كتبت: عزماء الحضرمية
اختتمت فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثالث ” الاتصال الجماهيري في البيئة الرقمية: بين ضرورات التربية الإعلامية ومتطلبات التعليم الإعلامي” ، الذي نظمه قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجامعة عبر الاتصال المرئي، وذلك بحضور عدد من الباحثين وأساتذة الإعلام والاتصال.
وقد وجاءت فعاليات اليوم الثاني استكمالا لما قدمه الباحثون للمؤتمر في يومه الأول، وجاءت الجلسة الرئيسية الثالثة تحت عنوان “واقع التعليم الإعلامي في العصر الرقمي” ترأستها الدكتورة فاتن بن لاغة وبوجود ثلاثة متحدثين، وتحدث فيها معالي د. عبد المنعم الحسني وزير الإعلام السابق حول السياسات والاتجاهات العامة في التعليم الإعلامي في الوطن العربي وقال في مداخلته أن المؤسسات الحكومية غالبا ما يشوبها الجانب التقليدي في البرامج والخطط مقارنة بالمؤسسات الخاصة التي تقيس وضع السوق وتميل للمغامرة بشكل أكبر، كما أشار إلى ندرة التخصصات الدقيقة في المجال الإعلامي على مستوى الوطن العربي بشكل عام بالإضافة إلى ارتفاع حجم مؤسسات التأهيل الإعلامي من معاهد وأكاديميات إعلامية.
بينما تحدث د. عبد الوهاب بوخنوفة أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني بقسم الإعلام حول المناهج الدراسية لأقسام الإعلام في الجامعات العربية في عصر الاندماج الإعلامي: الواقع والتحديات، وأشار إلى تأثير الاندماج الإعلامي ودوره في طمس الحدود الفاصلة بين الصحافة الإذاعية والتلفزيونية والصحافة المطبوعة والصحافة عبر الإنترنت، كما أضاف في مداخلته أن الاندماج الإعلامي يهدم صوانع الصحافة التقليدية القائمة على الانفصال بين الصحافة المطبوعة والصحافة المسموعة المرئية وأن الاندماج الإعلامي يعيد تركيز الصحافة على مهمتها الأساسية وهي إعلام الجمهور عن عالمه بأفضل طريقة ممكنة.
وفي محور آخر للجلسة ناقشت د. سهام نصار الاتجاهات الحديثة لتعليم الإعلام في القرن الحادي والعشرين وأشارت إلى ضرورة التركيز على المقررات الحرة التي تبني مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى دارسي الإعلام، وأوضحت أسباب انصراف الجمهور عن وسائل الاتصال الجماهيري في ظل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب الإنترنت، كما اقترحت في مداخلتها تطبيق التعميم في دراسة الإعلام وليس التخصص.
وفي الجلسة الرئيسية الرابعة التي جاءت تحت عنوان” التربية الإعلامية والتعليم الإعلامي في العالم العربي” ناقش أ.د. سامي الشريف مداخلته حول توطين التربية الإعلامية في البيئة العربية مشيرا إلى أن مصطلح التربية الإعلامية وحده لم يعد كافيا بل لا بد من إضافة التربية الإعلامية والرقمية إليه، والذي لا يقتصر الأمر عنده عند حد كيفية التعامل مع وسائل الإعلام بل يتعدى ذلك إلى إكساب الأفراد مهارات استخدام وتوظيف تقنية المعلومات وليس تصفح الشبكات الرقمية فحسب، إلى جانب المشاركة الفاعلة في صنع وابتكار المحتوى الإعلامي وتحقيق التفاعلية الكونية. كما قدم الدكتور محمد عايش ورقة بعنوان الثقافة الإعلامية في زمن الكورونا: نحو نموذج جديد في مواجهة الجائحة المعلوماتية واستعرض من خلالها التأثيرات التي فرضتها جائحة كوفيد-١٩ على مفهوم وممارسة الثقافة الإعلامية، وطرح الدكتور هشام مصباح مداخلة حول الوجود غير المرئي لمحو الثقافة الإعلامية في تعليم وسائل الإعلام العربية وممارسات الوسائط الرقمية بالإضافة لمداخلة الدكتور سامي القمحاوي التي ناقشت جهود الإيسيسكو في مجال التربية الإعلامية.
وتضمنت فعاليات المؤتمر أربع جلسات فرعية خدمت سياقات موضوع المؤتمر الرئيسي، إذ أخذت إحدى الجلسات عنوان التربية الإعلامية في ظل البيئة الرقمية وجاءت أخرى حول التعليم الإعلامي: البرامج والمؤسسات الفاعلة بالإضافة إلى جلسة حول برامج التعليم والتدريب الإعلامي عربيا وعالميا ترأستها الفاضلة عبير المعمرية.