تعد متلازمة الموهوب من الحالات النادرة التي تصيب الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد أو من يعانون من بعض الاضطرابات العقلية.
ويكون المصابون بمتلازمة الموهوب لديهم قدرات خاصة وعبقرية غير متكافئة مع حالة الإعاقة لديهم، ويواجه الشخص ذوي التوحد صعوبات اجتماعية، أو جسدية أو عاطفية مختلفة، ويظهر هؤلاء الأفراد مستوى متفوق من الذكاء مع فهم عميق للعلاقات أو حساب الأرقام، أو الكلمات، أو الموسيقى، أو الفيزياء، أو أي مجال آخر من مجالات الدراسة المتخصصة بحسب تعريفهم الوارد في دليل دعم الأطفال ذوي القدرات العالية والموهوبين من ذوي التوحد في التعليم.
ومن أجل أن يتقدموا ويتعلموا بشكل أفضل في كيفية تطبيق مواهبهم، جاءت أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأطفال ذوي القدرات العالية والموهوبين من ذوي التوحد في التعليم؛ حيث توفر بيئة تعلم آمنة تبقى فيها المحفزات مستقرة مع إمكانية التنبؤ بالأحداث، وتعمل كوسيط في عملية التواصل مع الآخرين، وتعمل على تطوير المهارات الاجتماعية، وتسهل العمل الجماعي، وتوفر ممارسة منظمة للمهارات، وتدعم مهارات القراءة والكتابة والحساب، وتساعد الطلاب على تنظيم أفكارهم وأوقاتهم بشكل أكثر فعالية، وتساعد على تطوير المهارات الحركية الدقيقة.
في هذا الصدد، كان لنا حوار مع الأستاذ الدكتور علي مهدي كاظم الأستاذ بقسم علم النفس في كلية التربية، الباحث الرئيس- بشأن مشروعه البحثي: فاعلية تطبيق إلكتروني في تنمية المهارات اللغوية والاجتماعية ومهارات التفكير الإبداعي لدى المصابين بطيف التوحد الموهوبين (التوحدي الموهوب) بسلطنة عمان.

عن هذا المشروع قال: “هذه الدراسة عبارة عن مشروع بحثي ممول من مركز البحوث الإنسانية بجامعة السلطان قابوس والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال. وقد تكون الفريق البحثي للمشروع من: البروفيسور علي مهدي كاظم -الأستاذ بقسم علم النفس، الباحث الرئيس-، والدكتور عبد الرحمن الحاج -رئيس قسم تكنولوجيا التعليم والتعلم بالجامعة، الباحث الرئيس المناوب-، والبروفيسور محمود محمد إمام -رئيس قسم علم النفس بالجامعة-، والأستاذة يُسرى بنت محمد المغيرية -طالبة دكتوراه بقسم الأصول والإدارة التربوية-، والأستاذ أحمد بن مرهون البوسعيدي -أخصائي رعاية موهوبين-، والأستاذة وفاء بنت يعقوب الحوسنية -معلمة بوزارة التربية والتعليم- كباحثين مشاركين”.
وأضاف: “يهدف المشروع البحثي إلى قياس أثر تطبيق إلكتروني في تنمية المهارات اللغوية والاجتماعية والتفكير الإبداعي لذوي الخصوصية المزدوجة من التوحديين الموهوبين بسلطنة عمان باستخدام المنهج شبه التجريبي؛ حيث سيتم إجراء مسح للأطفال التوحديين الموهوبين في جميع محافظات السلطنة بواسطة اختبارات الكشف والتشخيص، كما سيتم استخدام مقاييس مقننة لقياس المهارات اللغوية والاجتماعية والتفكير الإبداعي، ومن المؤمل أن تُسهم نتائجه في تنمية تلك المهارات لهذه الفئة من خلال استخدام التقنية عبر تطبيق إلكتروني يراعي -بقدر الاستطاعة- السمات والصفات الخاصة بالتوحديين الموهوبين (ذوي القدرات العالية) في السلطنة، وسيستفيد من نتائج المشروع البحثي العديد من الجهات، مثل: جامعة السلطان قابوس، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التنمية الاجتماعية، ومراكز تأهيل أطفال التوحد الحكومية والخاصة بسلطنة عمان”.
وأكد: “سيستمر المشروع لمدة سنتين، وسيستفيد من مخرجاته الفئة المستهدفة من التوحديين الموهوبين بالتطبيق الإلكتروني النابع من المشروع البحثي، وتزويد صانعي القرار بأهمية تطوير برامج العناية بفئة الاحتياجات الخاصة من التوحديين الموهوبين (ذوي القدرات العالية) بسلطنة عمان، وتوجيه البحوث المستقبلية إلى اكتشاف المزيد من التقنيات التشخيصية والبرمجيات الإلكترونية الفعالة والتي تخدم فئة التوحديين الموهوبين (من ذوي القدرات العالية)”.
واختتم حديثة بقوله: “نود التنويه على أن المشروع يسير قُدما وفقا لما خطط له، فقد تمت مخاطبة الجهات المعنية المستفيدة من نتائجه كوزارة التربية والتعليم بمديرياتها في محافظات السلطنة جميعها، ووزارة التنمية الاجتماعية، كما تم زيارة بعض مراكز تأهيل أطفال التوحد الحكومية والخاصة، وتم التواصل مع بعض أولياء الأمور والالتقاء بهم؛ بهدف نشر ثقافة المشروع، وتسهيل مهمة الفريق البحثي، كذلك تم البدء من قبل الفريق بإعداد سيناريو التطبيق الإلكتروني بمعية المختصين بفئة التوحديين”.