كتب: المختار الرحبي
نظّم قسم اللغة العربية بالتعاون مع النادي الثقافي ندوة “عوالم الشعر وفلسفة الوجود” وذلك ضمن سلسلة برنامج اللجنة الثقافية في نسخته الثانية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية عبر برنامج زووم.
أدار الندوة الدكتور محمد الحجري باستضافة كلاً من الدكتور مبارك الجابري -أكاديمي غير متفرغ في الجامعة العربية المفتوحة، والدكتور أحمد يوسف من قسم اللغة العربية، والدكتور طارق النعناعي -أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية، والدكتور يوسف ناوري من المغرب.
تمّت مناقشة العديد من الجوانب المهمة والعميقة في علاقة الشعر بالفلسفة في أربعة محاور رئيسية قدمها الأساتذة الأجلّاء. حيث تحدّث الدكتور يوسف في محوره عن “فلسفة الشعر وأنطولوجيا هيدغر” متأملًا ما طرحه الفيلسوف الألماني هيدغر الثاني من منظور التأمل الأنطولوجي المتعلق بفلسفة الوجود وعلاقتها بفلسفة الشعر وفلسفة اللغة، كما عرض في وقفات سريعة عن موقف الفلاسفة من الشعر وصولًا لما قدّمه هيدغر في هذا الشأن.
كما استعرض الدكتور طارق ورقته بعنوان “ملامح الوجود في الشعرين المكتوب والمُغنى، نماذج من اللغات السامية واللغات الهند-أوربية”، حيث جاوب في ورقته على أسئلة رئيسية مهمة منها: ما الوجود؟ وما علاقة الوجود بالشعر؟ وما هي ملامح الوجود في الشعر المكتوب أو المغنّى؟، كما قدّم شرحًا لمنهج هيدغر وأوضح مُراده الفلسفي؛ هل هو في خدمة الشعر أم الفلسفة.
وقدّم الدكتور مبارك الجابري ورقته تحت عنوان “الشعر بوصفه تيهًا”، حيث استعرض ورقته من زاوية مختلفة بقراءةٍ نسقية تنظر من زاوية واحدة فقط تجمع المنطقة الملتبسة بين الشعر وفلسفة الوجود. كما استعرض خلاصة مقاربته للشعر بوصفه تيهًا، منها: النزوع نحو الحرية، والتمرد على الحدود، وكذلك اليأس. كما تطرق في ورقته إلى محورين مهمين هما: التيه طريقٌ في التفكير شعرًا، وكذلك التيه طريقةٌ في ممارسة الشعر.
وكانت ورقة الدكتور يوسف ناوري من المغرب موسومة بعنوان “الشعر وطريقةٌ في الوجود”، حيث ناقش فيها بإشارات موجّهة إلى الشعر باعتباره طريقةً في الوجود. كما وضّح دور الشعر في تطوير اللغة في بناء العلاقات الأخرى بالعالم والوجود، ومساهمته في تطوير أشكال تجربة الإنسان للإقامة بالعقل والأحاسيس.