كتب: سعيد بن عبدالله العزري
يسعى مكتب التعاون الدولي بجامعة السلطان قابوس بجهود حثيثة لتحسين جودة الخدمات المقدمة للطلاب الدوليين بالجامعة وذلك في ظل خطط الجامعة للارتقاء بجودة خدماتها في شتى المجالات والتي تساهم في تسريع وتيرة تقدمها بمؤشرات الاعتماد الاكاديمي وحصولها عليها من مختلف الجهات الدولية.
وفي ظل هذه الخطط نظم المكتب مختلف المناشط والفعاليات التي تسهم بدورها في رفد مختلف خدماته وتحسينها سواء أكان ذلك للطلاب الدوليين أو لطلاب الجامعة ككل، تأتي هذه الأنشطة والفعاليات بهدف التعريف باختصاصات المكتب وعمله والخدمات التي يقدمها للطلاب العمانيين والدوليين بالجامعة.
الخطط والدراسات الاستراتيجية
يقول محمود بن عبدالله الكندي مدير مكتب التعاون الدولي بالجامعة أن المكتب يقوم بدور محوري في العديد من الجوانب الأكاديمية في الجامعة حيث أنه يقوم بإعداد الخطط والدراسات الاستراتيجية لتعزيز التعاون الفعال مع مختلف المؤسسات المحلية والاقليمية والدولية بالتعاون مع مختلق وحدات الجامعة، كما تمكن المكتب من جلب فرص التعاون في مختلف الجامعات والمؤسسات العالمية والتي شملت حصول منتسبي الجامعة على فرص في المنح والبعثات وابرام العديد من اتفاقيات التعاون من خلال برامج واتفاقيات التعاون المشتركة التي مكنت الجامعة من ايجاد فرص للطلبة في برامج التبادل الطلابي وفرص لموظفي الجامعة في برامج تبادل الخبرات واجراء البحوث المشتركة وعقد الورش واللقاءات العلمية والبحثية المشتركة واستضافة العديد من الشخصيات العلمية من مختلف دول العالم و تمكنت الجامعة أيضًا من الحصول على تمويل من المؤسسات المحلية والدولية لبرامجها ومشاريعها المختلفة وتجدر الاشارة الى ان مكتب التعاون الدولي يقوم بتعميم الفرص على مختلف الوحدات في الجامعة وفق الانظمة المعمول بها في اطار الترويج الدولي و يشارك المكتب بشكل فعال في المؤتمرات والمعارض الدولية التي تعتبر من أشهر المحافل الدولية التي تشارك فيها المؤسسات العلمية على مستوى العالم ويحضرها المختصون والمهتمون لتبادل الخبرات والتسويق والترويج للبرامج والمشاريع وبناء علاقات تعاون مثمرة مع مختلف المؤسسات المشاركة كما أن المكتب يقوم بإعداد خطة لزيارة عدد من المؤسسات العلمية الاقليمية والدولية بهدف تبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الجامعات في مختلف التخصصات والمجالات ذات الاهتمام المشترك .
التبادل الطلابي والأكاديمي
ويحدثنا حمود بن محمد القاسمي رئيس قسم التبادل الطلابي والأكاديمي بمكتب التعاون الدولي في الجامعة عن هذه مناشط قائلًا: تأتي فكرة الفعاليات من الأهمية القصوى لإشراك الطلاب الدوليين ودمجهم في المجتمع الجامعي وتعريفهم بثقافة السلطنة، خاصة أن الطلاب في رحلة تعليمية طويلة ولابد لهم من الترفيه بين الحين والآخر خارج النطاق الأكاديمي لاسيما أن الغالبية الكبرى منهم يعيشون في السلطنة بدون ذويهم، كما أن هذه الفعاليات تتيح للمكتب دراسة وفهم ميول الطلاب والاستماع لآرائهم والتي تساهم في تحسين جودة الخدمات الجامعية لمختلف الطلاب وخاصة الدوليين والتي تنعكس في التوافق الأكاديمي والعقود التعاونية المبرمة بين جامعة السلطان قابوس ومختلف الجامعات الأخرى، ولقد قام المكتب خلال هذا العام بالعديد من الفعاليات التي ابتدأت باللقاء الترحيبي الذي اجتمع فيه الطلاب الدوليين بالمختصين في الجامعة وتم تعريفهم عن الحياة والقوانين الجامعية كما تم أخذهم في جولة بداخل الحرم الجامعي للتعرف على مرفقاته، ثم تلى هذا اللقاء رحلات ترفيهية خارج الحرم الجامعي كانت أبرزها رحلة (بدية) والتي خاض فيها الطلاب تجربة التخييم في الرمال والقيام بمناشط مختلفة مثل القيادة على الرمال وركوب الجمال وغيرها، ومن الرحلات كانت رحلة (مطرح) من الرحلات ذات الطابع الثقافي والتقليدي للطلاب حيث قاموا بزيارة المتحف الوطني وقلعة مطرح وسوق مطرح وتعرفوا من خلال هذه الرحلة على لمحات من تاريخ المحافظة القديم، وفي المقابل قام المكتب أيضًا بندوة تعريفية استهدف بها الطلاب العمانيين تحدث فيها المختصين عن برنامج التبادل الطلابي والطالب الزائر والذي كان لهذه الندوة مشاركة كبيرة من مختلف طلاب الكليات الجامعية والذي يعكس مدى اهتمامهم بالبرنامج، وسوف تستمر الفعاليات التي تكسر حاجز الجليد بين الطلاب الدوليين والعمانيين، كما سوف تستمر الفعاليات والندوات والمناشط المخطط لها في العام المقبل بإذن الله تعالى.
الطلاب الدوليين
تشاركنا فجر بنت حسن الدوسرية طالبة كويتية في كلية الطب بالجامعة تجربتها الجامعية قائلة: إن اختيار الدراسة في جامعة السلطان قابوس كان في مقدمة اختياراتي للدراسة الجامعية، حيث قمت بالتسجيل في المنحة المقدمة للطلاب الكويتيين وتم قبولي في كلية الطب وفي المقعد الوحيد الذي كان متاحًا، وبعد مرحلة القبول كانت زيارتي لعمان في أول زيارة، وكانت تجربة الجامعة تجربة مليئة بالمتناقضات والتي علمتني الصبر والجلد، فتجربة الابتعاث للجامعة اتاحت لي فرصًا مذهلة ومكنتني من معرفة مهاراتي وتطويرها وعلاج النقص وتطويره، لذا أضحت هذه التجربة من أعمق التجارب التي مررت عليها حتى الآن، كما أن تجربة الابتعاث للسلطنة كانت منبع للتجارب الاستثنائية، فمحبتي للاستكشاف والمغامرة وحب التطوع قادني للعمل في شركة مختصة بالرحلات السياحية المختصة، الأمر الذي أتاح الفرصة لي للحصول على مختلف الرخص الدولية في تعليم الغطس والرياضة الجبلية والاسعافات، ولا تنحصر الدراسة في السلطنة على هذه الفوائد فقط، بل أنها تتعدى ذلك نحو خبرات أوسع وتنمية مدارك أبعد بإتاحة الفرص للقاء مختلف أطياف المجتمع والتعلم منهم وتعليمهم وخاصة زميلاتي الطالبات التي أحاول جاهدة الاخذ بأيديهن نحو الخروج عن المألوف وتجربة عالم الاستكشاف، فالتجربة الجامعية ليست محصورة أمام الأرفف الدراسية والمكتبات بل هي تتعدى لتكون عالمًا كبيرًا وضخمًا ينعكس على مهاراتنا المختلفة.
والطالب رشاد المقيد ببرنامج دكتوراه اللغة العربية يحدثنا عن تجربته في جامعة السلطان قابوس فيقول: لا تعتبر تجربة الدراسة في بلد عربي جديدة تمامًا فقد سبق وأن درست في الأردن لمدة خمسة أشهر في معهد اللغة العربية لغير الناطقين وذلك كان في عام2012 ، ولكن تجربة الدراسة في عمان تعتبر استثنائية لأنني درست لمدة أربع سنوات بتخصص اللغة العربية وآدابها، وأعطتني هذه التجربة الكثير من الأشياء التي أضافت لخبراتي ومعارفي لأنني ألتقيت بأكاديميين بارزين وكتاب وأدباء معروفين وكل ذلك خلال مكوثي في السلطنة.
وخلال تواجدي في السلطنة، ليس زعمًا إذا قلت بأنني لم أواجه أي مشكلة والحمدلله، بل لقيت الكثير من التساهل والتسامح في التعامل سواء من الأكاديميين وحتى من المجتمع العماني وزملائي الطلاب في الجامعة، وذلك ما أتاح لي المشاركة في الكثير من الورش التي أقيمت في الجامعة وخارجها والتي أثرت حصيلتي المعرفية بشكل كبير، ولعل ذلك انعكس حتى في رسالتي التي قدمتها لمتطلبات برنامج الدكتوراة وهي صورة المرأة بين جبران خليل جبران وحسين جاويد، الأول منهما كاتب عربي لبناني والثاني كاتب اذربيجاني معروف في الاتحاد السوفيتي.
ولعل تجربتي بالدراسة هنا انعكست حتى على حياتي عندما أعود لأذربيجان‘ فأنا أنصح جميع من حولي للدراسة في عمان وخاصة في جامعة السلطان قابوس وكثير ما أتحدث عن تجربتي هذه حتى عند طلاب المدارس والأساتذة الجامعيين لتشجيعهم في الجامعة.