X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

تجربة التربية في التعليم عن بعد

كباقي المؤسسات التعليمية في السلطنة سعت كليات الجامعة إلى التطور في طريقة التعليم والتعلم عن بعد، ويعود لجائحة كورونا (كوفيد-19) السبب الأكبر إلى تطبيق منهج التعليم الالكتروني في معظم هذه المؤسسات التي أثبت عدد منها كفاءته في هذا المجال. وقد كانت تجربة كلية التربية بالجامعة مثالًا حيًا لهذا التطبيق خلال فترة التعليم عن بعد تطبيقًا لآليات التعامل مع الجائحة. فما الذي اعتمدت عليه كلية التربية؟

تدريب ميداني عن بعد

 

يقول الدكتور صالح بن سالم البوسعيدي عميد كلية التربية “لقد فرضت جائحة كورونا واقعًا مختلفًا عما تعودنا عليه من حيث أساليب التعليم والتعلم. وكمثيلاتها من كليات الجامعة حرصت كلية التربية على استمرار تعلم الطلبة بل وحتى باقي الأنشطة البحثية والطلابية. فاستمر الأساتذة في أعمالهم البحثية وخدمة المجتمع، وواصل الطلبة أنشطتهم. وقد تميزت تجربة كلية التربية في استغلالها للتكنولوجيا في تنفيذ مختلف مهامها وانشطتها خصوصا في تنفيذ التدريب الميداني. حيث كانت المرة الأولى في تاريخ الكلية بل وفي تاريخ السلطنة أن يتم تسكين طلبة التدريب الميداني في محافظاتهم والإشراف عليهم عن بعد من قبل أساتذة الكلية. كما تعاملت الكلية بمرونة مع احتياجات الطلبة والأساتذة خلال الجائحة، فتم تكييف المادة العلمية وطرائق التدريس وأساليب تقييم الطلبة لتتناسب مع الواقع الجديد ومع احتياجات وظروف الطلبة”.

 

 

تقديم برامج في مهارات التعليم الالكتروني

وتتحدث الدكتورة فوزية بنت عزيز السيابية، مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع عن دور المكتب خلال هذه التجربة وتقول “كان لمكتب مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع دور بارز في تيسير ودعم جهود الكلية في التعليم الإلكتروني خلال الجائحة من خلال تنفيذ حزمة من برامج الإنماء المهني لأعضاء هيئة التدريس والكادر الإداري والفني بالكلية والتي ركزت بشكل كبير على التعليم الإلكتروني والاستراتيجيات والمهارات المطلوبة لدعم عملية التعليم خلال هذه الفترة. حيث تم تنفيذ 3 برامج إنمائية (عن بعد): في ربيع 2020 (9 ورش)، وخريف 2020 (8 ورش)، وربيع 2021 (14ورشة)”. كما تؤكد الدكتورة فوزية على أن هذه البرامج ساهمت بشكل كبير في زيادة وعي أعضاء هيئة التدريس المشاركين عن استراتيجيات ومهارات استخدام التقانة في تيسير عمليات التعليم عن بعد.

 

 

تفعيل التكنولوجيا الحديثة في عملية التعلم عن بعد

ويشير الدكتور عبدالرحمن الحاج، رئيس قسم تكنولوجيا التعليم والتعلم إلى مشاركة عدد من أعضاء القسم في تقديم مجموعة من البرامج التدريبية لأعضاء هيئة التدريس بالكلية. مضيفًا “نظرا لأن القسم ينتهج مسبقا أسلوب التعلم المدمج في تدريس جميع مقرراته بحكم التخصص والخبرات التعليمية لدى أعضاءه في مجال التصميم والتطوير التعليمي، فقد عمل على تشجيع أعضاءه لتطبيق أساليب التعلُّم النشط إلكترونيامن خلال تفعيل إمكانات المنصة التعليمية والتطبيقات التكنولوجية الحديثة لرفع وزيادة تفاعل الطلبة في المقررات. كما عمل القسم على استخدام طرق تقويم بديلة تتناسب مع تلك الظروف، ومن أمثلة ذلك: المشاريع والعروض المسجلة واختبار الكتاب المفتوح والمنزلي والاختبار الإلكتروني المتزامن وملفات الإنجاز والمنتديات. كذلك يتعامل القسم ومنذ بداية الجائحة بمرونة كبيرة في التعاطي مع مواعيد تسليم التكليفات تحسبًا للظروف والتحديات التي قد تواجه الطلبة”.

 

تحديات أعضاء هيئة التدريس

 

وتذكر الدكتورة دريرة بنت حميد المقبالية، أستاذ مساعد بقسم المناهج والتدريس التحديات التي واجهتها كعضو هيئة تدريس، وكيف تغلبت على هذه التحديات، إذ تقول “عندما قررت الجامعة إكمال الدراسة عن بعد؛ تم التجاوب

بخطة بديلة للتقييم، وهذه من التحديات التي واجهتنا في الجزء العملي (التدريب الميداني)؛ حيث تحول التدريس من الواقع في المدارس الشريكة إلى الاكتفاء بإرسال دروس مسجلة من تصميم طالبات تخصص التربية الرياضية. مشيرة إلى أن التحدي الأكبر كان في كثرة الدروس المسجلة التي -وصلت إلى ٧٢ درساً- والتي ينبغي مشاهدتها وإعطاء التغذية الراجعة حولها، بالإضافة إلى رصد درجاتها. الأمر الذي بدا مجهدًا جدا ويستنزف الكثير من الوقت.

وتضيف الدكتورة دريرة “من التحديات التي واجهتني بمقرر طرق التدريس هو كيفية القيام بتدريب الطلبة على تحضير دروس عملية وتنفيذها في الصالة الرياضية ولكن هذه المرة بتجربة محاكيه للواقع، لقد كان ذلك تحدياً كبيراً حيث أن الطلبة لم يستطيعوا عيش أولوية من أولويات إعداداهم كمدرسين. وقد تم الاستعانة بمعينات مختلفة من أجل تقريب الواقع لهم عن طريق عرض دروس مختلفة وتحليلها إضافةً إلى تصميمهم لدروس مختلفة ومناقشتها في المحاضرة مع زملائهم”.

 

من جانبه يقول الدكتور اسلام هيبة، أستاذ مساعد بقسم المناهج والتدريس “لقد تمثلت أهم التحديات في كيفية تدريس المقررات العملية كالفنون التى يعتبر الهدف الأساسي منها إكساب الطالب المهارات اليدوية والتقنيات وحرفية الأداء والتعامل المباشر مع الخامة، فبات من الضروري إيجاد الحلول وطرق التدريس المناسبة، وتمثلت أفضلها في المحاضرات المتزامنة والبيان العملي وقيام الطلبة بتكراره بشكل فردي بالإضافة إلى الفيديوهات التوضيحية وعروض خطوات ومراحل التنفيذ، والاعتماد على بعض البدائل من برامج الكمبيوتر المتخصصة مثل الفوتوشوب والإلستريتر وغيرها التي تعطي الحلول المشابهة لتركيبات الخامات الحقيقية. كذلك كان من أهم التحديات مدى جاهزية الطلبة لهذا النوع من التعليم والذي يتطلب خبرة تقنية وأجهزة حديثة، وتوفر شبكات الإنترنت التي تمكنهم من التواصل الفعّال. ومع الممارسة ظهر تحسن في الأداء وتطوير كبير للخلفية التكنولوجية للمُعلم والمتعلم”.

 

طلبة التعليم عن بعد

 

تقول مزنة الحجرية طالبة سنة أخيرة بقسم التربية المبكرة “من خلال تجربتي للتعليم عن بعد في ظل ظروف الجائحة تمكنت من تطوير العديد من المهارات والقدرات التي ساهمت في نجاح مسيرتي التعليمية بكلية التربية؛ وذلك بالتعرف والتعامل مع العديد من الأدوات التقنية المختلفة كأدوات تصميم الفيديوهات الاحترافية، والألعاب التعليمية، والمنشورات وغيرها من الوسائل والأدوات التي أعانتني على تفعيل دوري كتربوية في ميدان الحقل التربوي بنجاح”.

 

 

 

 

أما سيف بن شيخان التوبي طالب في السنة الرابعة بقسم التربية البدنية وعلوم الرياضة بكلية التربية فيقول “في حقيقة الأمر كان التنقّل من التعليم المتزامن أو الحضوري داخل الجامعة إلى التعليم عن بعد صعب بعض الشيء؛ لأنه جاء بشكل مفاجئ، فواجهت صعوبة في التكيف مع هذا التعليم منحيث ضغط المحاضرات وزيادة عدد التكاليف والمشاكل التقنية التي واجهتني وغيرها من الصعاب الأخرى، ولكنني قمت بإعادة تنظيم الجدول الدراسي بما يتناسب مع هذه المواد والتكاليف، واستطعت والحمد لله من التغلب على كل الصعوبات مكتسبًا مهارات وخبرات متعددة، كما حصلت على معدل مرتفع ودخلت قائمة المتميزين علمياً. ونسأل الله في القريب العاجل أن يبعد عنا هذا الوباء ويشفي الأمة ونعود إلى الجامعة لمواصلة التعليم بالشكل الطبيعي”.

 

 

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى