X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

مرحبًا، هل تريد تناول القهوة؟

من منا يفوِّت دعوة زميل له للانضمام لنزهة أو تناول القهوة؟ من هنا تبدأ العلاقات المهنية بين الزملاء في مكان العمل، بالتعارف الودِّي على كوب من القهوة أو الشاي قبل بدء العمل.. فكيف تصف علاقتك بزملائك؟ وكيف تسِمُ عملية التواصل معهم، أهي إيجابيةً وسلسة؟ وهل ساعدتْ في تكوين بيئة عمل صحية ومناسبة لتعزيز الإنتاجية؟!! هنا نطرح عدة أسئلة حول العلاقات المهنية بين زملاء العمل ودورها في تعزيز الإنتاجية، وعن الآداب التي يجب على الشخص اتّباعها في التعامل مع زملائه من أجل بيئة عمل صحية..

 

فماذا يقول الأخصائيون؟

بيئة عمل صحية وآمنة
تقول الدكتورة خولة بنت سالم الوهيبية، أخصائي نفسي بقسم الطب السلوكي بالمستشفى الجامعي: “نعم العلاقة المهنية القائمة على التفاهم والتناغم بين الزملاء تعزز الإنتاجية؛ خاصة في حال كانت التخصصات العامة والفرعية داخل المؤسسة متكاملة وتشكل حلقة كاملة من التعاون كلٌّ باختصاصه، ولكن ينصب في المجال الذي تقدمه تلك المؤسسة”.
وتضيف الدكتورة: “هذا بدوره يساهم في خلق بيئة عمل صحية وآمنة، ومشاركةٍ والتزام من جميع الموظفين، كذلك الحوافز العادلة بين الموظفين بشكل عام في المؤسسة تساهم في تقوية العلاقات، وهذا كله يجعل الموظفين أكثر كفاية وتحفيزًا وإنتاجية مما يؤدي أيضًا إلى زيادة مستوى الخدمات التي تقدمها المؤسسة داخل المجتمع. وهذه الأمور أغلبها لها تأثير نفسي كبير، إذ تساهم في رفع مستوى الاتزان العاطفي والاستقرار الذهني وتخفف من الضغط والتوتر النفسي داخل بيئة العمل”.
وعن العوامل التي تساعد على الاستقرار النفسي، تشير الدكتورة إلى أن من العوامل المساهمة في تقوية الاستقرار النفسي بين الموظفين بشكل عام أن يكون الموظف على سجيته من خلال ما يتصف به من أخلاق وقيم تربى عليها وتعلمها، وأن يتصرف بطريقة لبقة ومهنية بعيدة عن الابتذال والتطرق للأمور الشخصية للزملائه، وأن يكون الموظف شخصًا مرحًا يقبل النصيحة المقدمة له من زملائه، وأن يكون متجددًا في مجاله ويشارك زملاءه بكل جديد لديه!”.
وعن علاقته مع مؤسسته تذكر الدكتورة خولة: “لابد من احترام قوانين المؤسسة، وألا يفشي سر المؤسسة ولا ينقل عن زملائه أمورًا تخصهم، وألا يتصرف الموظف بطريقة همجية ويفرض الرأي على زملائه، وأن يكون الموظف اجتماعيًّا ولديه أساليب تواصلٍ وإقناعٍ جيدة في حلِّ المشكلات المختلفة التي تواجه زملاءه في بيئة العمل”.
مهنية لا شخصية
وتقول ترنيم بنت زاهر الإسماعيلية، أخصائية اجتماعية: “العلاقات مع زملاء العمل يجب أن تكون مهنية لا شخصية، ويجب عدم التدخل في شؤون الزملاء الخاصة. ويفضل أن يكون التواصل باحترام بين الموظفين وعدم تبادل الإشاعات أو الأحاديث غير المفيدة والتركيز في مصلحة العمل. كما يجب أن يتخلل بيئة العمل جو ممتع كتنظيم فعاليات دورية لتقوية الروابط بين الزملاء”.
وتضيف: “العلاقات الإيجابية والصحية بين الزملاء تؤدي إلى ارتفاع في الإنتاجية، والبيئة المريحة تؤدي إلى تركيز الموظف على أدائه في العمل وزيادة الإنتاجية. وإن كانت بيئة العمل مليئة بالمشاحنات والأحاديث الجانبية سيبتعد تركيز الموظف وطاقته عن الإنتاجية”.
وعن واجبات الموظف تقول: “لابد أن يحترم زملاءه، المصداقية في أداء العمل، عدم الغيبة والنميمة ونقل الأخبار الزائفة بين الموظفين، تحمل المسؤولية والعمل الجماعي، أن يكون الموظف مستمعًا جيدًا لزملائه، وأن يحفزهم على اقتراحاتهم حتى لو أدرك أن الإنتاجية ستكون أقل؛ فمع الوقت سيتضح الإبداع ومن خلاله ستزيد الإنتاجية”.

 

ماذا تقول جهات العمل؟

مهارات الذكاء الاجتماعي
عن محافظة الموظف على بيئةٍ صحيةٍ وسليمةٍ في العمل من ناحية علاقته بزملائه؟ تقول مريم بنت سالم المسرورية، مديرة مركز التوجيه الوظيفي: “تُعدُّ العلاقات المهنية الطيبة في بيئة العمل مفتاحًا لنجاح الموظف المهني، عليه يجب على الموظف أن يعي أهمية عمله في بيئة عمل صحية تتسم بعلاقات مهنية طيبة؛ إذ إن العداوات والمشاحنات التي قد تسود بيئة العمل تؤدي إلى خلق ضغوطات نفسية ترهق الموظف في المقام الأول، كما أن الصراعات في بيئة العمل تؤثر على جميع الموظفين وينتج عنها إرهاق نفسي شديد يؤدي إلى إرهاق جسدي”.

وتتابع: “لذا من الضرورة على جميع الموظفين الاهتمام بتطوير مهارات الذكاء الاجتماعي والحرص على التعامل بودٍّ واحترام مع زملاء العمل، والحرص على عدم تأثر علاقته مع زملاء العمل بشتى الضغوطات الشخصية التي تواجهه في حياته الخاصة”.

وتضيف: “كما يجب على الموظف أن يرسم حدودًا واضحة في علاقته مع زملائه، إذ إن الحرص على معرفة حدودي في التعامل، وكذلك حدود الآخرين يؤدي إلى علاقات طيبة ينعكس عنها بيئة عمل صحية وسليمة”.

وعن هل العلاقات بين الزملاء تعزز الإنتاجية؟ تجيب: “نعم، إذ تعد العلاقات المهنية الجيدة بين الموظفين في بيئة العمل من أهم أسس نجاح المؤسسات ورفع إنتاجيتها، والعلاقات الجيدة ينتج عنها سعادة الموظفين وعملهم جميعًا بروح الجماعة، حيث يعمل الموظفون معًا ويتعاونون في ظل علاقة طيبة لإنجاز أهداف المؤسسة. كذلك تعزز العلاقات المهنية الطيبة بين الموظفين والمسؤول انتماء الموظف للمؤسسة وتنعكس على رغبته في العمل للتحقيق أهداف المؤسسة”.

وتردف: “وفي هذا الجانب أؤكد على ضرورة حرص المسؤولين في بيئة العمل على المساواة في التعامل مع الموظفين، وتجنب المحاباة والتعامل بأسلوب راقٍ لتحقيق الانسجام بين الموظفين”.

وتؤكد مريم المسرورية أن الاعتراف بالمشكلة نصف حلها، لذا يجب على الموظف في حال شعوره بالتوتر والقلق في علاقته المهنية التحدث مع مسؤوله لتقديم الدعم الملائم له، كما يمكن اللجوء إلى المختصين في جوانب الصحة النفسية لضمان إيجاد الحلول الواقعية الملائمة التي تضمن له الاستمرار في بيئة عمل تسودها السعادة والرضا.

وتقول: “كما يجب على المؤسسات العمل على تقديم الدعم الضروري للموظفين الذين يشعرون بالقلق والتوتر في بيئة العمل من خلال فتح قنوات تواصل مع العاملين، كذلك يجب على المؤسسة العمل على خلق بيئة عمل صحية لضمان احتفاظها بالموظفين لسنوات عدة”.

وتؤكد أخيرًا: “كذلك يجب على المؤسسة العمل على تقدير موظفيها، والعدل بينهم، والاهتمام بالموظف، وتعزيز مفهوم الأمان النفسي داخل المؤسسة، والعمل على تطويرهم ووضع خطط تطوير مهني ملائمة تقلل شعورهم بالقلق والتوتر”.

الشفافية والصدق
عن بيئة العمل يتحدث جاسم بن مبارك البطاشي، رئيس قسم علاقات المراجعين بدائرة خدمات المراجعين ويقول: “إن بيئة العمل تحتاج لحسن العلاقات الداخلية بين الموظفين، والبداية تكون غالبًا في تقنين العلاقة وفصل العمل عن العلاقات الشخصية، إضافة إلى الاقتراب الإنساني بين الجميع، وهذا يتطلب الشفافية والصدق في أداء المهام الوظيفية، وكذلك القيام بالواجب الإنساني مع الزملاء”.
ويضيف: “وعلى الموظف أن يتحمل واجبات أداء وظيفته بعيدا عن الضغوط الخارجية؛ وهنا يأتي دور الاندماج العاطفي بين الموظفين فالاهتمام ببعضهم في الجوانب الحياتية خارج نطاق العمل يعزز كثيرًا الإنتاجية داخل العمل، وكذلك الابتعاد عن الانفعالات التي من شأنها أن تخلق الخلافات، وإذا حدث فعلى الموظف أن يتجنبها فلا بأس في الاختلاف ولكن يجب الابتعاد عن الخلافات”.
وعن حقوق وواجبات الموظف في مجال علاقته مع زملائه يذكر البطاشي أنه: “يجب على جهة العمل أن توفر الأساس لخلق بيئة عمل نظيفة ومنتجة بشكل إبداعي.. ومن وجهة نظري تكوين الفريق المناسب أمر مهم، بل وضع المدير القائد هو الأهم لأنه يستطيع توحيد فريق عمله وتوجيههم بشكل مثالي، وكذلك توزيع المهام وإعطاء الموظف مساحة من الإبداع ليستطيع التعريف بنفسه عمليًّا، ثم تأتي الحوافز المعنوية والمالية لتخلق كذلك جوًّا آخر يساعد على تقوية الولاء للمؤسسة”.
وحول شعور الموظف بالقلق أو التوتر في علاقته المهنية يقول: “من وجهة نظري يجب على الموظف أن يطور من نفسه دائمًا لكي لا يصل إلى هذه المرحلة وأن يحاول تجاوز كل التحديات، وإذا لم تكن بيئة العمل مناسبة له فعليه مباشرة التغير إلى مكان آخر يستطيع أن يقدم فيه ما يريد من إبداع دون شروط”.

 

ماذا يقول زملاء العمل؟

شخصية الموظف
يرفع أكرم بن سالم الراشدي شعار “الاتحاد بقوة”، ويقول: “من هذا المنطلق نعرف جميعنا أهمية وضرورة العمل الجماعي للقيام بالأعمال لتصبح أكثر جودة..ومن الضرورة بمكان أن تكون علاقتي مع فريق العمل في المجموعة مبنية على التفاهم والعمل بمبدأ “رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب”، وأن يتقبل الكل اختلاف الآراء التي يكون هدفها مصلحة العمل فهي أساس الأفكار الجديدة، وكل هذا أساس للعمل الجماعي الإيجابي الناجح”.
ويضيف: “أما عن آداب التعامل مع فريق العمل فمن المهم جدًّا أن يحترم كل شخص الطرف الثاني ويُكنّ له كل الاحترام والتقدير، ويجب عدم التدخل في الأمور الشخصية التي لا يريد الطرف الثاني الإفصاح عنها، وكذلك لا ينبغي على أفراد الفريق شخصنة المواضيع مما قد يوصل إلى النزاع بين الأفراد”.
“شخصية الموظف” هذا ما يؤكد عليه الفاضل عيسى بن جمعة الوهيبي، ويقول: “إن العلاقات المهنية بين الزملاء تؤثر في الإنتاجية، والأمر يعتمد على من هم زملاء العمل، فبعضهم قد يحفزك للإنتاجية، وبعضهم مثبط للإنتاجية، وأيضا يعتمد على شخصية الموظف نفسه، هل شخصيته تسمح بأن يؤثر الآخرون فيه بشكل سلبي ويساهموا في تثبيطه أم لا؟!.
وتقول وعد بنت حمود الحبسية : العلاقات الإيجابية بشكل عام يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل بين جميع أطراف العمل أولًا، وكلما ساد الاحترام ساد الجو الإيجابي الفعال بين الموظفين. كما أن التعاون والتواصل من أجل تحقيق الأهداف له دور فاعل في توفير علاقات إيجابية. تحمل المسؤولية وعدم الاتكالية يساعد على تقسيم المهام بكل وضوح، وبالتالي سيادة العلاقات الإيجابية بين الموظفين بعيدًا عن المشاجرات والنزاعات التي تعيق التقدم. وعلى الموظف أن يبتعد عن جميع الأعمال التي من شأنها أن تؤثر على العلاقات، مثل: التدخل في شؤون الغير خارج نطاق العمل، وإدخال جانب من التلميحات بشأن المستوى الاجتماعي، وغيره، والذي من شأنه توليد شرارة من النزاعات، وبالتالي تفكك العلاقات الإيجابية. وكما أن الموظف الفاعل هو الذي يعلم أن أسلوبه في الحوار وعدم التعالي عليهم بأي شكل من الأشكال له جزء كبير في تنمية علاقات إيجابية في مؤسسة العمل.

وأضافت وعد: تتعدد الآداب المتبعة في جميع المؤسسات الاجتماعية، وتختلف من مؤسسة إلى أخرى، فالآداب التي يتبعها الشخص في بيته تختلف عن التي يتبعها في مؤسسته، وقد يكون الاختلاف طفيفًا. لذلك من المهم جدًا أن يعلم الموظف آداب التعامل مع زملائه في العمل، ومنها: الاحترام، والتواضع، والابتعاد عن النميمة، والاعتراف بالخطأ، ومحاولة حل النزاعات بشكل إيجابي، ومساعدة الآخرين، والاتصال المباشر بهم.

 

About the Author