ثمة مؤشرات كثيرة تدل على حيوية المجتمع، وقدرته على النهوض والاستجابة للتحديات التي تواجهه، ومن أهم هذه المؤشرات ما ينبثق عن المجتمع من “مبادرات”، وفي ظل جائحة كورونا بادرت الدكتورة مريم بنت حميد الغافرية – باحثة وكاتبة في مجال الدراسات الأدبية والنقدية – أن تكون عونًا لمجتمعها في هذه الجائحة وقدمت مبادرة باسم “عرفتُ الجمال” تهدف إلى رفع معنويات المجتمع في ظل الجائحة وتوجيه أنظارهم إلى جوانب مشرقة في الأزمات مهما تعاظمت! فإلى تفاصيل الحوار معها..

 

 

التكافل الاجتماعي

لماذا نحتاج مبادرات مجتمعية وإنسانية في فترة الجائحة (كورونا)؟
نحتاج إلى مبادرات مجتمعية وتطوعية في ظل الأزمة تحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي هو مطلب يقوي وحدة المجتمع وتكاتفه وتآزره. نحتاج المبادرات الفردية والجماعية والمؤسساتية لكي تؤازر أكثر الفئات تضررًا في ظل الجائحة فمن رحم الأزمات تولد المبادرات. كما نحتاج إلى المبادرات للتثقيف ضد الشائعات والتصدي للأخبار الزائفة وتوعية المجتمع في الأزمة بضرورة أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية الموثوقة. ونحتاج المبادرات المجتمعية والمؤسسية لتخطي الأزمة وإدارة آثارها الجانبية باقتدار وتكاتف الجهود الواعية.

 

 

من أجل وطني

ما هي المبادرات التي كنتِ قريبة منها وكيف تقيميها؟
المبادرات التي كنت أسمع عنها وأقرأها في الصحف تقرب الصورة لكن لا أقيم نفسي بالقرب منها أو البعد عنها، بل أستطيع أن أقول إني وضعتُ هدفًا أن تكون لي مبادرة وفق قدراتي واستطاعتي كفرد من أفراد المجتمع، وأن يكون لي دور مهما صغر إلا أنه سيكون ضمن مواقفي الإيجابية تجاه وطني الأم عمان.

 

هل لديك أفكار مبادرات قادمة؟
نعم، لدي مبادرة تخص الحوار الواعي مع فئة الشابات وملامسة القضايا المطروحة على أرض الغياب.

 

عرفت الجمال

ما هي قصة الكتيب الذي قمتِ به والهدف منه؟
في ظل جائحة كورونا وأثناء الحجر المنزلي أطلقت المبادرة الأولى وأسميتها: “عرفتُ الجمال” تهدف المبادرة إلى رفع معنويات المجتمع في ظل الجائحة وتوجيه أنظارهم إلى جوانب مشرقة في الأزمات مهما تعاظمت، وأن هناك مندوحة للتغيير والتجديد.
رسائل المبادرة كانت قصيرة إيجابية متنوعة تغذي الجوانب النفسية والإيمانية وتُوجِّه الوعي بالأزمة وكيفية الاستفادة منها. استمرت المبادرة ثلاثة أشهر، قررنا بعدها أنا والمصممة طباعة الرسائل في كتيب على نفقتنا الخاصة. وقد سعت الأخت المصممة الأستاذة سناء بنت ناصر المقبالية إلى طباعة الكتيب مشكورة، وكان لانتشاره صدى إيجابيًّا في قلوب من اقتنوا الكتيب.
وإيمانًا منا بقوة الكلمة الطيبة وفاعلية أثرها الإيجابي في نفس المتلقي أطلقتُ المبادرة الثانية أسميتها: “وقفة جبر” هذه المبادرة تهدف إلى رفع معنويات العاملين بالقطاع الصحي في ظل تفشي الفيروس والضغط على الواقع على الأطباء والممرضين وأهالي المرضى.

 

 

مبادرات بسيطة

بصورة عامة، كيف تقيمي المبادرات بالسلطنة؟
مبادرات بسيطة على مستوى الأفراد، وأخص بالذكر الأفراد أصحاب الهدف السامي في الحياة والرؤية الناضجة لفعل الخير.
أما على مستوى المؤسسات فالمبادرات المجتمعية في ظل الجائحة ما زالت ضعيفة إذا عدنا إلى المؤشرات والواقع وتبقى على قلتها مبادرات مقدرة.