طالب ولاعب في الـ ٢١ من عمره، أصيب بمرض في العين، وهو بعمر الخمس سنوات. فكانت بداية الإعاقة البصرية، وكان السعي وراء العلاج، فقدر الله وما شاء فعل. انتقل من المدارس الحكومية إلى معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، ومن هنا بدأ مشواره الرياضي. عاش مراحل مختلفة من حياته وهو اليوم يحتفل بذهبية الـ 100 متر في إنجاز جديد في دورة ألعاب غرب آسيا البارالمبية، التي أقيمت في البحرين لعام 2022. هو قصي بن مسلم بن عبدالله الرواحي -طالب في الجامعة في سنته الثالثة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية تخصص علم اجتماع والعمل الاجتماعي-. عن مشواره الرياضي كان لنا الحوار الآتي:
إنجازات رياضية
يقول قصي الرواحي عن مشواره الرياضي: “بدأت عام ٢٠١٧، وكان عمري وقتها ١٦ عاما، وذلك خلال مشاركتي في دبي في بطولة آسيا للشباب، والحمد لله كانت أول بطولة أشارك فيها وحققت الميداليتين الفضية والبرونزية”. أدرك بعدها قصي أن المجال أمامه مفتوح لتحقيق المزيد من الميداليات والبطولات بالعزيمة والإصرار. وشارك في عام ٢٠١٨ ببطولة ملتقى تونس الدولي وبطولة المغرب، وفي نفس السنة تأهل لبطولة الألعاب الآسيوية، لكنه رفض المشاركة بسبب تعارضها مع الدراسة. وفي عام ٢٠١٩ أكمل قصي طريقه بتحقيقه ٣ ميداليات: ذهبيتان وفضية في بطولة غرب آسيا في الأردن، وفي عام ٢٠٢١ شارك في بطولة ملتقى تونس الدولي وحقق الميدالية الفضية. إذ يقول: “في كل بطولة وإنجاز يكون لي حافز للبطولة التالية”.
ماذا تعني لك الميدالية الذهبية؟
عن الفوز بالميدالية الذهبية يقول قصي الرواحي: “في آخر بطولة شاركت فيها، وهي دورة ألعاب غرب آسيا البارالمبية في البحرين 2022، حصلت على ذهبية الـ 100 متر، كان إنجازًا متميزًا وبإذن لله تعالى القادم أجمل وأفضل لمشواري الرياضي. الفوز بالميدالية الذهبية شرف وإنجاز، سواء كان لي أو لسلطنة عمان، إذ أنه من الجميل جدًا أن تسمع النشيد السلطاني في كل محفل من المحافل الرياضية وهذا فخر كبير، وواجب لنا نحن كلاعبين ومدربين أن نحقق الذهب”.
مشاركات مستقبلية
هناك العديد من المشاركات المستقبلية لقصي الرواحي منها دورة الألعاب الآسوية لعام ٢٠٢٢ التي ستقام في جمهورية الصين في شهر أغسطس، بالإضافة إلى بطولة ملتقى تونس الدولي في شهر يونيو.
أبي قدوتي
ويتحدث قصي الرواحي عن دور الأهل والمجتمع في دعم موهبته الرياضية قائلًا: “أشكر أهلي على ما قدموه لي من دعم، وعلى إتاحتهم الفرصة لي للمشاركة وتشجيعهم لي باستمرار. هنالك أمي تدعو لي، وأبي وقدوتي في رياضات ألعاب القوى، أتلقى تعليماته ونصائحه، ولا أنسى تشجيع أخواني خصوصًا عند بداية كل بطولة. وهناك أيضًا المجتمع متمثلا في أصدقائي وزملائي، والمدربين لهم دور خاص في تشجيعي معنويًا، وهذا أفضل دعم لي”.
بين الدراسة والرياضة
“أقول دائما إن أحببت لعبة ما أو فن أو هواية من الضروري جدا أن تنظم وقتك، فقد كنت أرتب وقتي أثناء المدرسة، في الفترة الصباحية أتلقى الدراسة، وفي الفترةالمسائية أفرغ نفسي للتدريبات. لقد علمتني الرياضة أن أكون منضبطًا في كل وقت. أما في فترة دراستي بالجامعة فأنظم وقتي في الفترة الصباحية ليكون للمحاضرات، وفي الفترة المسائية أمارس التدريبات بشكل طبيعي جدا، أما إن كانت هناك محاضرات في الفترة المسائية فأمارس الرياضة في الساعة السابعة مساءً والحمد لله رب العالمين أكون قد وفقت في رياضتي ودراستي”.
إلى ماذا تطمح في المستقبل؟
في ختام حديثه يقول قصي الرواحي: “أطمح في المستقبل بإذنٍ وتوفيقٍ من الله أن أكون لاعبًا محترفًا، وأن أنافس على مستوى العالم. وبإذن الله تعالى وفي هذا العمر،٢١ سنة، لي مستقبل مشرق في ألعاب القوى، إذ سيكون عمري الرياضي ١٠ سنوات، فأنا مستمر بإذن الله لـ١٠ سنوات قادمة، وقد أوفق في بطولات ومحافل رياضية عالمية إن شاء الله”.