
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية قدم قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة عددًا من المحاضرات الهادفة إلى تعميق
الفهم للمباحث اللسانية التي تخدم اللغة العربية وتؤكد دورها في بناء الثقافة والتواصل الحضاري.
إذ قدم الدكتور محمود بن سليمان الريامي، الأستاذ المساعد بالقسم، محاضرة بعنوان (اللغة العربية بين المتغيرات
العالمية) ضمن الأنشطة الثقافية لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وتحدث فيها عن واقع اللغة العربية في
التشريعات والإعلام والتعليم والبحث العلمي والفضاءات المكانية والترجمة والتعريب، والاهتمام باللغة العربية عبر
العالم.
كذلك نظم قسم اللغة العربية وآدابها عبر الفضاء الإلكتروني محاضرة ألقاها أستاذ اللسانيات بجامعة محمد الخامس
بالرباط محمد غاليم، عنوانها “اللغة العربية واللسانيات المعرفية”، تحدث فيها عن العلاقة بين اللغة والتصور الذهني
والأعصاب والنظام المركزي للمعرفة؛ معرجًا على القواسم المشتركة بين اللغات في العمليات الذهنية المنتجة للغة
والمؤوِّلة لها.
وأبدى الحاضرون من الأساتذة وطلبة الدراسات العليا تفاعلًا ملحوظًا -عبر استفساراتهم- أطال من أمد المحاضرة وثرائها
العلمي.
إضافة إلى ذلك، شارك الدكتور زاهر بن بدر الغسيني، الأستاذ المساعد بالقسم؛ في جلسة علمية أُقيمت بمناسبة الاحتفال
بيوم اللغة العربية؛ نظمتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم.
وتحدث في ورقته العلمية عن: دورُ اللغةِ العربيَّةِ كوسيط تواصلٍ في نقل العلوم”الثقافةُ الإسبانيةُ نموذجًا”، وأشار
في ورقته العملية إلى أن حضور اللغة العربية في إسبانيا ينطلق من حقيقة تاريخية ترتبط بالفترة الزمنية التي عاشتها
الحضارة العربية في إسبانيا طوال 8 قرون. وتمثَّلت بذور التمازج الثقافي والحضاري بين اللغة العربية والثقافة
الإسبانية من خلال لغة (ألخميادو) التي كُتبتْ بالحروف العربية عند الموريسكيين، بُغْية المحافظة على العربية
باعتبارها هُويَّةً وكيانًا دينيًّا وثقافيًّا.
وارتكزت الورقة العلمية على المحاور الآتية: حضور العربية في المعالم الحضارية من خلال النقوش والخطوط المكتوبة في
جدران المنازل، والمعالم التاريخية، والآثار الإسلامية، وتغلغل اللغة العربية في اللغة الإسبانية الحديثة؛ بما يُسمى
“اقتراض الألفاظ Borrowing words”، الذي يضمن حيوية العربية في الثقافة الإسبانية؛ إذ إن هناك ما يقارب من 4 آلاف
كلمة عربية تقريبًا متداولة في الإسبانية اليوم.
وعرجت إلى دور “الاستعراب الإسباني” الذي جاء انعكاسًا لواقع التعايش بين العرب والمجتمع الإسباني، وما قدَّمه
ويقدمه الاستعراب لخدمة اللغة العربية؛ الذي يُعد دليلًا واضحًا على قيمة اللغة العربية، ودورها في التقريب والتواصل
الثقافي والمعرفي مع الثقافة الإسبانية.
كذلك شارك الأستاذ الدكتور إحسان اللواتي، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها، في ندوة علمية صباحية عن بعد في جامعة
الزهراء بالعراق، ثم أمسية ثقافية حضورية في الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء.