارئات الشاشة للمكفوفين، في حقول المعرفة المتنوعة”. كما ساهم أيضا بتطوير موقع آبل للكفيف العربي و موقع تقنيات المكفوفين . 

رحل محمد الشرع لكن أثره و إسهاماته ستبقى دائما شاهدة على مسيرة مليئة بالإنجازات والعطاء 

ماذا قالو عن الفقيد ؟

 

الموجه و الناصح الأمين 

 

رحمة بنت سعيد الكلبانية – القائمة بأعمال قسم شؤون الطلبة ذوي الإعاقة – جامعة السلطان قابوس

غادرنا الزميل العزيز محمد الشرع بعد مسيرة عطاء متميزة، كان كفيف البصر باسطًا يده بالعطاء والمعرفة للطلبة والزملاء. استقبل قسم شؤون الطلبة ذوي الإعاقة بعمادة شؤون الطلبة الأستاذ محمد الشرع في العام ٢٠١٦.
منذ انضمامه للعمل في جامعة السلطان قابوس عمل الأستاذ محمد الشرع على تهيئة الكتب الدراسية للطلبة من ذوي الإعاقة، كما أنشأ مكتبة إلكترونية تحتوي على العديد من المصادر العلمية والقصصية الخاصة بالطلبة في البرنامج التأسيسي. كما عمل على تقديم الورش العلمية التدريبية خاصة للطلبة الجدد من ذوي الإعاقة، وقد امتد تعاونه مع الكثير من الطلبة ذوي الإعاقة من خارج الجامعة، وكذلك المؤسسات التعليمية المختلفة.
عمل الأستاذ محمد الشرع على رفع الوعي بقضايا الإعاقة في مختلف المجالات، فقدم برامج الدعم والورش التدريبية لعديد فئات المجتمع الجامعي والمحلي.
كان محمد الشرع شخصية معطاءة لا يألوا جهدًا ولا يكل لمساعدة الطلبة ذوي الإعاقة، كان صريحًا موجهًا ناصحًا ملتزمًا ذا خلق رفيع. سيظل أثره باقيًا في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة بالجامعة؛ رحمه الله تعالى وشمله بإحسانه وجزاه عنّا وعن الطلبة ذوي الإعاقة خير الجزاء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

طيب القلب و الخُلق

 

أحمد بن سيف المنذري – رئيس قسم التنسيق و المتابعة و الأرشفة بعمادة شؤون الطلبة-

أذكر ابتسامته عند دخوله علينا ، وسلامه وكلماته الطيبه، كان حريصاً جداً على إنهاء الأعمال الموكلة إليه. كما ساهم كثيراً بتوفير احتياجات الطلبة ذوي الإعاقة ولم يبخل عليهم بشي.
غاب بجسده، وترك لنا أثراً لا ينسى
رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى
 
 

المثابر الطموح

 
محمد بن ناصر السابعي – إمام مسجد الجامعة-
 
الأستاذ محمد الشرع، مكسب كبير، وخسارة أكبر، لأي جهة يكون فيها ثم يرحل عنها.
كنت أرى الأستاذ في ممرات العمادة بين فينة وأخرى، إلا أن تلك الصدف لم تكن كافية لأتعرف عليه عن قرب، حتى جمعني به عمل مشترك في إحدى اللجان بالعمادة.
بداية كنت أرى نفسي أمام رجل ضرير، لا يملك من أمره شيئا، إلا أن الأيام كشفت لي أنني أمام قوة عبقرية وتقنية لا يستهان بها.
بدأنا العمل في الصيف الماضي، ولم تكن لقاءاتنا المباشرة كثيرة ؛ لوجود البدائل الافتراضية، وكانت مهمتنا الأساسية هي تهيئة صفحات موقع عمادة شؤون الطلبة لذوي الإعاقة البصرية، وفي تلك اللقاءات الافتراضية عرفت الأستاذ عن قرب وعرفت قدراته الفنية التي فاجأني بها.
واجهتني في تلك التجربة عدة صعوبات، من بينها التعرف على لغة البرمجة الخاصة ببرامج قراءة الشاشة للمكفوفين (Alt Attribute) التي عرفني عليها الأستاذ وتعلمتها منه، وعلى الرغم من أن العمل كان عبر الشاشات، ولم يكن الأستاذ محمد يستطيع إيصال المعلومة لي إلا بالوصف الكلامي، إلا أننا أنجزنا المهمة في وقت قياسي ولله الحمد.
كان رحمه الله منضبطا في مواعيده، جادا في عمله، ملتزما عند كلامه، واسع الصدر، مرنا في تعامله، لطيفا في تواصله، وهو ما أكسبه محبة من حوله و للعمل معه بأريحية.
لم تكن فترة عملي معه طويلة، غير أنها كانت كافية لتكشف هذه الصفات النبيلة وترسم هذه الصورة الجميلة.
لا أنسى المشهد الأخير بيننا أمام المسجد بعد الصلاة، التقينا سريعا وافترقنا على أمل اللقاء قريبا لاستكمال العمل، ولم أكن أعلم أن تلك الإطلالة ستكون الأخيرة وأن لقاء المولى عز وجل سيكون الأقرب.
لا نملك لأحبتنا في الأردن إلا خالص العزاء والمواساة في هذا المصاب، وخير ما نستأنس به هو الذكرى الحميدة التي تركها بين زملائه.
 

ذكرى طيبة

 
معاذ بن خلفان الرقادي – موظف في وحدة الدعم الأكاديمي في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية-
 
في الحقيقة تشرفت بالتعرف على الأخ محمد الشرع منذ بداية عمله في الجامعة، وقد زاد مستوى تواصلنا وتنسيقنا المستمر خلال السنوات الأخيرة بحكم عملنا في وحدة الدعم الأكاديمي للطلبة ذوي الإعاقة على مشاريع تقنية تتمثل في إطلاق تطبيقين للهواتف الذكية، وقد استفدت كثيرا من ملحوظاته وخبرته في هذا المجال.
وربما كان الفصل الدراسي الماضي ربيع 2022م كان موسما مميزا لتوليه مسؤولية تدريس الطلبة ذوي الإعاقة البصرية مقرر الحاسب الآلي والذي أتيح ولأول مرة لدراسته في شعبة مخصصة للمكفوفين، والتي كان فيها للأخ محمد الدور الأكبر في نجاح هذه التجربة.
لهذا نسأل الله أن يجزيه عنا كل خير وأن يثيبه على كل ما قدمه لهذه الجامعة.
 
 

بصمات لا تنسى

 
الزهراء بنت خميس السنانية – خريجة من جامعة السلطان قابوس-
 
منذ التحاقي بجامعة السلطان قابوس التقيت بأستاذ محمد حيث لا أنسى وقوفه بجانبي في السنة التأسيسية ، حيث كان الموجه والمرشد لنا في تلك الفترة، ولا أنسى حرصه المستمر لإيصال المعلومة لنا حينما كان مدرّسا لمقرر الحاسب الآلي في الفصل الأخير لي في الجامعة، ناهيك عن إيمانه بالإمكانيات التي أمتلكها في مهارات الحاسب الآلي وتشجيعه لي للمواصلة في ذلك الدرب.
لأستاذ محمد بصمات لا تنسى وستخلد في الذاكرة.
 

نِعم المعلم 

ناصر بن سليمان الصوافي – طالب في كلية الآداب و العلوم الاجتماعية
رحمة الله على الأستاذ محمد، كان نعم المعلم؛ لا يتردد في إفادة طلابه وإخوانه المكفوفين، ودعمه لمكتبة خير صديق وموقع NVDA العربي وغيرها من المواقع شاهداً على ذلك. في تدريسه لنا، كان دائما يضيف في المحاضرة نوع من الفكاهية مع الاستفادة في نفس الوقت؛ مما حببنا أكثر فيها، وشخصياً استفدت الكثير منه، فرحمة الله عليه.
 
 
 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية