احتفلت جامعة السلطان قابوس مساء اليوم الإثنين بتخريج الفوج الأول من الدفعة الثانية والثلاثين من طلبتها من كليات الآداب والعلوم الاجتماعية، والتربية، والهندسة .
ورعى الحفل بتكليف سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين -وزير العمل-.
رئيس الجامعة
القلبُ النابضُ لهذه الرؤية
استهل الحفل بكلمة رئاسة الجامعة ألقاها صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد -رئيس الجامعة-، وقال فيها : “فإنه لمن يُمْن الطالعِ أن نلتقيَ هنا اليوم، في المسرحِ المفتوح الذي بات شاهدًا على لحظة تاريخيةٍ من البذلِ والعطاءِ والإنجاز..نلتقي هنا لنحتفلَ بتخريجِ دُفْعةٍ أخرى من طلبةِ الجامعة، في كليات: الآدابِ والعلومِ الاجتماعية، والتربيةِ، والهندسة.
لقد احتفَلْنا قبلَ أسابيع بمرور خمسةٍ وثلاثين عاما على اللحظةِ الأولى التي انطلقت فيها جامعةُ السلطانِ قابوس نحو ترسيخِ واقعٍ عِلْمِيٍّ ومعرفيٍّ جديديْن، واقعٍ يستندُ إلى مبادئِ العلم الأساسية، وينطلق بِخِبْراتِه نحو المجتمع، ويُنْتِجُ قُدُراتٍ وسواعدَ متينة، تبني وتُعَمِّر، وَفْقَ أُسُسٍ قائمةٍ على مبادئِ المعرفة.
وإننا في جامعةِ السلطانِ قابوس ليملؤنا الفخرُ والاعتزاز، ونحن نرى أبناءَ الجامعة، وهم يتقدمون بخُطَىً واثقةٍ وعزمٍ أكيد، نحوَ تحقيقِ الطموحات، لا يَحُدُّهُم حَدٌّ ولا يَصُدُّهُم حاجزٌ بتوفيقِ الله؛ لا على مستوى سلطنةِ عُمانَ فحسب، بل ضِمْنَ مستوياتٍ عالمية أيضا، وهذا ما أثبتَتْه إنجازاتُ الجامعة من تقدُّمٍ مستمرٍ في تصنيفِها على المستويين العالمي والعربيّ، وما يَعْكِسُه اختيارُ عددٍ متقدمٍ من باحثيها وأكاديمييها ليكونوا بين الصفوةِ في قوائمِ العلماءِ على مستوى العالم، وتكون اجتهاداتُهم البحثيةُ مَرْجِعًا ومصدرًا يُشَار إليه على الدوام.
واليوم؛ يَحِقُّ لنا أن نفخرَ بلحظةٍ تاريخيّةٍ أخرى، وهو أن هذه المناسبة، كما تضم مخرجاتِ الجامعةِ الجُدُد؛ فإنها تَضُمُّ مخرجاتٍ سابقة.فراعي الحفل، ورئيسةُ مجلسِ الجامعة، ورئيسُ الجامعة، وكبارُ مسؤولي الجامعة، وعمداءُ الكليّاتِ والعماداتِ المختلفةِ، وعددٌ كبيرٌ من أولياءِ الأمور؛ كُلُّهُم من ثَمَراتِ هذا الصرحِ العلميِّ الشامخ..
أيها الخريجون الأعزاء: إنكم تقفونَ اليوم، للاحتفالِ بإنجازِكم الذي تحققَّ نتيجةَ عملٍ واجتهادٍ وصبرٍ ومثابرة، منذ أن قررتم الالتحاقَ بجامعةِ السلطان قابوس، وهذا الإنجاز إنما هو مرحلةٌ في طريقِ النجاح وتحقيقِ الذات، ومحطةٌ لبلوغِ الغايةِ التي رسمتموها فيما سبق، وليست نهايةَ الطريق. ولْتَعْلموا –أبناءَنا الأعزاء- أن النجاحَ عمليةٌ مستمرةٌ متجددةٌ منذ الأزل، ويتأكدُ هذا في زمنٍ تتسارعُ فيه الدول لابتكارِ الحلول وبناء مستقبل أفضل لشعوبها؛ فاستمروا -بارك اللهُ فيكم- في تحصيلِ المعارف واكتساب المهارات؛ فبهذا تحققون غاياتِكم وآمالَكم، وتكونون عند حُسْن ظنِّ وطنِكم وأهاليكم.
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
ولْنَتَذكَّر أننا بدأنا قبلَ شهورٍ معدودة، أولى خطواتِ رؤيةِ عُمَان ٢٠٤٠، وأولى خُطَطِها الخمسية..هذه الرؤيةِ التي تضمَّنت العديدَ من المشاريعِ والأطروحاتِ التي أساسُها الشباب، وهدفُها أن تُحَقِّقَ لهم وللمجتمع جميعا، ما يَهْدِفون إليه ويطمحون.
وإننا نقف هنا، ونحن نمضي في سنا دربِ النهضةِ المتجددة بقيادةِ مولانا جلالةِ السلطانِ هيثمَ بنِ طارقٍ المعظم-حفظه الله ورعاه-؛ يجب أن نُذَكِّرَ بأنكم -أنتم الشباب-القلبُ النابضُ لهذه الرؤية..بِكُمْ بَدَأَتْ، وأنتم من يُعَوَّلُ عليه لتحقيقها، بإذن الله”.
الخريج حسين حاردان
الاستعدادِ لميادينِ العملِ
ثم تم تسليم الشهادات لخريجي الدراسات العليا، وألقى الخريج حسين بن علي حاردان -من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية-، كلمة الخريجين، وقال فيها: “إنها لمَدْعاةُ غِبطةٍ وسرورٍ أن أقِفَ وزملائي خريجي الدفعةِ الثانية والثلاثين وخريجاتها، في هذا المساءِ المَهِيب بتفوقِنا ونجاحِنا؛ نُطاولُ السماءَ فخرًا بلحظةِ تخرجِنا من صَرحِ جَامعةِ السلطانِ قابوس، مُستذكرينَ مَكرُماتِه وعَطاءاتِه طيَّب اللهُ ثراه، التي مَكَّنتنا أن نصِلَ إلى هذهِ المرحلة، فجزاه اللهُ على ما قدَّم وأعطى، مُجددين ولاءَنا لجلالةِ السلطانِ هيثمْ بن طارق المعظم حفظه اللهُ ورعاه، ووعدًا لسلطانِنا أن نُشمرَ سَواعِدَنا، بعزيمةٍ لا تعرِفُ الكلل، في مسيرةِ التنميةِ العمانيةِ الشاملة.
ها نحن نَصِلُ اليومَ إلى التتويجِ الذي انتظرناه بصبرٍ ومُثابرةٍ، في لحظةٍ تتباهى بأيامِ عُمانَ المَجِيْدة، وهي تحتفِلُ بعيدها الحادي والخمسين، عيدِ النهضةِ التي قَامَتْ على العِلمِ، وارتكزتْ على المعرفة. فأيُّ حصادٍ أَعْظمُ مِنْ هذا الحَصَادِ، ونحن نتوشحُ هذا المساءِ بشهاداتِ الاستعدادِ لميادينِ العملِ في هذا الوطن الغالي؛ فشكرًا لرئاسةِ الجامعةِ وهيئاتِها الكرام، على عطائِهم وإخلاصِهم في صناعةِ جِيلٍ للوطن، الذي أثْمرَ بتخرجِنا هذا المساء، وشُكرًا لأُسَرِنا التي تَجْنِينا اليومَ حَصَادًا.
إن التخرجَ بدايةُ رحلةٍ جديدةٍ في البناء، وها نحنُ اليومَ نتقلَّدُ فَرْحةَ النجاحِ، ونصلُ مرحلةَ الفلاحْ، في جامعةِ أعزِّ الرجالِ وأنقاهم، فهنيئًا لنا نِتاجَ تفانينا؛ وسهرَ ليالينا، ولِنتذكرْ أنَّ عُمانَ تُعوِّلُ علينا، مُضِيًا إلى 2040م، فأهلاً وسهلًا بمرحلةِ صِناعةِ المعرفةِ في سُوقِ العَمَلِ، سُفراءَ للمواطنةِ الصالحةِ، والعملِ الدؤوبِ في مرحلةِ عطائِنا لهذهِ الأرضِ الطيبة. وعلى العهدِ ماضون”.
ثم تم تسليم الشهادات لخريجي البكالوريوس من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، عقبها ألقت الخريجة بيان بنت سيف المعمرية -من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية- قصيدة شعرية بعنوان: تراتيلُ من وحيِ البيان.
واختتم الحفل بتسليم الشهادات لخريجي البكالوريوس من كلية التربية وكلية الهندسة.
تراتيلُ من وحيِ البيان
يُسابقني حرفي وليس يُلامُ
و يغلبني شعري وفيه هيامُ
يُرصِعُ من أزكى الحديثِ قوافياً
تراتيلُ من وحيِ البيانِ تُقامُ
إلى مَن سمت علما ومجدا ورفعة
لها في ربوعِ المشرِقَيْن مقامُ
لجامعةِ السلطانِ قابوسَ أحرفي
منارِ الهدى مني إليكِ سلام
سنونٌ قضيناها وآتت ثِمارها
وأينعَ فيها مطمحٌ ومرامُ
ألقت القصدية الشعرية الخريجة/ بيان بنت سيف المعمرية
كلية الآداب والعلوم الاجتماعية