X638311283768843821

 

 

Banner-02

 

 

 

المورُوثات على شكل "كارتون"

أجرى الحوار: سعيد العزري

 

يظل الإبداع حاضرًا إذا ارتبط الأمر بطلبة جامعة السلطان قابوس، يرسمون الطموح ويكابرون الأقاسي لبلوغهِ، قد كان بذرة في يوم ما وغرس ليصبح حقيقة، لم يكن الطريق سهلًا ولكن العزيمة كانت حاضرة، واليوم بعد سعي حثيث تقطف ثمار ذلك الجهد فمنذ أن كانت تشدها الرسومات المتحركة منذ الصغر وتولع برسمها ومحاولة تقليد شخصياتها ها هي اليوم الطالبة عذاري الشيذانية خريجة الماجستير من قسم التربية الفنية بكلية التربية ترسم بريشة الطموح حلمًا قد ذللت العقبات لبلوغه لتبدع في مجالها بتألق مع ريشة رسم ومشروع الماجستير وها نحن نجري معها الحوار التالي لنستشف بعضًا من تفاصيله:

حدثينا عن دراسة المشروع وفكرته؟

بدأت دراسة هذا المشروع خلال مرحلة الماجستير التي كانت مرحلة الاستكشاف والتجريب المعتمد على البحث العلمي والممارسة العملية والتي ساهمت بشكل كبير على تغيير نمط تفكيري ونظرتي للأشياء ومنها علمت أهمية البحث والاطلاع وتنمية المعارف والمدارك في مجال الفن والثقافة وهو ما مهد الطريق لدراسة مساري الصحيح في مجال الطفل بمساعدة البروفيسور فخرية اليحيائية والتي كانت مشرفتي الأكاديمية خلال دراستي للماجستير والعمل على مشروعي الذي رافقني طوال فترة الدراسة.

ويهدف هذا المشروع إلى توثيق أغاني الطفولة والألعاب الشعبية في قالب بصري لمرحلة الطفولة المبكرة؛ فالاهتمام بثقافة الطفل تعد من أولويات شعوب العالم اليوم، فتثقيف الطفل بمثابة خلق جيل واعي قادر على تحمل مسؤولية بلده مساهمًا بدفع عجلة التنمية بفكرة، فأضحى طفل اليوم يعيش في بيئة علمية مليئة بالثقافة والمعرفة في جميع الجوانب وكله بفضل التكنولوجيا المتطورة والتي جعلت العالم وكما هو معلوم بلدة صغيره يحملها الطفل بين يديه على جهاز لوحي، وهذا الأمر صنع فجوة معرفية بين الأجيال في مختلف المهارات والمعارف تتفاوت رقعة اتساعها بحسب التثقيف الذي يحصل عليه الطفل من خلال الوسط المعرفي المحيط به. ولم يحظى الأطفال اليوم بالاهتمام الكافي لمعرفة بعض مكن موروثات تاريخهم فقد ولدوا في بيئة كما نراها اليوم في ظل هذا التقدم التقني، إذ يعد التاريخ والموروثات الشعبية هوية تميز الفرد عن بقية شعوب العالم، واهتم المشروع بتقصي وإعادة إحياء هذه الألعاب والأغاني في قالب فني ملائم للطفل واحتياجاته واهتماماته.

إننا نجد أن كل ما يقدم اليوم للطفل العماني بعيدًا كل البعد عن الموروثات الثقافية العمانية فجميع ما يعرضون له في القصص المصورة و البرامج التلفزيونية ماهي إلا مفردات غير أصيلة استوردت من الخارج وتمت دبلجتها لذلك فهي لا تشبه الطفل العماني ولا حتى بيئته في الغالب، فقد نشأ الطفل اليوم على بيئة معظمها بيئة غربية المنشأ ولم تسنح له الفرصة على التعرف على الكافي على مظاهر الثقافة العمانية الأصيلة والتغني بأغانيها الجميلة واللعب على ساقية المزارع والتسابق على الجدران، فأصبحنا اليوم نفتقد هذه المظاهر من القرى والحارات، فقد هم هذا المشروع إلى إعادة توجيه المنحى الثقافي للطفل العماني وعرض تلك الموروثات عليه بطريقة تقنية حديثة لتكون بين يديه يكتسبها من خلال التقنيات الحديثة يستطيع الوصول إليها من خلال جهازه اللوحي ومن خلال الألعاب التقنية الحديثة ليتعرف عليها و يطبقها واقع حياته بالشكل الذي يتناسب مع جيله.

من أين استلهمتي فكرة الموضوع؟

استلهمت فكرة المشروع من طبيعة الطفل المرحة والمحبة للغناء والأهازيج ألهمتني للخروج بهذا المشروع الثقافي فالطفل العماني يعيش في بيئات متنوعة ومختلفة باختلاف محافظات ومناطق السلطنة وتم الأخذ بالاعتبار كل هذه التضاريس وأدخلت في تصميم القصص فكل قصة صممت ببيئة عمانية مختلفة وصممت هذه القصص بأسلوب خيالي مشوق يتناسب مع مخيلة الطفل وبصورة يستوعبها عقله وأفكاره.

ما أهداف المشروع؟

جاءت أهداف هذا المشروع بالآتي:
– توثيق أغاني الطفولة والألعاب الشعبية العمانية للطفل في قالب بصري فني.
– إعداد وتصميم مرجع يختص بتوثيق الموروثات الحضارية للطفل العماني.
– تقديم المحتوى البصري في كتب قصصية مصورة وفيديوهات متحركة
– تثقيف الطفل العماني بالموروثات الحضارية غير المادية كالأغاني والحكايات والألعاب الشعبية.

هل هناك رؤية واضحة لمستقبل المشروع، وماهي؟

لقد قدمت حتى الآن خمس قصص مصورة وتم تصميمها وطباعتها كنسخة تجريبية وكعينة لمعرفة مدى تفاعل الطفل معها وماهي التحسينات اللازم ادراجها أو اضافتها على هذه القصص لزيادة الشريحة المستقطبة لها، وقد حظيت هذه النسخ باهتمام كبير من قبل الطفل والمجتمع ولم أكن أتوقع هذا الاقبال الكبير عليها والتفاعل معها خصوصا من قبل أولياء الأمور الذين أعادت لهم هذه الكتب ذكريات كثيرة من طفولتهم وسعدوا كثيرًا بفكرة توجيهها لأبنائهم بصورة حديثة ومعاصرة على شكل قصص مصورة موجهه للطفل ، وما زال هذا المشروع في خطواته الأولى ولم يكتمل بعد فهناك الكثير من الأغاني والألعاب الشعبية التي لم توثق بعد، ومن الخطط المستقبلية هي العمل على تحريك هذه القصص في اطار كرتوني وإنتاج مسلسلات كرتونية بنفس محتوى هذه القصص وبنفس الأسلوب الفني الذي قمت باستخدامه في القصص المصورة.

لقد أظهرت النتائج بأن الموروثات الشعبية العمانية غير المادية قابلة للتجديد والتجريب والتطوير وأننا من هذه الموروثات نستطيع الخروج بأفكار كثيرة ومتنوعة لنعيد احياء جميع هذه الموروثات من جديد بصورة معاصرة تواكب مجتمعنا اليوم وتطوره المستمر، فالقصص والأغاني يمكن تقديمها بشكل مبسط وحديث للأطفال وبطابع الكتروني يواكب تطورات العالم ويمكن تقديمة بشكل يحبه ويلفت نظره، ولعل هذا المشروع هو اللبنة الأولى لمشروع ثقافي قادم يختص بثقافة الطفل.

من هم الداعمين للمشروع وماهي التحديات التي واجهتك في التنفيذ؟

لعل أهم الداعمين لي كانت البروفيسور فخرية اليحيائية والتي اهتمت كثيرا بمسألة تطوير المشروع للخروج بصورة فنية احترافية وملائمة للطفل فقد تم تقصي الأغاني والألعاب الشعبية بالرجوع للمراجع التاريخية العمانية وبالاعتماد على الفيديوهات المصورة لحفل العيد الوطني سنة 1994 والذي عرض فيه لوحات غنائية راقصة حول الألعاب الشعبية العمانية وتم استخدام محتواها للكتب المصورة التي انتجناها.

وكان التحدي الأكبر الذي واجهني هو الوصول للهوية البصرية العمانية الأصيلة، فحتى ننتج قصصا مصورة للطفل وخصوصا أنها من التراث العماني علينا أن نصمم شخصيات عمانية ترافقنا خلال عرض هذه القصص، لذلك قمت مع البروفيسور فخرية اليحيائية بتجارب كثيرة في رسم شخصيات لأطفال عمانيين واستلهمنا الشخصيتين الرئيستين في القصص من أطفال عمانيين حقيقيين وقمنا بتحويلهم لشخصيات كرتونية تمتلك الملامح العمانية الاصيلة المميزة ذات العيون الواسعة والحواجب الكثيفة.

 

 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية