X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

واللون إذ نطق!

أحمر أبيض أسود.. ماذا تعني لك الألوان؟

هل يؤثر اللون فينا ويستطيع تغيير حياتنا وأمزجتنا؟، نعم.. لقد أكد علماء النفس أنّ الألوان لها تأثيرها السلبيّ والإيجابيّ على سلوكنا وشخصيّاتنا نفسيًّا وروحيًّا، وقد ظهر ضمن الفروع الحديثة لعلم النفس فرع يختص بدراسة الألوان هو علم النفس اللوني، ومن أوائل الذين اهتموا بهذه الدلالات هي شركات التسويق؛ إذ ربطت بين الألوان وكيفية الترويج لمنتجاتها ولفت انتباه المستهلكين!
نتعرف من خلال الاستطلاع الآتي على علاقة الألوان بعلم النفس من جهة وعلاقتها بالتسويق من جهة أخرى:

 

الدكتورة مروة

الألوان والتسويق

تحدثنا الدكتورة مروة بنت علي الهنائية، أستاذ مساعد في قسم التسويق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، عن الألوان وعلاقتها بالتسويق فتقول:
“تُستخدم الألوان على نطاق واسع في مجال التسويق لتشكيل تجارب المستهلك مع السلع والخدمات المقدمة. ويركز التسويق الحسي (sensory marketing) على التأثير على حواسنا الخمس النظر، السمع، الشم، التذوق، واللمس، وذلك لتعزيز و تحسين تقييمنا وتصورنا عن السلع والمعروضات، ومن خلال الاهتمام بذلك الجانب يمكن للشركات اكتساب ميزتها التنافسية في السوق. على سبيل المثال، عند ذهابك لتناول وجبة عشاء في أحد المطاعم فإنك تبدأ في تقييم تجربتك مع المطعم منذ لحظة دخولك إليه و قبل أن تطلب أو تتذوق طعامك، فتتأثر تجربتك برائحة المكان، والألوان المستخدمة على الجدران والطاولات والديكور العام، وأصوات الموسيقى في الخلفية أثناء انتظار وصول وجبتك. لذلك فإن المسوقين يخططون بعناية كبيرة لكيفية إثارة حواسك بطريقة مواتية لتعزيز تجربتك الشاملة مع منتجاتهم و خدماتهم”.
وأضافت: “يعتمد المسوقون بشكل كبير على العناصر المرئية في الإعلان وتصميم المتاجر والتعبئة والتغليف، وعلى الرغم من أن العناصر المرئية المختلفة يمكن أن تجذب انتباه الأفراد بشكل عام ، ولكن يعد عنصر اللون هو الأكثر جذبًا وتأثيرًا على المستهلكين، إذ أكدت العديد من الدراسات أن اللون يمكن أن يؤثر على النيات الشرائية لدى الأفراد، وشخصية العلامة التجارية، وجودة المنتج وسعره”.
وتابعت: “وقد ركزت العديد من الدراسات على اللون الأحمر وتأثيره و دلالاته، وقد ثبت علميًّا أنه يثير دلالات محددة كالخطر في أذهان الأفراد كما أنه مرتبط بمشاعر إيجابية كالحب، والنشاط، والطاقة، والاهتمام، والقوة وأيضا مرتبط بمشاعر سلبية كالخوف والإجهاد. ومن جانب آخر، تؤكد دراسات أخرى أن استخدام اللون الأحمر يثير مشاعر الجوع والشهية، ولهذا نجده مستخدمًا في العلامات التجارية للعديد من مطاعم الوجبات السريعة. كما تستخدم العديد من المتاجر اللون الأصفر والأحمر لجذب الانتباه إلى الإعلانات والعروض الخاصة من نوافذ المتجر، ويستخدم اللون الأخضر للتعبير عن الشعور بالاسترخاء والانتعاش والصحة. وعلى سبيل المثال، يُستخدم اللون الأسود للتعبير عن السلطة والرقي والقوة ولهذا السبب يتم استخدامه في العديد من المنتجات الفاخرة”.
وتذكر: “إضافة إلى ذلك، تمتلك العديد من الشركات ما يسمى (Trade dress) وهو عبارة عن تركيبة لونية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشركة معينة، ويتم استخدام هذه الألوان بشكل موحد عبر منتجات وحزم العلامة التجارية بحيث يمكن للعملاء التعرف عليها بسهولة من بين المنافسين. ومن جانب المستهلك، فهناك اختلافات بين الجنسين في إدراك الألوان، حيث يربط الناس الألوان الفاتحة بالإناث والألوان الداكنة بالذكور، كما تنجذب النساء نحو درجات الألوان الفاتحة ويفضلون التظليل والأنماط الدقيقة. وقد أظهرت العديد من الدراسات أيضًا أن قدراتنا الحسية تتراجع مع تقدمنا في السن، لذلك تبدو الألوان باهتة بالنسبة لكبار السن، ولذلك نجدهم يفضلون اللون الأبيض والألوان الزاهية الأخرى عند اقتناء منتجاتهم، مما دفع بعض الشركات إلى استخدام السيارات والمنتجات البيضاء لجذب انتباه الفئة المستهدفة من كبار السن”.

 

الدكتورة نجلاء

 

الألوان لها دلالات نفسية

عن علاقة الألوان بعلم النفس تقول الدكتورة نجلاء بنت سالم السعدية، أستاذ مساعد بقسم التربية الفنية بكلية التربية: “للألوان دلالات مختلفة تختلف من فرد إلى آخر وفق للمشاعر والتعبيرات التي يريد أن يعبر بها الفرد، وأيضا للألوان ذكريات مرتبطة بالإنسان تذكره بكل موقف أو فكرة أو شخص أو مكان. بالنسبة لي لا أحصر نفسي في لون واحد! فالألوان ما هي إلا رمز، أو إشارة إلى شيء معين أو شخص، وقد أكون قريبة من لون لأنه يذكرني بشي جميل في حياتي، أو أبتعد لفترة عن لون لأنه يذكرني بشيء لم يسعدني حصل في حياتي، الألوان لها دلالات نفسية وتعبر عما بداخل الفرد وكل فرد يوصف اللون بطريقته الخاصة فمن من يجد اللون الأسود ملك الألوان ومن يجده لون التشاؤم، وهكذا عند جميع البشر كلٌّ يجد علاقته بلون في ضوء منظورة الخاص”.
من الجانب التسويقي تذكر الدكتورة نجلاء: “للألوان دور كبير في الجذب للعلامات التجارية أو الشركات التجارية، وأيضا للألوان مواسم فنجد في كل ستة تظهر مجموعة لونية تنتمي إلى تلك السنة، ومعظم الشركات تحاول أن تغير علامتها أو تصاميم الألوان لديهم في تلك السنة لتساعد في جذب المستهلك لها، وللألوان طاقة تأثيريّة على الجوّ العام للمكان، فعند تصميم ديكور لمكانٍ تُراعى معرفة الأثر المُراد خلقه في هذا الفراغ، وبناءً عليه تُختار الألوان المُستخدَمة فيه، ومن هذه الغايات تسعى الألوان إلى استخدام الهدوء من خلال اللون الأبيض أو اللون الأزرق الفاتح نسبة إلى صفاء السماء”.

 

الدكتورة أمل

 

الفضي والذهبي.. وفن المجوهرات

تقول الدكتورة أمل بنت سالم الإسماعيلية، أستاذ مساعد بقسم التربية الفنية بكلية التربية: “لوني المفضل هو اللون الفضي، فهو يعبر عن شخصيتي فأنا مهتمة باللون الفضي لارتباطه الشديد في مجال تخصصي وهو فن المجوهرات. وأميل للحلي العمانية التقليدية التي كان معدن الفضة هو المعدن الأساسي في صياغتها، وتلك المجوهرات لها علاقة بالمرأة العمانية وأضفت لها قيم جوهرية عبر الزمن”.
وتؤكد: “وبالفعل هناك علاقة بين الألوان وعلم النفس فهناك دراسات كثيرة توضح تلك العلاقة وما زالت البحوث تتطرق إليها. ومن ناحية اللونين الفضي والذهبي؛ فاللون الفضي يرمز للنقاء البشري أما اللون الذهبي فيرمز للقيادة والثقة”.
وأضافت: “من خلال تعمقي في التتبع التاريخي للونيّ الفضة والذهب من جانب تحول الذوق العام للمجتمع العماني. وجدت أنه استمر تداول المجوهرات الفضية لفترات زمنية طويلة إلى أن بدأ عصر النهضة؛ آنذاك بدأت الفضة تدريجيًّا بالانحسار لدخول الذهب ليحل محل الفضة. وتشير بعض الدلالات التاريخية إلى أن نهاية التسعينيات كانت آخر فترة تم فيها صنع المجوهرات الفضية المصاغة من عملة ماريا تريزا دولار وهي العملة التي تصاغ منها الحلي العمانية بعد صهرها.
وتغير التوجه العام من الفضة إلى الذهب وهذا التحول طبيعي فالمرأة قديمًا وما زالت هذه الفكرة موجودة إلى الآن وهي القيمة المادية للمعدن، حيث يعد نوعًا من الاستثمار لها في المستقبل ودليل ذلك ما تضعه المرأة من المهر حيث توضع الحصة الكبرى لشراء الذهب”.
وتابعت: “الألوان المعدنية من أكثر الألوان المستخدمة في العلامات التجارية وذلك للبريق واللمعان اللذين يوحيا بالثراء والثقة واللذين لهما القدرة على جذب المستهلك. حيث تتسم التصاميم المستخدمة لهذه الألوان بالاحترافية وكمثال على أشهر العلامات التجارية شركة Mercedes للسيارات وشركة Apple للهواتف”.

 

الاستاذة خديجة

 

الألوان هي كل شيء

وتقول خديجة بنت أحمد المعمرية، تخصص ماجستير الفنون: “أحب جميع الألوان وهي تعبر عن شخصيتي فأحيانًا أميل للون الأسود وأحيانًا إلى اللون الأحمر، والألوان الأخرى على حسب راحتي النفسية للون وما يبعثه في داخلي من شعور في تلك اللحظة”.
وعن وجود علاقة بين الألوان وعلم النفس، قالت: “نعم هناك علاقة والدليل في السؤال السابق أنني أميل للون معين على حسب نفسيتي ومشاعري، وهناك دلالات لكل لون وأيضًا استخدامات معينة لهذه الألوان في علم النفس فهي تستخدم للعلاج النفسي من بعض الأمراض، وكذلك نلاحظ استخدام الألوان في الأفلام تبعًا لنوع الفلم والجو النفسي، وإذا أبحرنا أكثر في هذا المجال سندرك أنه متشعب”.
وذكرت: “إن الألوان هي كل شيء وأن كل شيء متلون بلون. نقوم بتحليل الألوان وكيف ظهر هذا اللون ولماذا وضعنا هذا اللون بجوار اللون الآخر، نضع تساؤلات ونجيب بالتجربة من خلال الألوان. هناك اختبارات أو تحليلات للشخصية من خلال الألوان المحببة لكل فرد وتأثيرها على هذا الفرد، فأرى أنها تعبر عن السمات الشخصية للفرد، مثلما نلاحظ في رسومات الأطفال فيتم تحليلها وفقًا للألوان والأشكال ولكن يستخدم الطفل لون معين لأنه قد يكون يعاني نفسيًّا، أو أيًّا كان، فمن الممكن اعتبار الألوان وتحليلها شيء مفيد ومساعد في العلاج ومعرفة السمات الشخصية”.
“هل للألوان دور في جذب الناس للعلامات التجارية؟ نعم، سابقا نرى بعض الشعارات أو العلامات التجارية مليئة بالتلوث البصري، فالعين هنا لا تستطيع الرؤية براحة ولا نحبذ رؤية هذه العلامات ولكن مع المعرفة بالألوان والدراسات بدأت تدخل الألوان مع دلالتها في العلامات التجارية، وأصبحت العلامات التجارية ذات الألوان المريحة للعين هي التي تجذب الناس أكثر من غيرها”.

 

الاستاذة هاجر

 

الأسود والأبيض.. لوناي المفضلان

ماهو لونك المفضل؟ تجيب هاجر بنت خليفة الحراصية، ماجستير فنون كلية التربية: “لا يوجد لون معين مفضل لدي لكن أظن بأن اللون الأسود والأبيض هما المفضلان، مع أنه يتم تصنيفهما كألوان محايدة ولا تعد ألوانًا بحدّ ذاتها فنيًّا لكن بشكل مجمل أظن بأنهما يشكلان أساس كل شيء.
ربما في بعض النواحي تعبر الألوان عن شخصيتي حيث، ينعكس هذا في اختياراتي في الملابس ومقتنياتي بشكل عام. لكن من جانب الشخصية أظن أن الأبيض يرمز دائمًا للنقاء والصفاء والأسود للقوة والطاقة، وهذا يذكرني بتوازن الحياة وما أحاول الإيمان به والوصول إليه بعيدا عن الكمال”.
وتتابع: “بالتأكيد هناك علاقة بين علم النفس والألوان، فأظن أننا نميل إلى ما يشبهنا وأحيانًا نستطيع قراءة شخصية الفرد من الألوان التي يرتديها ويميل لها ولكن يظل اللون الواحد يحتمل أكثر من معنى وقد يكون مرتبط بمواقف أو ذكرى معينة تكون السبب في اختياره.
أظن أنها نوع من التفضيلات إذا تعلق الأمر باختيارات الفرد في ملابسه ومقتنياته، لكن من الناحية الفنية نحن نستطيع قول الكثير من لون اللوحة عن مدلولاتها وفلسفتها.
الألوان تعطي عنصر السيادة والجذب إذا استخدمت بالشكل الصحيح. من خلال اللون فقط نستطيع مواكبة التطور والمعاصرة والإشارة إلى هوية العلامة وإعطاء التركيز للرسالة التي تحاول العلامة إيصالها”.

 

About the Author