X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

شبابنا لم ينتظروا الوظيفة، بل صنعوها

استمعت إليهم: أميمة الكندية

اليوم، وأكثر من أي وقتٍ مضى نشهد تطورًا في مجال ريادة الأعمال. الشباب الطموح لا يلوح للفرصة راجيًا منها أن تأتي بل يمتطيها عدْوًا ليجول بها عنان السماء. أن تلتحق بوظيفة في مؤسسة شيء رائع، لكن أن تكون مؤسِّسها وبانيها لهو إنجازٌ بطعمٍ آخر. فلنستمع إلى حكايات طلبة وخريجي الجامعة في سلك الأعمال الحرة، وعن إنجازاتهم ومشاريعهم التي رأت النور.

 

علي المقبالي

التجارة مكسب

“تسع أعشار الرزق من التجارة” هكذا ذكرنا علي بن حسن المقبالي -خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سنة ٢٠١٥ بدرجة البكالوريوس- بعد أن سألناه عن أهمية الأعمال الحرة. وقد أشار المقبالي إلى رفضه لعدة عروض وظيفية من القطاعين الحكومي والخاص، رغبةً منه في إدارة مؤسسة والده في بيع مواد البناء، والتي تأسست عام ١٩٧٧، مضيفًا أن معظم من بقائمة أغنياء العالم هم من أصحاب المشاريع الحرة.

 

نور الكندي

وأكدت نور بنت محمد الكندية -خريجة كلية العلوم بدرجة البكالوريوس سنة ٢٠٢٠- أن لا حدود للطموح، “ريادة الأعمال مجال واسع، اطمح أكثر وسيتحقق بسرعة لاتتصورها، على عكس التدرجات في السلم الوظيفي، والتي تشكل عائقا للتطوير”. وتعمل نور في مشروع يختص باستيراد الحلويات الشامية من الأردن منذ ٢٠١٩،مؤكدةً أن التخطيط المكثف كان اللبِنة الأساسية لبداية إنشاء المشروع، وفي كل مرحلة يتطور فيها المشروع أكثر وأكثر، من توجيه ومتابعة وتقييم للمشروع.

 

أنس الذيب

العقبات فرص

يرى أنس بن محمد الذيب -خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سنة ٢٠١٨- أن طريق ريادة الأعمال مكلل بالشوك ومليء بالعثرات، لكن لذته في تجاوز التحديات،والتعلم من الهفوات. ويعمل أنس في مجال صناعة المحتوى والتصوير والتسويق، وقد بدأ مشوار ريادة الأعمال الحرة وهو في مقاعد الدراسة حتى افتتح شركته الخاصة في مجال التصوير، والذي تحول من هواية إلى مشروع مستمر. يقول أنس: “بما أن الوضع الاقتصادي في الوقت الراهن صعب، والفرص شحيحة، فإني أرى أن توجه الخريجين والخريجات إلى مسار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خطوة إيجابية في سبيل المبادرة والابداع وخلق جو من الاستثمار. ابدأ بدراسة متطلبات قريتك، ثم توسع إلى مناطق أخرى، فلكل منطقة سمات خاصة وفرص عمل مختلفة وخدمات معينة، والسوق العماني ما يزال في طور إثبات جدارته. قد تفشل ٩٩ مرة وفي المرة المائة ستنجح، فعالم ريادة الأعمال يتطلب الصبر، والتعلم من تجارب الرائدين في نفس مجالك، بالإضافة إلى مهارة عالية في الإقناع والتطوير”.

يقول سعد الكندي -طالب من كلية الطب والعلوم الصحية في سنته الدراسية السادسة- أن من أكبر العوائق التي واجهها هو توفير رأس مال كافٍ مع التسويق الذكي. ويضيف: “ولكني تجاوزت هذه العقبات عن طريق توفير رأس مال بسيط مبدئيًا، وتوسيع العمل تدريجيًا، بالإضافة إلى تفعيل التسويق الإلكتروني على منصات التواصل الاجتماعية”.

وقد عقبت نضال بنت محمد الفارسي -خريجة كلية الحقوق سنة ٢٠١٩- أن إدارة الوقت يشكل تحديًا حقيقيًا لأصحاب المشاريع، وقد دفعها هذا إلى تسجيل أعمالها وجدولها اليومي في مذكرة خاصة بها. وأشارت قائلةً: “أصبح من الضروري على الطالب الجامعي أن يؤسس عمله الخاص به عن طريق التركيز على مهارة من مهاراته،يكتسب منها قوت يومه، ويقدم خدمة لأفراد مجتمعه”.

مشروع خَبز وتزيين كعك المناسبات

نمو واستقرار أكثر

وترى زينب بنت مطلوب الخاطرية -خريجة كلية العلوم سنة ٢٠٢٠- أن السبب الرئيسي وراء نمو المشاريع المنزلية هو شح الوظائف في سوق العمل، والرغبة الشديدة في إثراء النفس بعيدًا عن اللهو واللعب وخوفًا من ضياع العمر بلا دافع أو هدف. وتضيف زينب -وهي صاحبة مشروع خَبز وتزيين كعك المناسبات: ”إني أرى مستقبلي يلوح في الأفق وأنا في مقعدي الحالي، وأعتقد بأن أغلب المشاريع الحرة قابلة للتطوير والتوسع خاصة تلك التي تخدم متطلبات هذا العصر وذلك كله يعتمد على همة ورغبة الفرد وجديته إزاء المشروع”. كما أكدت زينب أن دور المجتمع والدولة يأتي من دعمهم ماديًا ومعنويًا، وتقليل الصعوبات والمتطلبات اللازمة لافتتاح مشروع خاص، وهو ما أكده أنس قائلاً أثناء حديثنا معه: “توصيف بعض الأعمال والأوراق اللازمة للجهات المختصة يعيق سير العمل، فالتحديث المستمر مطلوب، بالإضافة إلى بعض الإجراءات التي تستغرق وقتًا لإنهائها. وعوضاً عن ذلك، الشركات الصغيرة والمتوسطة بالسلطنة أثبتت جدارتها لأنها ذات قوة وجودة وتنافسية عالية”.

السوق يتسع الجميع، فقط أبدع أكثر

وعن عمق السوق، يضيف أنس: “من غير المنطقي أن يقول صاحب المشروع أن السوق متشبع، وأن الجميع يمتلك أفكارا ابتكارية. لكلٍ منا عقلية ثرية وغنية بالطاقات الإبداعية، فالشركة تقوم بأفكار صاحبها وتتعطل إذا لم تتغذى بروح الإصرار. والجدير بالذكر أن التغريد خارج السرب صحي، ولكن في إطار واقعي أكثر، قد لا تنجح فكرتك الآن، لكن الإقبال على فكرة جديدة يتطلب الرجوع إلى جهات مختصة لضمان دراسة جدوى المشروع”. وتؤيده نور قائلةً: “تعلم أولاً ثم طبق، ثم تعلم دائماً وطور. ابدأ من الأشياء التي تمتلكها”. ويرى المقبالي أن مواكبة متطلبات السوق ومتابعة احتياجاته ضرورية جداً، مع انتقاء المجال المناسب، فالبداية الصحيحة يجب أن تكون مبنية على أسس متينة وقوية. كما أضافت نضال: “إن لكلٍ منا إبداعًا غير محدود، فعلينا أن نكتشف ذاتنا ونغرسها في بيئة تحفيزية محبة للعمل مع ضرورة إضفاءجانب المتعة إليها”.

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية