كتب/ المختار الرحبي
“قراءات في تاريخ لغات شبه الجزيرة العربية وتوثيقها: الهوبيوت والكمزارية أنموذجا” بهذا العنوان انطلقت الندوة التي نظّمها قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالجامعة بشراكة مع مركز الدراسات العمانية والبرنامج الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وذلك ضمن سلسلة برنامج اللجنة الثقافية في نسخته الثانية عبر برنامج زووم.
وقد أدار الندوة الدكتور إبراهيم البوسعيدي باستضافة كلاً من: Julien Dufour الأستاذ المشارك بالمدرسة العليا للأساتذة بباريس ، والأستاذ علي عمر منوبي طالب الدكتوراة بجامعة السوربون بفرنسا ، والدكتورة دولا القاضي أستاذة مساعدة بكلية الدراسات اللغوية بجامعة صحار.
بدأت الجلسة بثلاث أوراق بحثية، أولها للدكتور (Julien Dufour) بعنوان: “التاريخ اللغوي للغات جنوب الجزيرة العربية”، وهي اللغات المسماة (بالعربية الجنوبية الحديثة). وقد سعى في ورقته إلى بيان أهمية البحث في هذا المجال. حيث أشار الدكتور أن هذه اللغات تنتمي جميعها إلى أسرة اللغات السامية. وفي حديثه عن التطابقات المطردة في التطور اللغوي خلص إلى أن “التطور اللغوي لا يمكن التنبؤ باتجاهه، ولكنه ليس تطورا عشوائيا، إنما هو مطرد”. وأكد الدكتور أنه “في عصر معين، لا يمكننا القول أن لغة ما أقدم من لغة أخرى”.
ثم انتقلت الجلسة للورقة الثانية للدكتورة دولا القاضي بعنوان: “مشروع توثيق اللغة الكمزارية المحكية في سلطنة عمان: جمع وتحليل المواد اللغوية”. وضّحت القاضي من خلال الأبحاث التاريخية للغة بأن “اللغة الكمزارية مزيج بين العربية والفارسية، وقد أشار بعض الباحثين أنه لا يمكن استنتاج أصل هذه اللغة من خلال خصائصها الحالية فقط”. وأشادت الدكتورة بعمل الفريق، فالمشروع قائم على جهد كبير حيث اُختير عدد من الرواة لجمع اللغة منهم.
وقدّم الورقة الأخيرة الأستاذ علي عمر منوبي، بعنوان: “توثيق الهوبيوت من خلال مقاربة لغوية”. وقد استهلّ منوبي حديثه بتوضيح الحدود الجغرافية للغة قائلًا: “تمتد لغة الهوبيوت من وادي صرفيت من محافظة صلالة شرقًا إلى وادي نحس آخر قرية حوف الحدودية في جمهورية اليمن غربًا، وشمالًا من سلسة جبال القطن إلى بحر العرب جنوبًا”. وفي حديثه عن الأبحاث السابقة عن هذه اللغة أشار بأن: “البحوث في الهوبيوت قليلة وما وصلنا لا يعتد به كثيرًا، فهو -على قلته- غير مكتمل، ويحتاج إلى مراجعة وتدقيق”. وقد أشار منوبي إلى أهمية هذا المشروع، وطرق جمع المادة من الناطقين باللغة عن طريق المقابلات الشخصية والتسجيلات.