X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

معلمًا وأبًا وموجهًا للحياة

” نرحل و يبقى الأثر ”

ببالغ الحزن وجليل الأسى وفي ظهيرة يوم الاثنين العشرون من شهر يناير لعام ٢٠٢٢، تلقينا نبأ وفاة الدكتور مصطفى بابكر أحمد أبو شيبة، أستاذ مساعد في علم الاجتماع، بعد أن قضى أربعة عشر عاماً من العطاء في جامعة السلطان قابوس، فكان الأب و الأخ و المعلم لجميع من تتلمذوا على يده، ويكفي تأثيرا أن يموت في السودان، و يحزن طلابه في عُمان.

درَس الدكتور مصطفى أبو شيبة -رحمه الله- البكالوريوس في جامعة الخرطوم وتخرج منها في عام ١٩٧٥، وحصل على درجة الدكتوراة في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية من جامعة هال في عام ١٩٨٨. و له العديد من الأبحاث والمقالات العلمية و المنشورة في تخصص علم الاجتماع .

حاورهم / مزنة الحبسية 

ماذا قال زملاؤه و طلابه في وداعه ؟

ترك إرثًا من القيم والأخلاق والعلم

الدكتور عثمان محمد عثمان -رئيس قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي- في جامعة السلطان قابوس

((وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ))
صدق الله العظيم
انتقل إلى رحمة الله تعالى الأخ والصديق والزميل العزيز الدكتور / مصطفى بابكر، الأستاذ السابق بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي.
انتقل إلى جوار ربه الرحمن الرحيم، بعد أن ترك إرثًا من القيم والأخلاق والعلم والذكريات الطيبة لطلبته وإخوانه وزملائه ومحبيه.
رحل د. مصطفى بابكر، في صمت، رحل سريعًا، رحل بلا ألم، رحل في سكون، رحل كطيف لطيف كما كان يأتي ويغادر.
رحل د. مصطفى بابكر، بعد أن أدى رسالته في محراب الإنسانية والعلم.
رحل د. مصطفى، بعد أن تردد صوته لسنوات في قاعات المحاضرات ناشرًا للعلم والمعرفة والأخلاق والفضيلة والقيم الإنسانية السمحة.
رحل أستاذ آخر من أساتذة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي الأخيار، بعد سنوات طوال من العمل الأكاديمي الدؤوب: مربيًا، ومعلمًا، ومرشدًا، ووالدًا، وأخـــاً كريمًا لجميع أعضاء القسم، قضى منها نحو خمس عشرة سنة أستاذا في جامعة السلطان قابوس العريقة.
لقد كان د. مصطفى مثالًا للأستاذ الجامعي، عالم في تخصصه، أخ وزميل مخلص لزملائه، لطالما جلسنا معه، واستفدنا من علمه، ومن خبرته ومن رؤاه، فقد كان مثالًا للأخ والزميل الصادق الصدوق، قلبه وعقله مفتوحان للجميع، يلقاك بابتسامته المعهودة، وترحابه الكريم، يخلص النصيحة، ولا يتأخر مساعدة الصغير قبل الكبير .
لقد كان رحمه الله ذو خلق رفيع، وأدب جم، ودرجة عالية من التواضع، تميز على الجميع بشخصيته وروحه المرحة المتفائلة المنطلقة، تميزت شخصيته بدرجة عالية من الإنسانية والبساطة والأصالة والخلق الحسن. لقد كان حقًا ذو شخصية فريدة يشعر بها كل من عرفه وتعامل معه.
من ناحية أخرى، فقد كان رحمه الله أستاذًا قديرًا، ومعلمًا مخلصًا لطلابه وأبنائه، ومربيًا فاضلًا يفخر به كل من تعلم على يديه، يشهد على ذلك مئات بل آلاف الطلبة من مختلف كليات الجامعة الذين حضروا محاضراته الشيقة، المبدعة، التي تُنمّي الفكر، وتنير العقول، وتطور الشخصية.
ويشهد الجميع أن مكتبه كان يمتلأ بالطلبة يوميًا، يسألونه في دروسهم، ويطلبون نصيحته في مستقبلهم، في جو من الأبوة الحانية والأخوة الرفيقة.
في هذا الموقف الذي تعجز فيه الكلمات، أتقدم بإسمي واسم جميع زملائي في قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي وباسم جميع الزملاء الذين عرفوا د. مصطفى بابكر في كلية الآداب -جامعة السلطان قابوس- بأصدق التعازي لأسرة وعائلة الفقيد المرحوم بإذنه تعالى الدكتور / مصطفى بابكر، سائلًا المولى سبحانه وتعالى قبول دعائنا لأخينا وصديقنا وزميلنا الحبيب:
اللهم اغفر له وارحمه، وتقبله في عبادك الصالحين
اللهم أكرم نزله ووسّع مدخله وارضه وارض عنه
اللهم اجزه بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوا غفرانا
اللهم أسكنه فسيح جناتك، واجعله من الآمنين يوم يقوم الناس لرب العالمين
اللهم وأنزِل على أسرته وأهله وأحبابه الصبر والسلوان
اللهم أنزل عليهم سكينتك، وعمهم بفضلك ورحمتك، واجعل مثواه جنتك
ولله ما أخذ ولله ما أعطى، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بسم الله الرحمن الرحيم

(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))صدق الله العظيم

محبا للخير وداعيا ومرحبا به

الدكتور عماد فاروق -استاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي- جامعة السلطان قابوس

تزاملت مع المرحوم الدكتور مصطفي ابو شيبة لمدة ١٥ عام تقريبا، لمست فيه كل ما هو جميل ورائع، كان سمحا ضحوكا مستبشرا ومبشرا ومتفائلا بكل ما هو حسن على الدوام، كان رجلا ملتزما ومنفتحا فى ذات الوقت، محبا للخير وداعيا ومرحبا به للجميع، ينأى بنفسه عن المشكلات والدخول فى أي مشاحنات أو صراعات مع زملائه، كان يشد إزرهم فى المواقف والأزمات بشكل مستمر ولا يتردد عن مساعدتهم أبدا، أما مع طلابه فحدث ولا حرج، كان محبوبا بشكل كبير، يهمُّ لمساعدتهم فى كل الأوقات مهما كلفه ذلك من مشقة وتعب، أقل ما أقوله عنه إنه كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

الدكتور محمد الشربيني-استاذ مساعد قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي- جامعة السلطان قابوس

كان عليه رحمه الله على مستوى العمل افضل اعضاء القسم في العمل البحثي والإداري، وكان -حينما يناقش القسم أو أي لجنة كان موجودًا فيها- أول من يبادر في تنفيذ المهام وعملها بأفضل كفاءة وجودة دون انتظار تكليفه بها فكان دائما بمثابه المرجع لنا جميعا.
أما الجانب الإنساني فكان بشوشا مبتسما دائما أمام جميع الطلبة والموظفين، كما كان طيب القلب محبوبا إلى كل من عرفه، كان طيب القلب لدرجة أنه عندما يغضب لا يكمل أكثر من خمس دقائق ثم يعود بعدها مبتسما ضاحكا. أحبّه الجميع طلبةً وموظفين دون استثناء ولا يختلف اثنان على طيبته ورقة قلبه واجتهاده.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

الدكتور أمجد بن حسن الحاج_أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي ومساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع .

من المفترض أن نقول الكثير في حق هذا الرجل الإنسان ذو الابتسامة الصادقة المحب للآخرين. كان الدكتور مصطفى متفائلا ويعمل على إيجاد الحلول المناسبة التي تواجه الآخرين من طلبة وزملاء، الله يرحمك يا دكتورنا العزيز مصطفى ويجعل مثواك الجنة، وإنا لله وانا اليه راجعون.

معلمًا وأبًا وموجهًا للحياة

رحمة بنت سعيد الكلبانية -القائمة بأعمال قسم شؤون الطلبة ذوي الاعاقة- جامعة السلطان قابوس.

الدكتور مصطفى بابكر أو كما تعودنا أن نناديه “بو شيبة” لم يكن معلمًا فقط بل أبًا وموجهًا للحياة.
علّمنا أن العلم ليس كتابًا إنما فكرة نحارب لأجلها، ننقدها، نتقبلها، وندافع عنها.
علّمنا أن المعلم مربٍّ بالضرورة، فكان يلاحظ طلابه، يقيم سلوكهم ويقوّمه.
علّمنا أن صوت طالب العلم قبل صوت المعلم في طرح المعلومات والسؤال والنقد والتفنيد.
علّمنا أن البحث أساس العلم، وأن طالب علم الاجتماع مكانه ليس بين الكتب إنما في الميدان.
علمنا أنك إذا أردت معرفة مجتمع ما فاقرأ ما يكتبوه، قصائدهم، جرائدهم، أبحاثهم، واستمع جيدًا لهم.
رحل وظل أثره في علم الاجتماع العُماني باقيًا، متجسدًا في هيئة طلابه وكتاباته.
له منا خالص المحبة وأصدق الدعاء.

إنسانًا ودودًا صديقًا

مبارك بن خميس الحمداني – مدير دائرة الاقتصاد السلوكي – وزارة الاقتصاد.

‏لقد كان مربيًا إنسانًا ودودًا صديقًا لكل من عبر ناصية التعلم في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وتحديدًا في قسم علم الاجتماع، تبادلنا الكثير من الرسائل الورقية والإلكترونية، وفي مقرر المدخل إلى علم الاجتماع وهو أول المواد التي أتلقاها على يده كتبت له بريدًا مطولًا ناقدًا ومقترحًا لآلية التدريس وكنت أتوقع حينها أن ألقاه في فورة غضب في اليوم التالي -من طول وحماسة ما كتبت- ولكنني لم أجد منه سوى الترحيب والسعادة، وظلّ -حسب رواية أصدقاء آخرين- يذكر ذلك البريد في المقررات التي يدرسها.
كان نهجه أن الأكاديمي يجب أن يكون مفتاحًا للمعرفة لا مغلقًا لها، وأن الافتراضات المسبقة أكبر عدو للمعرفة وأكثر صديق للجهل، وأن النظام والالتزام ليس عبئا يتكلفه المرء ولكنه سمة لوقاره واحترامه. لقد حملنا إلى الشغف والفضول المعرفي فأنت تتذكر من مقرراته كمية الإحالات والإشارات التي من المؤكد أنها ستظل ترفدك في درب المعرفة والعمل والتطبيق. وحملنا إلى السماحة والبشاشة حتى في أكثر المواقف ثقلًا وأعتاها غضبًا. كانت ابتسامته مفتاحه إلى قلوب كل ما صادفه. نسأل الله له الفردوس الأعلى من الجنان، وواسع الغفران.

يرانا جميعا أبنائه

هدى بنت مسلم كهوم -مشرفة اجتماعية – جامعة ظفار .

بدأت أولى أيامي الجامعية في جامعة السلطان قابوس بين يد الدكتور المرحوم مصطفى وذلك في مادة مدخل لعلم الاجتماع.
بين رهبة المرحلة الجديدة والخوف من المستقبل المجهول كان وقع صوته علي عندما يناديني (بنتي) بدلًا عن اسمي عظيما جدا، وكأن الحنية في روحه تجاه طلبته أن يرانا جميعا أبنائه مكرما إيانا بلطف ابتسامته ولطف مشاعره وكل من درس معه يجزم بذلك.
مرت سنين الدراسة ودعمه لي المستمر لم يتوقف رغم أنه قام بتدريسي مادة واحدة فقط، وختمت أيامي الدراسية بأن زرته في مكتبه فوقف فرحا ورحبَّ بي كأب حنون يودع ابنته، أخذ مذكرتي وبدأ يخط بقلمه رسالة لطيفة مازلت أحتفظ بها منذ ٢٠١٨ إلى الآن، بقيت هذه الرسالة كوسام على قلبي، فقد أدى أمانة العلم بكل إخلاص وتحقق ذلك بالحب واللطف الذي زرعه فينا.

سيرة عطرة وذكرى طيبة

وفاء بنت علي آل جميل -رئيسة قسم شراء الأثاث- دائرة المشتريات.

إن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود، فمهما حاول الموت أن يبعد عنا الأستاذ الدكتور مصطفى بابكر أبو شيبه، فهو لم ولن يمحو ذكر من قدم كل هذا العطاء.

رحل الأستاذ الدكتور مصطفى عنا، تاركاً خلفه سيرة عطرة وذكرى طيبة، وروحا نقية، وميراثا من العلم والخلق الرفيع.

لقد تعاملت مع الأب والأخ والزميل الدكتور مصطفى بحكم عملي السابق بقسم تذاكر السفر بدائرة المشتريات، ويشهد الله أنني لم ألمس منه إلا الخصال والمزايا الحميدة، كحسن الخلق، وطيبة المعشر، وسماحة القلب، والتفاني في طلب العلم ونشره.

فطوبى لك يا عاشقا لبلدك ووطنك، وطوبى لك يا عاشقا للغتك وتراثك، وطوبى لك يا عاشقا لتخصصك وطلابك، لقد كنت عظيما في حياتك وأنت اليوم عظيماً بعد مماتك.
:ولله در القائل
الناس تفنى وفى الدنيا شمائلها تحيا مع الحي لا تفنى مع الحقب
إلى رحمة الله بالآلام نذكرها سر يا عزيزا أبكى فقده الكتب
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته.
اللهم آمين

ذكرى غالية

ربيع بن راشد البوسعيدي-دائرة العلاقات العامة- جامعة السلطان قابوس

في أملي البعيد أن الرجال الطيبون أصحاب القلوب الصادقة لا يرحلون هكذا بسهولة حتى علمت أن الرجل الطيب الخلوق البشوش صاحب الضحكة الصادقة رحل عن دنيانا بدون سابق إنذار.

تشهد الجامعة بكل طرقاتها وطلابها وموظفيها ، برحيلك أيها الأستاذ الدكتور الفاضل، تركت ذكرى غالية لكل من عرفك أو سمع عن مناقبك، واستحققت الثناء من الجميع دون استثناء، فقد كنت من مجموعة من الدكاترة الفاضلين الذين أكرمنا الله بالتعرف عليهم خلال عملنا بالجامعة وقد تركت حزنا كبيرا في قلوب محبيك، فأنت رجل تقي متواضع.
وتذكرت قول الباري عز وجل: {فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}
صدق الله العظيم.
ولا يسعنا إلا أن نقول:
{لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العلي العظيم}

 

 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية