كتبت/ رقية الحاتمية
ضمن فعاليات الموسم الثقافي الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الاجتماعية عقدت جلسة نقاش افتراضية عبر تطبيق زووم بعنوان “أزمة الكتابة التاريخية العربية”.
أدار الحلقة النقاشية الدكتور علي بن سعيد الريامي -رئيس قسم التاريخ-، مستضيفًا الأستاذ الدكتور عبد الهادي ناصر العجمي -رئيس مجلس إدارة جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورئيس تحرير المجلة العربية للعلوم الإنسانية، وأستاذ محاضر في جامعة الكويت-.
تضمنت الجلسة الحوارية مناقشة عدد من المحاور الرئيسية، أبرزها: إشكاليات أزمة الكتابة التاريخية؛ إذ تم تسليط الضوء على فكرة الفرضية والجدليات في الدراسات والبحوث التاريخية. وأشار الأستاذ الدكتور عبدالهادي أن آلاف الرسائل التي يصدرها العالم العربي مليئة بالمعلومات، ولكنها بلا فرضية واحدة؛ مُبينًا أن فرضيةالباحث وجدليته حول موضوع ما؛ تمثل قيمة مهمة للبحث. مؤكدًا على دور الفرضية في الوصول لجدل أعمق لتصنيف هذه المواد من أجل تقديم معرفة تاريخية جديرة بالاهتمام.
وتطرق البروفيسور العجمي إلى أحد إشكاليات الإنتاج المعرفي التاريخي العربي، وهو الصراع بين التيار الحداثي والتيار التقليدي.
كذلك تضمنت الجلسة مداخلة عدد من ذوي الاختصاص، حيث أشار الدكتور عبد الله الخراشي إلى أحد الأزمات الرئيسية في الكتابة التاريخية؛ أن المحدّث المؤرخ الذي استخدم منهج الجرح والتعديل في دراسة الحديث لم يطبق ذات المنهج الصارم عندما كتب التاريخ، حيث أنه في التاريخ الإسلامي كان كثير من المؤرخين هم أنفسهم من المحدثين.
وفي نهاية الجلسة الحوارية أشار الأستاذ الدكتور عبد الهادي إلى أن قيمة البحث تتمثل في الفكرة وليست الأدلة، وأن على الأقسام التاريخية في الجامعات العربية الاهتمام بقضايا التفكير الناقد، وتوجيه الطلبة إلى تبني الشك كمنطلق في دراساتهم التاريخية، وأن يكون الجدل العلمي حاضراً.
الجدير بالذكر أن الأستاذ الدكتور عبد الهادي العجمي يعد واحداً من أهم الباحثين الكويتيين المهتمين بقضايا التاريخ الإسلامي، ومفهوم النظام والسلطة السياسية والشرعية ومدى علاقتها بالمجتمعات وتطورها.